نجوم تلفزيون ونجوم رياضة وموسيقا..في سابقة نادرة طفلة داون تنال شهادة الثانوية العامة بـ 141 درجة

نجوم تلفزيون ونجوم رياضة وموسيقا..في سابقة نادرة طفلة داون تنال شهادة الثانوية العامة بـ 141 درجة

الأزمنة

الاثنين، ٢٢ يونيو ٢٠١٥

تسلحوا بالأمل حتى أصبحوا رواداً في العديد من المجالات.. باتوا لنا قدوة في كثيرٍ من مناحي الحياة بإصرارهم وعزيمتهم.. بأحلامهم وطموحاتهم.. صاروا نجوماً تتلألأ في دنيا الأمل.. منهم من حاز شهادة الثانوية العامة, ومنهم من أصبح نجماً تلفزيونياً, وآخرون أصبحوا أبطالاً في الرياضة, وبعضهم صار موسيقياً يترجم ما يختلج في فؤاده عبر ألحانٍ شجية.
النجم علاء الزيبق
من منا لا يعرف علاء الزيبق بطل مسلسل وراء الشمس الذي عُرض منذ سنوات على الشاشات المحلية والعربية.. علاء أسر القلوب وصار حديث الناس, عرفنا عنه أنه شاب مبدع يحب التمثيل, لكن ما لا نعرفه عنه أنه سباح ماهر وحاصل على العديد من الميداليات، من بطولات محلية وعالمية.. علاء قال للأزمنة: "أنا توّاق لإعادة تجربة التمثيل.. أنا أنتظر تجربةً أخرى".. قلنا له: هل لديك هوايات أخرى غير التمثيل, فقال: "أنا أجيد كل أنواع السباحة, صدر, فراشة, حرّة, ظهر... أنا لدي عدّة ميداليات متنوعة منها ميدالية أولمبياد حلب, وذهبية بطولة الإرادة والحياة, وذهبية الدورة الإقليمية..."
علاء قال: إنه يريد تكرار تجربته بالتمثيل مع النجمة نادين تحديداً, لكن على ما يبدو أن الأزمة التي تعصف في البلاد فرضت نفسها على سيناريوهات الكُتّاب, وجعلتهم يبتعدون عن القضايا الاجتماعية الأخرى..
رنا الزيبق شقيقة علاء قالت للأزمنة: عندما علمنا أن علاء يعاني من متلازمة داون إثر مراجعة أحد الأطباء والذي قال لوالدي وقتها بكل قسوة: "لا تعتبره من العائلة, أطعمه وأعتني به ولا تهتم لأمره كثيراً"..
لكننا بتنا نعتني بعلاء ونعامله كإنسان طبيعي.. حاولنا دمجه بالمجتمع، وعملنا على أن يحيا حياةً طبيعية.. علمناه السباحة بدايةً لأنه يحبها, وسرعان ما حقق عدّة إنجازات لا يمكن لي أن أذكرها جميعاً, أما عن التمثيل فقد كان علاء ومنذ صغره يحب التمثيل وتقليد حركات الممثلين, وقد تم اختيار علاء ليقوم بدور علاء "الذي يحمل نفس اسمه" في مسلسل وراء الشمس, حيث تم اختياره من بين عدّة أطفال, يومها كان في مسابقة للسباحة عندما طلب المخرج سمير حسين طفلاً ليقوم بتأدية دور تلفزيوني, حيث طلب من الأطفال الموجودين القيام بتمثيل مشهدٍ ما فأعجب بأسلوب علاء ليتم اختياره للقيام بهذا الدور..
عبد الله أنيس بطل في السباحة لفئة الذكور
يقول عبد الله: "أنا أحب السباحة وأجيد الكاراتيه, أحب الكومبيوتر.. أنا أول من شارك في الأولمبياد.. حصلت على ثلاثميداليات في عدّة مسابقات.. أنا أحلم ببطولة العالم بالسباحة.. أهدتني السيدة أسماء الأسد تاباً كبيراً لأتحدث مع والدتي عندما أسافر للمشاركة في البطولات وأعطتني مكافأة مالية.."
