أمل بوشوشة:أعيش حياتي ببساطة ولم تغيّرني الشهرة إطلاقاً

أمل بوشوشة:أعيش حياتي ببساطة ولم تغيّرني الشهرة إطلاقاً

فن ومشاهير

السبت، ٢٤ يوليو ٢٠٢١

تحبّ النجمة أمل بوشوشة العمل بهدوء وتأنٍّ بعيداً عن إغراق نفسها بالمشاركات بزحمة المسلسلات، بهدف أن تكون متواجدة دائماً على الشاشة. وهذا المبدأ الذي تتمسّك به منذ بداية انطلاق مشوارها بعالم التمثيل، ما تزال تسير على نهجه إلى الآن. وهو ما صنع نجوميتها التي حقّقتها بفضل اختياراتها الصائبة للأعمال التي شاركت بها، والأدوار المميّزة التي جسّدتها وطبعت مسيرتها. لا تشغلها الشهرة، ولا تعيش هاجسها كما صرّحت في اللقاء الذي أجرته معها «سيدتي». فهي تفضّل، كما اعترفت، أن تعيش حياتها ببساطة على غرار أيّ شخص عادي، وتتعامل مع الشهرة بمفهوم خاصّ بها. كذلك لا تهتمّ بالفوز بالبطولة المطلقة من أجل البروز، لأنّها تؤمن بأنّ العمل الجماعي يولّد نجاح العمل. عن مسلسلَيها «على صفيح ساخن» و «داون تاون» اللذين عرضا مؤخراً، وإجادتِها إتقان اللهجات العربية في مسلسلاتها، وشغفها بالتاريخ، والعديد من الأمور الفنية والخاصة، دار الحوار معها.
عرض لك في رمضان الفائت مسلسل «على صفيح ساخن»، تلاه عرض مسلسل «داون تاون».. هل من عمل جديد تقومين بدراسته لبدء تصويره؟ وما تحضيراتك لتمضية الصيف؟
 
لا جديد لديّ في الوقت الحالي. هناك أكثر من مشروع عرض عليّ بدأت بقراءته، ولكن للأمانة، ولا أعرف إذا كان غيري يسير مثلي على هذا المبدأ، أنا شخص أحبّ العمل بهدوء وتأنٍّ، أي أنّني أحبّ أن أقدّم عملاً عندما أشعر بحاجتي لذلك. في الواقع، بعد انتهائي من تصوير مسلسليّ، قرّرت أخذ فترة من الراحة والنقاهة والانصراف للحياة العائلية مع زوجي وابنتي، وتمضية الوقت أيضاً مع الأصدقاء. كلّ ذلك بالتزامن مع وضع عين أخرى على النصوص التي أرسلت لي للاطلاع عليها. أشعر أنه ما زال من المبكر الحديث عن المشاريع الجديدة، فأنا أعيش مرحلة استراحة حالياً إلى أن أستعيد «الشهية» للعمل.
 
هذا يعني أنّك مع النوعية وليس الكمّية؟
 
أنا لا أجيد العمل بشكل تجاري، ودائماً أردّد هذه العبارة، أي أنّني أعمل عندما تفتح شهيّتي. ويجب أن يكون لديّ حافز يحثّني لتبنّي المشروع والدور، لأنّني أقدّم عملي بكل حبّ وأمانة مع نفسي، قبل أن يكون ذلك مع شركائي في العمل والجمهور. فإذا لم تكن لديّ هذه الشهيّة المفتوحة لتقديم عمل دسم، أفضّل عندها التريث.
 
هذا ما يلاحظه الجمهور، فأنت تجيدين الاختيار، بدليل أنّ أي مسلسل تشاركين به، سرعان ما يصبح ترند.
 
الحمد لله. هذا لأنّ هناك نية صافية لتقديم عمل جيّد، بالإضافة لوجود عناصر أخرى مكمّلة تجتمع لإنجاحه. وهناك عمل حقيقيّ نختاره، ونقدّمه، مع تبنٍّ صحيح للمشروع.
 
