2015-09-08 01:19:12 | الأرشيف
![]() نفايات جرمانا على الأرصفة وفي منصفات الشوارع..تجار بناء لا يرحّلون مخلفات أعمالهم فمن يغضّ الطَرْف عنهم؟! الجهات المعنية تبرّر: نقص في الكوادر العاملة والمعدات |
|||||||||||||
![]() الأزمنة| محمد الحلبي – رولا نويساتي مشكلة النفايات هي مشكلة قديمة - حديثة، وقد كان فيما سبق مكب نفايات باب شرقي مشكلة يعاني منها أهالي تلك المنطقة وسط العاصمة دمشق والمارون بجواره بسبب الروائح الكريهة المنبعثة منه وسط عجز الجهات المعنية عن إيجاد بديلٍ له، وقد كانت كمية النفايات قبل الأزمة في مدينة دمشق وحدها تصل من ألفي إلى ثلاثة آلاف طن يومياً، فيما وصلت اليوم إلى ستة آلاف طن بسبب ورود نفايات ضواحي دمشق إليها، وخروج مكبات النفايات في المناطق الساخنة عن الخدمة، ما أدى إلى تردي وضع النظافة في سورية بشكل عام... ولعل مدينة جرمانا التي تقع في خاصرة العاصمة الشرقية والتي باتت تعاني من اكتظاظ سكاني مريب بدأت تتفاقم فيها مشكلة النفايات أكثر من غيرها وذلك بسبب تدني واقع الخدمات فيها بشكلٍ عام، حيث يتواجد فيها مكب للنفايات كبير يقع وسط تجمع سكاني ضخم، وهذا المكب يقع ضمن الأحياء الشعبية عبر منافذ ضيقة يصعب الوصول إليه، هذا إذا ما أغفلنا المشكلات الأخرى التي تعاني منها المدينة من سوء للصرف الصحي وغيره مع عدم تجاوب الجهات المعنية مع أهالي تلك المنطقة.. الأزمنة زارت مدينة جرمانا ووضعت في جعبتها الكثير من التساؤلات وإشارات الاستفهام التي ارتسمت على وجوه قاطنيها وسط تبريرات قد تبدو غير مقنعة من المسؤولين والجهات المعنية.. حيث باتت الأزمة هي الشماعة الوحيدة التي بات يعلق عليها أصحاب القرار تقصير إداراتهم، حتى أصبحت قصة النفايات في تلك المدينة الفاضلة أطول من حكايات ألف ليلة وليلة... من قلب الحدث بداية تابعنا كل الشكاوى ميدانياً، ولمسنا من حديث الأهالي عدم الرضا عن واقع الخدمات في مدينتهم.. عشرات الشكاوى وربما المئات غص بها صندوق بلديتهم وصناديق الجهات المعنية.. لكن الوعود والكلام المعسول الذي ملأ آذانهم لم يغير من واقع الحال شيئاً، بل على العكس تماماً.. فالخط البياني لمشكلتهم أخذ بالارتفاع، وربما ستصبح النفايات في جرمانا معلماً من معالم المدينة سوف يميزها عن غيرها.. هذا ما قاله أهالي جرمانا... لم تبقَ جهةً إلا ولجأنا إليها، ولكن من دون جدوى، فما الجدوى من شكوانا إذا كانت لن تغير من واقع الحال شيئاً.. يقول (أبو جواد) قبل أن يتابع حديثه قائلاً: هل يتوجب علينا أن نقبل ما تعانيه مدينتنا من تردٍ في واقع الخدمات ومن نقص عمال النظافة والحاويات، وأن نتعايش مع مسألة حرق القمامة والإطارات وكأنها جزء من حياتنا اليومية، ألا يوجد مسؤول من الحكومة يتنازل عن الجلوس في مكتبه قليلاً ويزور المدينة ليشاهدها على حقيقتها ويعيش معنا الواقع المأساوي الذي نعيشه.. فيما قال (أبو اسكندر) إن المدينة تعاني من أكوام القاذورات والأتربة المتوضعة على جوانب الطرقات بشكلٍ غير لائق، ولا يمت إلى الحضارة بصلة، ومن يلقِ نظرة على واقع المدينة يعتقد أن أيدي عمال النظافة لم تمتد إليها منذ سنوات، وعند هبوب أي نسمة هواء تتطاير القاذورات إلى البيوت، ناهيك عن تكدس القمامة في الحاويات وعلى محيطها بطريقةٍ تثير الاشمئزاز حتى باتت المنطقة مرتعاً خصباً لانتشار الحشرات والبعوض في كل مكان، عدا أن منصِّف الطريق مملوء بالأوساخ بشكلٍ رهيب، أما مدخل المدينة والذي يجب أن يعطي صورة جيدة عن المدينة وجماليتها فله قصة أخرى.. فيما قالت (نايا) طالبة جامعة: كثيراً ما قدمنا شكاوى للجهات المعنية، ولكن على ما يبدو أن آذان المسؤولين قد صمت ولا تريد أن تسمع، وعيونهم لا تريد أن ترى سوى جدران مكاتبهم.. العالم مشغول بنفايات لبنان لأنها نفايات خمس نجوم، وإعلامنا يتابعها لحظة بلحظة.. أما نفايات البلد فهي مشكلة شخصية على أغلب الظن، ولسنا بصدد الاهتمام لمثل هذه التفاهات... لماذا تغفل البلدية عن تجار البناء في المدينة