القذف المتأخر ليس نعمة كما يُخيل للبعض.. إليك الأسباب

القذف المتأخر ليس نعمة كما يُخيل للبعض.. إليك الأسباب

صحتك وحياتك

الجمعة، ٢ أغسطس ٢٠١٩

خلافاً لمشكلة القذف المبكر الشائعة، فإن بعض الرجال يعانون من تأخره أو عدم حدوثه على الإطلاق. 
القذف المتأخر هو صعوبة حدوث القذف، واستغراقه وقتاً طويلاً رغم الانتصاب والإثارة الجنسية، وفي حال لم يحدث القذف إطلاقاً، فحينها يكون الرجل يعاني من مشكلة أخرى هي «عدم القذف». كما القذف المبكر كذلك المتأخر، فهو من المشاكل المحبطة التي تترك آثارها السلبية على الزوجين. قد يتجاهل الرجل المشكلة أو يتجنب ممارسة الجنس أو حتى يقوم بإيهام زوجته بوصوله للنشوة، مسبباً لنفسه مشاكل نفسية وجنسية عدة. 
لم تكن من المشاكل الشائعة، لكن ومع النمط الجديد للحياة العصرية، فإن نسبة المصابين تضاعفت، خصوصاً مع التعرض اليومي والكبير للموجات الكهرومغناطيسية من الهواتف والكمبيوترات، والأجهزة الكهربائية التي أثبتت الدراسات تأثيرها السلبي على الأداء الجنسي. 
يمكن الحديث عن أسباب عدة ومختلفة تؤدي إلى القذف المتأخر، وهي تتنوع بين البيولوجية والنفسية.
أولاً: الأسباب البيولوجية
بعض الأمراض تعيق عملية القذف ومنها السكتات الدماغية، وتلف أعصاب النخاع الشوكي أو الأعصاب المسؤولة عن عملية القذف، السكري، وتصلب الشرايين وأمراض الضغط. كما تلعب الهرمونات دورها أيضاً، وبالتالي فإن اضطرابات هرمونات التستوستيرون والبرولاكتين تؤدي إلى تأخر القذف. في المقابل تتداخل بعض الأدوية مع الوظائف الطبيعية للجسم، كالعقاقير المضادة للاكتئاب، أدوية ارتفاع ضغط الدم، بعض مدرات البول، وبعض الأدوية المضادة للذهان.
كما يساهم الكحول والمخدرات في تفاقم المشكلة؛ إذ تؤثر على مستويات السيروتونين في الدماغ، وبالتالي على ردات فعل العضو وعملية القذف، مما يصعب القذف أو يجعله مستحيلاً.
ثانياً: الأسباب النفسية 
كما هي الحال في أي مشكلة جنسية، فإن السبب الأساسي يكون المواد الإباحية. هذه المواد تفقد الرجل قدرته على الوصول إلى الذروة من دون الاطلاع عليها، فزوجته كشخص حقيقي واقعي لا تكفيه. والمشكلة هذه ترتبط بالسبب الثاني مباشرة، فالرجل الذي اعتاد على الوصول إلى الذروة من خلال أسلوب التحفيز المختلف عن العملية الجنسية، يجد صعوبة بالغة في إيجاد ما يثيره خلال الفعل الجنسي الحقيقي. 
انعدام الثقافة الجنسية والنظر إليها كفعل سيئ ومخجل له دوره أيضاً. فعندما ينشأ الرجل على فكرة أن الجنس «حرام» أو «عيب» أو «نجس» فإنها تصبح راسخة في اللاوعي، ومرتبطة مباشرة بشعوره بالذنب في كل مرة يمارس فيها الجنس مع زوجته.
كما تلعب الخلافات الزوجية ومشاعر الإحباط وعدم الارتياح للطرف الآخر دورها، ومن الطبيعي أن يؤدي نفور الرجل من زوجته والتردد في التقرب منها وممارسة علاقة حميمية معها على استجابته الجنسية لها.
ومن الأسباب النفسية الأخرى، الاكتئاب والقلق، الشعور بالتعب والإجهاد، القلق حول الأداء. 
العلاج 
الاعتراف بالمشكلة ومناقشتها مع الشريكة بداية العلاج الذي قد يتطلب مشاركة الزوجين، خصوصاً إن كانت الأسباب نفسية. أنواع العلاج تختلف باختلاف المشكلة، فإن كانت نتيجة الإدمان على المواد الإباحية والحصول على المتعة بشكل متكرر من خلال الاستنماء، فإنها تتطلب علاجاً نفسياً، وإعادة برمجة لحياة الرجل بحيث يقوم تدريجياً بالتخلي عن عاداته تلك.
أما إن كان يتعلق بالتغيرات الهرمونية أو بعض الأمراض، فإن الطبيب سيعالج المشكلة بالعقاقير المناسبة. وإن كانت بعض العقاقير هي السبب، فمن المرجح أن يكون استبدالها بأخرى أقل تأثيراً على عملية القذف.
وتجدر الإشارة إلى أن استئصال البروستاتا يتسبب عادة بمشكلة القذف الرجعي، وهو مختلف تماماً عن القذف المتأخر، بحيث لا يخرج السائل المنوي، بل يقوم بمسار عكسي صعوداً إلى المثانة. في المحصلة القذف المتأخر مشكلة لا يمكن حلها باجتهاد شخصي، وتتطلب مساعدة طبية محترفة.