 
 
 
الإطلالة بأكملها من فالنتينو Valentino
 
 
 
 
 
 
 
الإطلالة بأكملها من فالنتينو Valentino
 
 
 
 
 
 
هل تستشيرين أحداً بأدوارك، أو تتكلين على حدسك بالاختيارات؟
 
اكتسبت مع مرور السنوات والحمد لله، خبرة كافية تخوّلني اختيار هذا العمل أو ذاك. بالاضافة إلى اتكالي على إحساسي، وكم أنا قادرة على أن أعطي لهذا الدور. هناك معطيات أخرى تدخل على الخطّ، منها معرفة من سيكون المخرج، ومن هم شركائي بالعمل، ومقدار مساحتي به، وإلى أي مدى سأكون عنصراً فعّالاً فيه. كلّ هذه المعطيات تمنحني الحافز لأقرّر مشاركتي في هذا العمل أم لا. ويبقى أنّ الجمهور والفانز هم من يقرّرون نجاحه من عدمه.
 
كم تحرصين أن تنفردي بالبطولة النسائية المطلقة بالمسلسل الذي تختارينه؟
 
أنا تعلّمت التمثيل على أرض الواقع، ولست خرّيجة معاهد التمثيل. وعندما غصت أكثر بالمهنة وصرت أفهم أبجدياتها، أصبح لديّ فضول لأفهم كلّ هؤلاء النجوم الكبار العالميين. اكتشفت أنّ معظمهم ليسوا خرّيجي معاهد التمثيل، إنما يملكون الموهبة التي من الممكن استثمارها بالعمل وصقلها بالدراسة. فأنا تخرّجت من مدرسة الدراما. ومنذ بدايتي انطلقت بالعمل بالبطولات الجماعية. وعملت بمسلسلات ليس فيها بطل واحد. فأنا مثلاً لا ألغي مشروعاً إذا كان نصّه جميلاً، ويحتوي على جميع عناصر النجاح، فقط لأنّه عمل يضمّ بطولة جماعية. ليس لديّ هذه العقدة. أنا منفتحة على كلّ الاحتمالات وليس لديّ شروط معيّنة، شرطي الأساسي أن يكون الدور فعّالاً، وأن أستطيع أن أعطيه حقه. العكس أيضاً صحيح، سواء كان المسلسل يضمّ بطولة جماعية أو مطلقة.
 
بعد النجومية التي حققتها، هل تقبلين أن تشاركك أيضاً فنّانة من الصف الأول بطولة مسلسل واحد؟
 
بالتأكيد. لمَ لا؟ عندما تكون هناك بطولة نسائية مطلقة بين ممثلتين، نكون أمام شيء جديد لم يقدّم من قبل. وأنا ليس لديّ هذه العقدة، بالعكس لديّ ثقة كبيرة بعملي. وإذا كان لدى شريكتي بالتمثيل ثقة بنفسها وهي متمكّنة من أدواتها، بالتأكيد يمكننا حينها تقديم عمل «أوريجينال» وجديد. أنا يهمّني النص بصرف النظر من تكون شريكتي بالعمل.
 
 
 
نتائج ممتازة فاقت التوقعات
 
كيف قرأت نتائج مشاركتك بمسلسل «على صفيح ساخن»؟ 
 
نتائج ممتازة فاقت التوقعات، نحن كنا متوقّعين نجاحاً كبيراً للمسلسل، ولكن في الواقع كان انتشاره كالنار في الهشيم، ولم يكن نجاحه محلّياً فقط، إنما على مستوى العالم العربي ككلّ. أنا فخورة جداً أننا بالدراما السورية، تمكّنّا من تقديم عمل سوري معاصر استطاع تخطّي الحدود، بالرغم من الأزمات التي شهدتها الدراما بشكل عام، ونجحنا من خلال هذا المسلسل بالخروج بنتيجة جميلة جداً.
 