والذين يتركون مخلفات أعمالهم التي تعدت وسدت الكثير من الطرق من دون ترحيلها.. (أبو علي) بائع خضار.. المشكلة تكمن في البلدية فهي تنظف هنا وتترك هناك، ولا تعمل على خطة واضحة، وقال (أبو علي) إنه يرمي نفايات محله في الحاوية التي تبعد عنه قرابة المئة متر، رغم أنه كثيراً من الأحيان لا يجد مكاناً ليضع نفاياته فيها، فيضعها في أكياس سوداء لتنهشها الكلاب والقطط الشاردة، هذا عدا "النباشين" الذين يبحثون عن العبوات البلاستيكية وغيرها في أكياس القمامة، وهؤلاء لهم قصة وحدهم، ويساهمون بشكل مباشر في تناثر النفايات في الشوارع بشكل غير مقبول.. أما السيدة (تولاي) فقالت: إن حرق القمامة والدواليب والدخان الذي يتصاعد منها لا يفارق سماء المدينة، وإن الهواء الملوث الذي ينبعث منها له آثار سلبية على صحة الإنسان، وإن تجمع النفايات بكميات كبيرة ضمن التجمعات السكنية والروائح المنبعثة منها باتت ضيفاً ثقيلاً في كل بيوت المدينة.. (غزوان) صاحب أحد المحال التجارية قال: المشكلة ليست في المسؤولين فقط، الأهالي أيضاً يساهمون بشكلٍ مباشر في تفاقم المشكلة، فهم بالإضافة إلى عدم التزامهم بمواعيد رمي القمامة لا يلتزمون بنظافة الشوارع، فتراهم يرمون بالأوراق وأكياس النايلون وحتى أكياس القمامة من النوافذ باتجاه الحاويات فتتجمع القمامة على جوانب الحاويات، هذا إن وجدت تلك الأخيرة أساساً.. الجهات المعنية توضح.. تامر قسام رئيس بلدية جرمانا وعبر اتصالٍ هاتفي نفى أن يكون هناك أي تقصير من قبل بلديته في عملها، لكنه أفاد أنه في بعض الأحيان ونتيجة ظروف طارئة قد لا تخفى على أحد تؤدي إلى تقصير مؤقت في العمل، لكن ما أن تتحسن الأحوال حتى تسارع البلدية وعمالها إلى واجبهم وإلى أعمالهم، وأشار إلى أن رش المبيدات الحشرية للقضاء على القوارض والحشرات المؤذية يتم بشكل دوري ودون أي تقصير.. موريس حداد مدير مكب النفايات الصلبة وفي تصريح له قال: المسألة لا تعدو كونها تأخيراً في ترحيل القاذورات والنفايات فقط، وأنه خلال الأيام القليلة القادمة سيختلف الوضع تماماً، وسيلحظ القاطنون في جرمانا الفرق بعد وضع مكب الكسوة في الخدمة.. لكن عندما زففنا الخبر إلى المواطنين هناك شككوا في هذا الكلام وكان لسان حالهم يقول "اسمع كلامك أتعشم.. أشوف عمايلك أستغرب".. نضال عوابدة رئيس دائرة النظافة بريف دمشق نفى أن يكون هناك مكبات عشوائية وأن الأمر لا يتعدى أن يكون نقص في حاويات القمامة التي تتجمع فيها النفايات ليوم واحد فقط على الأكثر، حيث إن النفايات ترحل إلى الغزلانية، وعند إغلاق الطريق تتحول النفايات إلى مكب باب شرقي "الإحدى عشرية" وأفاد إنه كان هناك ما يقارب 200 مكب عشوائي قبل الأزمة، ونتيجة المتابعة وصل العدد إلى 38 مكباً عام 2011، لكن بسبب الأوضاع الراهنة عاد وارتفع عدد تلك المكبات عن غير قصد، وعن التأخير أو التقصير في جمع النفايات عزا المتحدث الأمر إلى نقص في الكوادر العاملة في البلديات والمعدات، وأشار إلى أن محافظة ريف دمشق طالبت الوزارة بحل هذه القضية ولكن دون جدوى، وأضاف: إن ريف دمشق بحاجة إلى 180 ضاغطة وعشرة قلابات وثلاثة تركسات، وإن مدينة جرمانا لو كانت تملك آلات حديثة لما كان هناك أي تقصير أو تأخير في ترحيل النفايات.. لنا كلمة كما هي العادة.. هناك حلقة مفقودة دائماً بين المواطنين والمسؤولين.. وقد تبدو تبريرات الجهات المعنية بعد أربع سنوات من عمر الأزمة غير مقنعة وغير مجدية، وخصوصاً أن المواطنين ملتزمون تجاه الحكومة بدفع التزاماتهم المالية، وما يترتب عليهم من ضرائب خدمات ونظافة وغيرها.. فأين المشكلة إذاً؟؟ وأين تلك الحلقة المفقودة؟؟ ولماذا انشغل العالم بشكلٍ عام وإعلامنا بشكلٍ خاص بنفايات لبنان، حيث إن أخبار لبنان ونفاياته باتت تتصدر شاشات تلفزتنا وعناوين صحفنا، بينما بعض مدننا سوف تغرق بالنفايات من دون أن يلتفت إليها أحد؟.. أسئلة برسم المعنيين. |
|||||||||||||
| |||||||||||||
هل تتسع حرب إسرائيل على غزة لحرب إقليمية؟