"التصلب العصيدي" ..مضاعفات انسداد الشرايين

"التصلب العصيدي" ..مضاعفات انسداد الشرايين

الأزمنة

الخميس، ١٤ أبريل ٢٠١١

اضطراب يبدأ في مرحلة باكرة من الحياة، وقد اكتشفت اضطرابات وظيفة البطانة الشريانية عند الأطفال والبالغين مرتفعي الخطورة كالسكريين، المدخنين، ومن لديه سوابق عائلية بارتفاع الضغط الشرياني أو فرط شحوم الدم.
ونظراً لخطورة التهاب الأوعية الدموية التي تسبب نسبة كبيرة من موت الأشخاص المصابين في فترة زمنية قصيرة، حيث تبدأ من الدقائق الأولى حتى ثلاثة أشهر. مثل احتشاء العضلة القلبية، فيمكن أن يموت المريض خلال دقائق قبل تلقي أي عناية طبية، وقد يموت خلال 24 ساعة من بدء الأعراض وهذه تشكل 50% من حالة الوفيات، وحوالي 40% من كل مرضى الاحتشاء الذين يموتون خلال أول شهر من الإصابة.
لتفادي هذه الخطورة كان من الضروري تسليط الضوء على هذا المرض بآلياته وإشكالياته من خلال هذا الحوار مع الاختصاصي في الأمراض الداخلية والصدرية الدكتور نايف رشيد عبيد...
* ما تعريف التصلب العصيدي؟
- هو التهاب مترقٍ يصيب الجدار الشرياني ويتميز بترسبات بؤرية غنية بالشحوم، تبقى العصائد صامتة سريرياً إلى أن يكبر حجمها، لدرجة أنها تسبب ضعفاً في الإرواء الشرياني أو لدرجة التقرّح مسببة انسداداً خثارياً أو انصماماً ضمن الوعاء المتأثر.
* وما أسبابه؟
- كثيرة.. هناك خطوط شحمية – كما سبق في التعريف – تعرّض الشريان أو الموقع للشدّة المجازة المتبدلة على الشريان مثل مناطق التفرع. وتتطور هذه الخطوط عندما ترتبط بالخلايا الالتهابية مع مستقبلات للخلايا البطانية، حيث تأخذ ليبو بروتين منخفض الكثافة المؤكسد من البلازما، وتعطي خلايا رغوية محملة بالشحم أو بالعات عملاقة.
وعندما تموت هذه الخلايا الرغوية وتحرر محتوياتها تهاجر الخلايا العضلية الملساء من الطبقة المتوسطة للجدار الشرياني إلى البطانة الداخلية. وهنا يتدخل بعدة عوامل منها عوامل النمو التي أفرزتها البالعات العملاقة المفعّلة. وبهذا الشكل تتحول من النموذج التقلصي إلى النموذج الترميمي، وبذلك تثبت الآفة التصليبية العصيدية، إلى أن تكبر وتحدث انسداداً في الجريان الشرياني. وهناك عوامل خطورة أخرى مثل التدخين، السكري.
* هل للتصلب العصيدي مراحل؟
- بالطبع.. له مراحل مبكرة ومتقدمة. التصلب العصيدي الباكر يحدث فيه اضطراب عمل الخلايا البطانية فيسبب الداء الإكليلي غير المستقر (الشرايين القلبية). حيث تتكدّس الصفيحات عند موضع التقرح أو التمزق.
أما التصلب العصيدي المتقدم، حيث تصبح الخلايا العضلية الملساء البطانية هرمة، مما يؤدي إلى موتها وتخريب المطرق في المحفظة الليفية، التي تتواجد عادة في التركيب الشرياني.
* ما هي اختلاطاته؟
- حوالي 20% من الناس المتوسطي العمر من 55 – 75 سنة في بريطانيا مصابون بأحد أمراض الشرايين المحيطية، ولكن ربع هؤلاء فقط تظهر لديهم الأعراض السريرية. حيث تعتمد هذه الأعراض على الوضع التشريحي للآفة، على وجود أو غياب التروية الرادفة. وعلى سرعة حدوث الأذية.
ونذكر أمثلة على ذلك :
مثال (1) - في الدورات الدماغية يحصل فيه نوبة نقص تروية عابرة، كنّة عابرة، إقفار فقري قاعدي.