كان المسلسل ترند شبه يوميّ.
 
الحمد لله، وهذا بالرغم من المنافسة الكبيرة وزحمة المسلسلات التي يشهدها شهر رمضان. فقد تمكّنّا من خرق المنافسة، وأن نكون من الأوائل.
 
ما الذي خوّله للوصول إلى المراتب الأولى بالرغم من المنافسة؟
 
ميزته أنه مسلسل حقيقي مئة بالمئة، ومصنوع من "لحم ودم"
 
.
 
لا ألغي مشروعاً إذا كان نصه جميلاً ويحتوي على جميع عناصر النجاح، فقط لأنه عمل يضمّ بطولة جماعية
 
 
ما الصعوبات التي مررت بها من خلال تجسيدك دور «هند الحجار»؟ وكم تشبهك هذه الشخصية؟
 
«هند» لا تشبهني بأي شيء سواء بتفاصيلها أو بيئتها. الصعوبات كانت كثيرة. عانيت مع شخصية «هند الحجار» أكثر بكثير من شخصية «جولي» في مسلسل «داون تاون». فحالة «هند» من الصعب أن نغوص بعوالمها الداخلية، خاصة مع تجسيد شخصية لفتاة دمشقية بحتة، حيث يجب أن نكون حريصين جداً على التفاصيل، ولأنّ أي تفصيل خطأ ممكن أن يخدش البيئة التي نمثلها. كان عليّ أن أكون حريصة على كلّ التفاصيل التي قدّمهتا بهذه الشخصية، وتصوير المسلسل كان صعباً جداً.
 
وأين مكمن الصعوبات؟
 
كانت الحوارات عميقة جداً، ولا يمكننا تغيير أي حرف أو نقطة في النص. المشاهد وساعات التصوير كانت طويلة ومرهقة. وتجسيد مثل هكذا شخصية كان يتطلب مني جهداً إضافياً. أنا أردّد دائماً أن هناك أناساً يقولون إنّ أمل تتكلم اللهجتين السورية واللبنانية، علماً أنّني آتية من الجزائر؛ هم لا يعرفون كم تعبت حتى تمكّنت من الوصول لهذه المرحلة، بالإضافة إلى جهدي في التمثيل أيضاً. يسألونني كيف تمكّنت من التأقلم مع لهجات متعدّدة. هذا الأمر احتاج مني جهداً جباراً، ولكن الأساتذة الذين كانوا معي ساعدوني كثيراً. أذكر منهم الأساتذة باسم ياخور، ميلاد يوسف، سيف سبيعي، فكلهم ساعدوني لإتقان اللهجة. حتى أنّنا كنا نلطّف الأجواء لتكون هناك كيمياء عالية بيننا. والحمد لله، سبق لنا وعملنا معاً من قبل، ولا حواجز بيننا، إنما تربطنا صداقة قوية. والأمر الثاني المتعلق بالصعوبات، كان من خلال صعوبة التنقّل في ظلّ كورونا، والسفر ليلاً من لبنان إلى سوريا لتصوير العمل حيث كانت الحدود البرّية مقفلة. فقد كنت أسافر بالطائرة. وأغادر منزلي عند منتصف الليل، وأصل إلى الشام الساعة السادسة صباحاً، علماً أن المسافة بالسيارة تستغرق ساعة واحدة. ناهيك عن الخضوع لفحوصات الـPCR في كل مرة أسافر وأعود بها. وفي هذا الوقت، كنت أصوّر أيضاً مسلسل «داون تاون». فكنت أنتهي من مشاهدي في «على صفيح ساخن» في سوريا، وأعود في نفس الوقت إلى بيروت حيث أذهب فوراً إلى موقع تصوير «داون تاون»، من دون حتى أن أعود إلى منزلي. لهذا السبب، ذكرت في بداية اللقاء أنني الآن في فترة استراحة. لقد تعبت جداً، وبحاجة لاستعادة شهيتي على العمل من جديد. كانت هذه أكثر مرّة تعبت بها في حياتي لدرجة الإرهاق.
 
