من الألف إلى الآن..تفتيق وترقيع .. صفحة نقدية ساخرة.. إعداد:نضال خليل

من الألف إلى الآن..تفتيق وترقيع .. صفحة نقدية ساخرة.. إعداد:نضال خليل

الأزمنة

الأحد، ٣١ يوليو ٢٠١٦

مبدأ

يكاد يتفق الغرب حول مبدأ اقتصادي لتجميع الثروة مفاده أن الجهد والكفاءة والمهارة والمثابرة خلال سنوات تطول أو تقصر كفيل بجعلك تمتلك المليون الأول كدليل أكيد للحصول على لقب مليونير لأن المليون يجر الملايين بعدها.. أما في العالم العربي فإن الذي يكاد يجمع عليه الجميع أن النصب والاحتيال والكولكة وتمسيح الجوخ بدعوى الفهلوية والشطارة كفيل بجعلك مليارديراً في ليلة ما فيها ضو قمر.. رغم أنهم يعملون في وضح النهار..

براءة اختراع

يجب الإقرار بأن الكثير من العقليات التي تدير دوائرنا ومؤسساتنا لم تستطع التعامل مع شيء اسمه التطور والديناميكية الإدارية عملياً رغم أن كثيراً منهم لديهم (كومة شهادات) يفاخر بامتلاكها لتدعيم موقفه، لكن هذا لا يخرج عن إطار الجانب النظري.. غير أنه ومن جهة أخرى نقر ونحن بكامل قوانا العقلية بأن هؤلاء قد سبقوا العالم بمسافات ضوئية ويسجل لهم براءة اختراع.
(نظرية الاجتماعات) اجتماع برؤساء الأقسام.. اجتماع بمديري التطوير.. اجتماع غداء عمل.. اجتماع عشاء عمل.. اجتماع وفود.. لدرجة أنني لم أستطع خلال 15 عاماً من العمل في الصحافة والإعلام من الاجتماع بمدير أو مسؤول ما قبل شهر على الأقل لكثرة اجتماعاته وغالباً ما يكون الاجتماع به مقتضباً لكون عنده اجتماع آخر

شتان
بعد سنوات طويلة من تنقله بين المناصب وجد نفسه أخيراً ينزل من فوق كراسيها ليستقر به المقام على كرسي بأحد مقاهي المدينة كعادة المسؤولين.. ليلعب طاولة زهر مع صديق له غاب عنه طيلة وجوده كمسؤول، حيث بدأ بتوجيه النقد واللوم للحكومة ولغيره من المسؤولين وبأنهم السبب فيما آل إليه الحال.. الصديق استغرب تلك اللغة الجديدة فسأله باستغراب: ولكن كلامك السابق أيام العز لم يكن كذلك.. فرد وهو يقذف الزهر: هديك الأيام كنت مسؤولاً ولم أكن مواطناً وشتان ما بين الاثنين..

محاسبة
دخل طفل صغير إلى مؤسسة استهلاكية عامة برفقة والدته، وخلال التجوال امتدت يده الصغيرة إلى علبة بسكويت ليدحشها بجيبه بعدما أكل منها قطعة أو قطعتين، وعند جناح الحلويات طالت يده أكثر فشفط قطعة كاتو عامرة بتل من الكريمة ليقضمها بنهم كبغل وسط بيدر من التبن.. فيما كانت والدته تحاول إقناعه بأن هذا التصرف غير لائق هامسة بأذنه بحنان (عيب ماما).. لم يرتدع الطفل بل بدأت يداه تعملان عندما أصبح في قسم الفواكه فمن الكرز ابتلع عدداً من الحبات ومن العنب أكل عنقوداً.. ومن الموز (لهط) قرنين من فصيلة الصومالي.. وسط نظرة الموظفين له والاكتفاء بالابتسامة والعبث بشعرات الطفل وهم يقولون لوالدته التي ظهر عليها الإحراج من دون أن تعرف ماذا تتصرف.. ولا يهمك بسيطة ليحمه لك الله.. هالمرة على حسابنا وهو ما أكده المحاسب.. وعندما خرجت الأم سألها طفلها الذي كانت جيوبه عامرة بما شفطه من المؤسسة: ماما هل الموظفون هم من سيحاسبون عنا لصاحب المؤسسة؟ فقالت الأم: بالتأكيد لا، لأن المؤسسة عامة أي للحكومة.. فذهل الفتى لكنه أومأ برأسه: آه ولهيك ما في محاسبة..