تفتيق وترقيع.. صفحة نقدية ساخرة..إعداد: نضال خليل

تفتيق وترقيع.. صفحة نقدية ساخرة..إعداد: نضال خليل

الأزمنة

الثلاثاء، ١٥ سبتمبر ٢٠١٥

حل عنا ياااا
فيما كنت أقوم بإجراء تحقيق صحفي ميداني أوقفت أحد المارة وسألته:
س1: ما رأيك بأداء الحكومة وقراراتها؟
ج1: عال العال..
س2: كيف هي الأسعار؟
ج2: حول المعدل السنوي العام..
س3: كيف ترى تعامل شرطي المرور في الشارع؟
ج3: شي متل الكذب أحياناً بحسو واحد من عيلتنا..
س4: كيف يقابلك الموظف عند الدخول لمكتبه؟
ج4: بالتبويس والحلفان بالطلاق ما بروح حتى أشرب فنجان قهوة..
س5: كيف تتم تسيير أمور معاملتك وأوراقك؟
ج5: بكل سلاسة حتى إن بعضهم وضع لافتة أخي المواطن أنجز معاملتك عندي وخود معاملتين مجاناً+ قطعة سكاكر وعلبة كبريت..
س6: هل ترى أن الباعة والتجار يستغلون المواطن؟
ج6: أعوذ بالله كش برا وبعيد..
وقبل أن أسترسل بطرح الأحاديث قال لي: أستاذ بذمتك أنت مو من الكاميرا الخفية ومخبي الكاميرا بمكان ما؟
فقلت له: لا.. قال لكن مخابرات؟ قلت ما حذرت..قال لكن شو صرعت....نا..قلت: أنا صحفي وأجري تحقيقاً.. فقال لي: تحقيق شو؟ فأجبته: تحقيق صحفي.. فأجاب: يعني شغل جرايد.. فقلت: نعم.. فرد: آه أي حل عني يااا...مو ناقصنا لعي.

محاسبة
دخل طفل صغير إلى مؤسسة استهلاكية عامة برفقة والدته، وخلال التجوال امتدت يده الصغيرة إلى علبة بسكويت ليدحشها بجيبه بعدما أكل منها قطعة أو قطعتين، وعند جناح الحلويات طالت يده أكثر فشفط قطعة كاتو عامرة بتل من الكريمة ليقضمها بنهم كبغل وسط بيدر من التبن.. فيما كانت والدته تحاول إقناعه بأن هذا التصرف غير لائق هامسة بأذنه بحنان (عيب ماما).. لم يرتدع الطفل بل بدأت يداه تعملان عندما أصبح في قسم الفواكه فمن الكرز ابتلع عدداً من الحبات ومن العنب أكل عنقوداً.. ومن الموز (لهط) قرنين من فصيلة الصومالي.. وسط نظرة الموظفين له والاكتفاء بالابتسامة والعبث بشعرات الطفل وهم يقولون لوالدته التي ظهر عليها الإحراج من دون أن تعرف ماذا تتصرف.. ولا يهمك بسيطة ليحمه لك الله.. هالمرة على حسابنا وهو ما أكده المحاسب.. وعندما خرجت الأم سألها طفلها الذي كانت جيوبه عامرة بما شفطه من المؤسسة: ماما هل الموظفون هم من سيحاسبون عنا لصاحب المؤسسة؟ فقالت الأم: بالتأكيد لا، لأن المؤسسة عامة أي للحكومة.. فذهل الفتى لكنه أومأ برأسه: آه ولهيك ما في محاسبة..

براءة اختراع
يجب الإقرار بأن الكثير من العقليات التي تدير دوائرنا ومؤسساتنا لم تستطع التعامل مع شيء اسمه التطور والديناميكية الإدارية عملياً رغم أن كثيراً منهم لديهم (كومة شهادات) يفاخر بامتلاكها لتدعيم موقفه لكن هذا لا يخرج عن إطار الجانب النظري.. غير أنه ومن جهة أخرى نقر ونحن بكامل قوانا العقلية بأن هؤلاء قد سبقوا العالم بمسافات ضوئية ويسجل لهم براءة اختراع (نظرية الاجتماعات) اجتماع برؤساء الأقسام.. اجتماع بمديري التطوير.. اجتماع غداء عمل.. اجتماع عشاء عمل.. اجتماع وفود.. لدرجة أنني لم أستطع خلال 15 عاماً من العمل في الصحافة والإعلام من الاجتماع بمدير أو مسؤول ما قبل شهر على الأقل لكثرة اجتماعاته وغالباً ما يكون الاجتماع به مقتضباً لأن عنده اجتماع آخر..