ولكن انعكس ذلك إيجابياً، بدليل أن دورك نجح في المسلسل بشكل كنتِ وباسم ياخور ترند يومياً تقريباً؟
 
الحمد لله. هذا صحيح خاصة مع المشهد الأول الذي يتضمّن الصفعة التي وجّهها باسم على وجهي. لمّا قرأت النص، كان المشهد الأول في العمل مخصّصاً لشخصية «هند». وعلى إثره، قلت فوراً في قرارة نفسي: هذا هو الدور الذي أريده. فعندما نفطن إلى أنّ افتتاحية الشخصية تنطلق مع هذا المشهد، يعني ذلك أنّ الآتي أعظم في سياق الأحداث. والحمد لله، تمكّنا من تنفيذه بشكل محترف مع سيف سبيعي وباسم ياخور. بدا الأمر وكأنه مشهد حقيقي، علماً أنّ باسم لم يلمسني في هذا المشهد، ولم يصفعني، ولم يقترب مني.
 
كم مرة قمتما بإعادة المشهد ليبدو حقيقياً؟
 
قرابة الثلاث أو الأربع مرات. وكنا نصوّره في المطار حيث كانت هناك زحمة أشخاص وضجة. ولهذا السبب أعدناه أكثر من مرّة. وتضيف ضاحكة: "حرام! باسم لم يصفعني أبداً، وكان رائعاً معي"،وكان يقول لي: "الناس راحوا يلومونني ويسألونني كيف بإمكانك أن تصفع أمل". وأنا كنت سعيدة جداً بكل هذه الأصداء التي رافقت العمل.
 
 
 
أتقن اللهجات بسرعة
 
تتقنين أكثر من لهجة باحتراف، ومنها اللبنانية والسورية، كيف تستطيعين التأقلم بسرعة مع اللهجات؟
 
اكتشفت ذلك صدفة، ولم أكن أعلم بهذا الأمر من قبل. أنا عشت فترة في فرنسا التي تضمّ أشخاصاً من مختلف الجنسيات، وكان لديّ أيضاً فيها أصدقاء من مختلف الجنسيات وأسمع لهجاتهم. ولكن لم أكن وقتها أقوم بتمارين لتعلم لهجاتهم، حيث كنا نتحدث هناك الفرنسية. اكتشفت أن لديّ هذه القابلية لإتقان اللهجات لدى مجيئي إلى لبنان، حيث وجدت نفسي تلقائياً عندما يتّحدثون معي باللهجة اللبنانية، أنني أتحدث بها بسهولة. كما واكتشفت أنني أتقن اللهجات بسرعة. كذلك اللهجة السورية، لم يعلّمني إياها أحد، إنما أتقنتها بالفطرة والممارسة أيضاً.
 
وهل تتقنين اللهجة الخليجية أيضاً؟
 
لا، لم أجرّب التحدّث بها من قبل. صرت أتقن اللهجة اللبنانية بحكم أنني أعيش في لبنان، وزوجي لبناني، وبالتالي أصبح الموضوع سهلاً عليّ. وبالنسبة للهجة السورية، لديّ أصدقاء سوريون كثيرون واشتغلت بالدراما السورية وعملت على نفسي كي أجيد التحدّث بها.
 
إذا عرض عليك عمل خليجي، هل سيكون سهلاً أم صعباً عليك المشاركة به، إذا طلب منك الأداء باللهجة الخليجية؟
 
عليّ حينها أن أمكث مدّة في الخليج. عندما شاركت بمسلسل «تحت الأرض» في مصر، كنت حينها أشارك للمرة الأولى بمسلسل مصري، وكان ذلك في العام 2013. مكثت ستة أشهر في القاهرة، قضيتها ما بين التدريب والتصوير، حتى تمكّنت من إتقان اللهجة المصرية. وكنت خلالها لا أتحدث إلا المصرية. الفكرة برمّتها أنني ببساطة عليّ المكوث فترة في البلد، والتحدث بلهجته فقط، بعيداً عن التحدث بأيّ لهجة أخرى كي أتمكن من إتقانها.
 