السيدة حنان شيخ الأرض والدة عبد الله, اختصاصية نطق لأطفال الداون قالت:
فوجئت عند ولادة عبد الله, كان عمري وقتها 37 عاماُ.. كان عبد الله يعاني من ارتخاء بالعضلات وعدم التوازن و لا يبكي أبداً, قلت لزوجي حينها بأني أشعر أن هذا الطفل غير طبيعي, اصطحبته إلى أحد الأطباء فقال لي: "الله يعينك.. هذا الطفل يعاني من متلازمة الداون" الخبر نزل علي كالصاعقة، لكني قلت لنفسي هذا قضاء الله وقدره.. طلبت من الطبيب عدّة نشرات لأتعلم كيفية التعامل معه, وفي نفس الوقت كنت أزور طبيباً جديداً من حينٍ لآخر, وجميعهم كانوا يستقبلونني بكلامٍ قاسٍ, "طفلك لن يعيش أكثر من عامين", صرت أسأل معارفي وأهلي عمَّن لديه طفل يشبه طفلي لأتعلم منهم كيف يتصرفون مع أبنائهم.. كانت مهمة البحث صعبة, حيث إنه كان قد رزق بطفلٍ كطفلي كان يخفيه عن أعين الناس, ولأجل ذلك تطوعت في إحدى الجمعيات التي ترعى ذوي الاحتياجات الخاصة، وأصبحت خبيرة نطق بحكم دراستي لمادة الفلسفة وعلم النفس.. وعن عبدالله تقول والدته إنه شاب مرتب يعتني بنفسه ويقوم بمساعدتها بأعمال المنزل..وتكمل السيدة حنان حديثها عن ولدها فتقول:
تعلم عبدالله السباحة رغم خوفه من الماء بدايةُ, فوضعت له مدرباً خاصاً ليحقق بعدها العديد من الميداليات أبرزها بطولة الألعاب الأولمبية شمال إفريقيا, حيث حصل على ثلاث ميداليات.. وتذكر لنا والدة عبدالله حادثة حصلت معها حيث أنقذها عبد الله  من موتٍ محتم, فتقول: ذات يوم تعرضت لدوار شديد فوقعت على الأرض.. فجلب لي عبد الله كرسياً وحاول مساعدتي بالنهوض, وعندما لم يلقَ مني إجابة أسرع إلى الهاتف واتصل بشقيقاته وقال لهم وهويتلعثم من شدة لهفته: "ماما – واوا – إقياء – ماتت", فأسرع أولادي  بالمجيء وأسعفوني إلى المشفى في الوقت المناسب.
أماني تاجي حاصلة على الشهادة الثانوية الفرع الأدبي
تقول أماني: "عمري 23 سنة حصلت على البكالوريا الأدبي.. درست كثيراً, كل يوم 15 ساعة تقريباً, وضعت برنامجاً وأمي أحضرت لي مدرّسة إنكليزي وفرنسي", وعن هواياتها تقول أماني: أنا ألعب تنس مع نور (صديقتها), أحب الرسم والكومبيوتر, وأتابع كرة الطائرة..
السيدة سمية أبو الشامات والدة أماني وهي مدرّسة تقول: عند ولادة أماني شعرت بقلة قابليتها للرضاعة, لم أعطِ للموضوع أهمية في بادئ الأمر, لكن عندما لاحظت (تسلخاً) تحت إبطها قمت باصطحابها إلى الطبيب, وهناك كانت المفاجأة عندما قال لي إن ابنتي هي طفلة داون, لم أتقبلها وأخفيت الموضوع عن الناس, وفي أحد الأيام عندما كنت أشاهد التلفاز كان هناك مشهداً لطيور تم تدريبها وتعليمها لعبة كرة السلة, فقلت في نفسي إن الحمام أضعف الحيوانات وأصغرها عقلاً, فكيف بالإنسان.. أصبح الموضوع بمثابة تحدٍّ بالنسبة لي, شعرت أني أريد أن أثبت ذاتي لذاتي, فأنا مربية بالأساس.. فألحقتها بإحدى دُور رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة عندما كانت بعمر ثلاث سنوات، ورحت أجلب لها ألعاباً تعليمية, وعندما أصبحت في سن المدرسة حاولت إدخالها مدرسةً حكومية لكن للأسف لم ألقَ تعاوناً أبداً.. فعندما تقف أماني أمام الإدارات في المدارس تشعر بالكادر التدريسي وكأن شيئاً مرعباً قد وقف أمامهم, كانوا يرفضون تسجيلها من دون أن يتحدثوا معها نهائياً,ولهذا سجلتها في جمعية الرجاء لرعاية ذوي الاحتياجات الخاصة.. لاحظت الفرق الكبير بين أماني أمس وأماني اليوم.. أصبحت تعتمد على نفسها كثيراً إلى أن أصبحت في سن يؤهلها لتقديم البكالوريا.. فبدأت أدربها على الإملاء بشكل جيد ووضعت لها مدرّسة خاصة لكل لغة.. بذلت مجهوداً جباراً لأجني ثمار تعبي،كان ذلك قبل عامين عندما حصلت أماني على شهادة البكالوريا الفرع الأدبي وبمجموعٍ قدره 141 درجة, ولا أنسى يومها عندما قالت لي أماني "شفتي هي ماراح تعبك عالفاضي"..
