تفتيق وترقيع.. صفحة نقدية ساخرة.. إعداد: نضال خليل

تفتيق وترقيع.. صفحة نقدية ساخرة.. إعداد: نضال خليل

الأزمنة

السبت، ١٥ أغسطس ٢٠١٥

تسالي مسبقة الدفع
الخروج إلى المقاهي والكافتيريات لقضاء بعض الوقت ومسامرة الأصدقاء والتسلية (بدق شدة) أو طاولة زهر.. ولا شك أن هذا النوع من التسلية قد شجع بعض المطاعم على ابتكار صنف جديد من الطلبات يقدم لك وأنت تعتقد للوهلة الأولى أنه كرم أخلاق أو نوع من الحفاوة بالزبون قبل أن تكتشف أنه طلب مدفوع الأجر ع الفاتورة تحت عنوان (تسالي) بضع حبات تمر وقضامة حلوة بسعر يطلع خازوق من راسك 250 ليرة ومعها فتح طاولة بـ200 ليرة فقط لا غير.. إنها دعوة لمديرية السياحة لتتسلى بهذه الخبرية وتعطينا فاتورة رأيها

التحليل علينا والنتيجة ع وزارة الصحة
باتت مخابر التحاليل الطبية تتقاضى أجور التحاليل الطبية بلا حس ولا رقيب بحيث تختلف التسعيرة من مكان لآخر وبحسب رقيّ المنطقة أو تواضعها، رغم أن وزارة الصحة قد وضعت تسعيرة محددة لكل نوع من تلك التحاليل، لكن أصحاب المخابر يحللون للمريض الأسباب في ذلك إما لأن أجهزتهم ما في بالقطر غيرها أو أن الوزارة لم تسعر بعض تلك الأنواع، المريض بالطبع يدفع لأنه وبحسب تحليلاته مقتنعاً بأن صاحب المخبر لا يقدم على ذلك إلا لو لم يجد من يكبر براسو ويغمض عيونه عنه في وزارة الصحة التي نأمل أن تعطينا نتائج هذا التحليل الذي نقوله..

كره منطقي
أشعر بتعاطف مع من يكره الفقراء وأعتقد أن معه كل الحق في ذلك الكره الدفين لأن الفقير لا يأكل اللحمة أو الفروج ولا يشتري الفواكه أو الحلويات وبذلك لا يساهم في دعم الناتج المحلي وأصحاب الدواجن والمزارع، كما إنه لا يقوم باقتناء الملابس الجديدة من المحلات بل يتوجه إلى سوق البالة ليدعم الألبسة المستوردة والتي تحمل في رائحتها ثقافة الغرب الاستعماري وموضته، كما إنه يسرق الكهرباء ويسكن في مناطق المخالفات مفوتاً على الخزينة الشيء الفلاني، إضافة لكونه لا يشجع السياحة لعدم ارتياده المطاعم والكافتيريات.. الشيء الوحيد الذي يفعله هو السق والنق وضيق ذات اليد محتجاً بعدم تكافؤ الفرص.. وبعد كل هذا إلا توافقونني شعوري هذا وتتعاطفون مع تعاطفي..

اعتراف
خلال ساعتين من الجلوس في كنف منزله الأنيق لم يكن كلامه عن عملية المنهج التربوي التي يطبقها على ولده المدلل تكاد تنقطع حتى خلت لفترة أنني أمام مؤسس المدرسة الاجتماعية والسلوكية في علم النفس وقد غالى في حديثه عن منهج الحوار الديمقراطي والذي يؤمن بالحوار بين الابن وأبيه دون أن ينسى التغني بميزات ولده العبقري (فلتة زمانو).. طالت الدردشة وبدأت حالة التململ تظهر على سلوكي رغم وجود نفس الأركيلة ذلك الطعم الذي نصبه لي ليوقعني في حبائل محاضرته وزوجته بالرغم من قناعاتي بتناقض سلوكه تماماً مع حديثه إلى حين جاء الفرج بولوج ولده (الفلتة) إلى الصالون والذي بدا مقموعاً خائفاً وهو يروي لوالده كيف أكل (قتلة) من ابن الجيران الذي يصغره بسنتين، فانبحت عليه الأب متخلياً عن وقاره وديمقراطيته ومنهجه التربوي وزوجته متهماً إياه بالجبن وأنه يستحق أن يلبطه لبطة كديش قطني ويرفسه بين عيونه، لكنه استدرك بس حتى يروح عمو أنا سأقوم بهذه المهمة.