مثال (2) – الشرايين الكلوية عندما يحدث ارتفاع التوتر الشرياني المزمن، يسبب القصور الكلوي.
مثال (3) – إقفار معوي حاد (نقص تروية حاد وسريع).
مثال (4) – إقفار يصيب الأطراف كالساقين والذراعين، حيث يصيب الساقين أكثر بكثير من الذراعين.
* هل تحدثنا عن سرعة حدوث المرض؟
- ذكرنا عن الدوران الدماغي أو الكامل، ولكن في حال تطور داء الشرايين المحيطية بشكل تدريجي، فإنه سيتطور عنه دوران رادف، وبالمقابل أن الانسـداد المفاجئ لشـريان كان طبيعيا سابقا يسبب إقفارا سديدا قاسيا، بعيدا عن مكان الانسداد.
* وما هي آلية الأذيّة؟
- هيمو ديناميكية العصيدة يجب أن تسدّ 70% من قطر الشريان، حتى ينقص معدل الجريان، والضغط خلال الراحة. أما خلال الجهد والمشي فيكون التضيّق أخف بكثير حتى يغدو حرجاً، وهذه الآلية تأخذ سيراً سليماً نسبياً بسبب تطور الدوران الرادف.
- (الخثارية) يحدث تمزق حاد مع الخثار اللذين يصيبان الصفيحة غير المتأثرة في المرحلة الأولى، فتسبب عادة عقابيل شديدة.
- (انصمامية عصيدية) تعتمد على حجم الصمّة وحملها، مثل اللويحة السباتية، نوبة نقص تروية عابر، والنشبة أينما وُجدت.
- (انصمامية خثارية) هذه تحدث عند الرجفان الأذيني (سرعة نبضات الأذين تتجاوز الـ 200 نبضة في الدقيقة)، وتكون العقابيل دراماتيكية خطرة جداً، لأن الصمة تكون كبيرة، وتسد الشريان بشكل مفاجئ وكامل، وهو غير مزود بدوران رادف.
* وما هي الأعراض؟
- ألم في مقدمة القدم : بعد حوالي ساعة من استلقائه في الفراش، والسبب زوال التأثيرات المفيدة للجاذبية على التروية، وانخفاض الضغط الشرياني، ونتاج القلب خلال النوم. حيث أن الألم يوقظ المريض من نومه، ويتم التأكد بأنه عرض عندما يخف الألم بتدلي الطرف المصاب (القدم)، ويبدأ المريض بالمشي، ويحصل نقص حاصل في النوم.
ومن الأعراض كذلك نوم المريض في كرسيه، مسبباً وذمة في الطرف المصاب، مع ارتفاع الضغط للنسيج الخلالي، وعندها يحدث تدهور في الإرواء الشرياني، ويدخل المريض في دائرة من زيادة الألم، وعدم النوم.
والجدير بالذكر هنا بأنه حتى الأذيات الخفيفة لا تشفى، مما يؤدي إلى دخول الجراثيم، وتطور الإنتانات، وتتطور بسرعة التقرّحات والمواد النسيجية في القدم.
* وما هي سبل الوقاية من هذا المرض؟
- الوقاية من المرض تكون بالابتعاد عن عوامل الخطورة مثل : التوقف عن التدخين نهائيا، إجراء تمارين منتظمة بحيث يسير يومياً ثلاثين دقيقة، على الأقل بمعدل ثلاث مرات في الأسبوع، تناول المميّعات, أو مضاد للصفيحات كالأسبرين، تخفيض الكولسترول الكلّي، وذلك باتباع الحمية والعلاج بالستاتينات، تشخيص داء السكري بشكل مبكر، وضبطه، وتشخيص الحالات المرافقة مثل ارتفاع الضغط الشرياني، فقر الدم، وقصور القلب.
* وماذا عن العلاج؟
- العلاج يكون حسب كل حالة، وحسب العامل المسبّب لها. ويكون بتناول المميّعات للمرضى الذين يشعرون بأعراض فقر الدم، وموسّعات شريانية لهم. ومعالجة أي اضطراب في جريان الدم وخصوصاً في حالة عودة الدم إلى القلب مثل الدوالي، والتهاب الوريد الخثاري، وفي حالة العرج المتقطع.
وفاء حيدر