سنا شيخ الشباب بطلة سباحة بـ30 ميدالية
تقول سنا: "أجيد السباحة بجميع أنواعها, لدي 30 ميدالية, آخرها كان عام 2014, أعتز بميدالية فضية حصلت عليها عام 2010 ببطولة العالم, ولدي ذهبية مسابقة الإرادة والحياة لفئة البنات"..
السيدة فائزة أبو كلام والدة سنا قالت للأزمنة: "هناك جهل في مجتمعنا.. عندما ولدت سنا لاحظت عليها ارتخاء بعضلات جسدها, فقمت باصطحابها إلى المستشفى وهناك قال لي أحد الأطباء إن طفلتي تعاني من متلازمة داون, لم أكن أعرف شيئاً عن هذا المرض, فطلبت من الطبيب أن يعطيني كتاباً يتحدث عن متلازمة داون, حينها تركت الجامعة وتفرغت لرعاية سنا..
سنا اجتماعية جداً تحب الناس وتحب الأقارب بشكلٍ كبير, فعندما نذهب إلى الحديقة تراها تصادق جميع الأطفال, وتتبادل معهم أرقام الهاتف.. قصتها مع السباحة بدأت عندما عرضت علي إدارة جمعية الرجاء تعليمها السباحة, ومن ثم إلحاقها بمعسكر تدريبي في القنيطرة لتبهر الجميع ببراعتها ومهارتها في جميع فنون السباحة, فنالت أول ميدالية في الأولمبياد الخاص, وتبعتها بالعديد من الميداليات في بطولاتٍ محليةٍ وعربيةٍ وعالميةٍ, كانت تخطف أنظار الجميع إليها..
وعن حياة سنا في المنزل تقول السيدة فائزة: "هي متعاونة جداً وأعتمد عليها كثيراً بأمور المنزل حتى إنها تعتني بإخوتها الصغار"
فادي حلاق عازف أورغ ممتاز وأوقع عصابة مخدرات في قبضة العدالة
يقول فادي: "أنا أعزف "أورغ سماعي".. أحب الموسيقار هادي بقدونس كثيراً.. في أحد الأيام تم استدعائي لبرنامج تلفزيوني, وعندها كانت المفاجأة عندما قابلت هادي بقدونس وحققت حلم حياتي بالعزف معه عدّة مقطوعات.. شاركت بعدّة مهرجانات وحفلات".. وعن هواياته يقول فادي إنه يحب التمثيل والكومبيوتر بالإضافة إلى العزف على الأورغ بشكل خاص..
السيدة خولة قدّة والدة فادي تتحدث عن ولدها فتقول: عندما وُلِدَ فادي عَرفت أنه يعاني من فتحة في القلب, فحاولت جاهدةً أن أبحث له عن علاج، لكن محاولاتي باءت بالفشل..
 وعن اكتشاف موهبته تقول السيدة خولة أنها ذات مرة كانت تمشي في السوق فطلب منها فادي أن تشتري له (أورغ صغير) فابتاعت له واحداً, وفي المساء انتبهت أنه يحاول تقليد لحن أغنية لأم كلثوم, وظل يحاول حتى استطاع إتقانها, وعندما لاحظت حبه للموسيقا وضعت له مدرّساً خاصاً قام على تنمية موهبته..
وتحدثنا السيدة خولة أن فادي قام بإيقاع عصابة للمخدرات في قبضة الأمن فتقول: فادي يحب الناس, كان يرى شاباً اسمه (م.ش) في حارتهم, وكان يسأله دائماً عن مكان مسكنه, فيشير له ذلك الشاب إلى أحد الأبنية, وكان فادي يطرق الباب كلما مرّ من أمام ذلك البيت ليسأل عن (م.ش) دون أن يلقَ أية إجابة, وفي إحدى المرات فُتِح ذلك الباب ليخرج منه رجلاً سحب فادي إلى الداخل وقام بتربيطه وضربه ومن ثم ألقاه في الشارع, فقمت باصطحابه إلى قسم الشرطة للادعاء على ذلك الشخص, وعندما حضرت الدورية وقامت بالقبض على ذلك الرجل, تبين بأنه تاجر للمخدرات ومطلوب للعدالة..
وهنا يختم فادي حديث والدته مع هؤلاء النجوم وهو يقول : "حلمي أن أصبح موسيقاراً مثل الموسيقار هادي بقدونس"