هل تتابعين مسلسلات خليجية؟
 
بصراحة، في أيامي العادية لا أتابع مسلسلات، إنما أفلاماً وثائقية وسيراً ذاتية وأعمالاً تاريخية على قنوات ومنصّات متخصّصة وتاريخية. وأتابع حالياً مسلسل The Crown. وتابعت من قبل مسلسل The Last Czars عن قيصر روسيا نيكولاي رومانوف. لديّ شغف بالتاريخ ومتابعة أحداثه ومنها مثلاً الثورة الفرنسية، وكذلك الاطلاع على تاريخ أوروبا في العصور الوسطى، وغيرها الكثير من الأحداث التاريخية التي تشدّني لمتابعتها. تجذبني هذه الأعمال وأحب أن أناقشها مع الآخرين.
 
 
 
أحب متابعة الأفلام الوثائقية والسير الذاتية ولديّ شغف بالتاريخ ومتابعة أحداثه
 
 
ما الدور التاريخي الذي تحبّين تجسيده؟
 
نذهب فوراً حينها إلى تجسيد السير الذاتية، وبالتالي تقديم شخصية واقعية عاشت على الكرة الأرضية. هذا يختلف عن تلقّيّ نص مثلاً عن شخصية خيالية، فعندها علينا أن نضع لها بأنفسنا روحاً ونَفَساً ولحماً ودماً. لغاية الآن، لم أقم بعد بهذه النوعية من الأدوار، وأتمنّى تجسيدها، ولكن أخاف جداً من خوضها
 
لأنّها تتطلب دراسة وعملاً وأبحاثاً للغوص بكل تفاصيل هذه الشخصية.
 
لديك شغف لهذه الدرجة بالتاريخ. في المقابل، هل تلفتك السياسة أيضاً؟
 
بالتأكيد، أنا يلفتني كلّ شيء، ولكني أتابع السياسة «على مقاسي». أتفرّج على ما يجري، أقلّه لأكون مطّلعة على ما يحصل من حولي.
 
هل تطمحين لخوض غمار السياسة؟
 
أبداً. فأنا أشتغل بالتمثيل، وكما ذكرت عندما تفتح شهيتي على عمل ما. وأعيش حياة بسيطة هادئة على غرار الجميع. أستيقظ صباحاً أتناول فطوري وأذهب إلى السوبرماركت، وأشتري حاجياتي ثم أزور صديقاتي. وأحياناً نتناول زوجي وأنا العشاء مع الأصدقاء، ونسافر معهم. هذه هي حياتي. وعندما يعجبني مسلسل معيّن أقوم بتصويره. وما إن أنتهي من تصويره، أرجع إلى منزلي، وأعود كما كنت من دون أن يتغيّر شيء في حياتي.
 
ألم تأخذك الشهرة إلى أماكن أخرى؟
 
ولكن ما هي الشهرة؟ وما هذا الإنجاز الذي قمت به في حياتي؟ هل صعدت إلى القمر؟ كلّ ما في الأمر أنّني قدّمت مسلسلات أحبّها الناس، وصرت مشهورة على إثرها وبات الناس يتابعونني على التلفزيون. فأنا مثل أي شخص غيري نجح في مجال عمله، ولكنه غير مشهور بحكم أنه ليس في الأضواء. الحمد لله القناعة كنز لا يفنى.
 
ألم تصابي مرّة بغرور الشهرة، ثم قلت في قرارة نفسك عليّ أن أتخلص من هذا الشعور؟
 
هذا الأمر يتعلق بكل شخص وكيفية تعامله معه. أنا لم أُصَب بهذا الشعور إطلاقاً. ولم أعطِ موضوع الشهرة أكبر من حجمه.
 
هذه القناعة تساعد على إلغاء المسافات بين الفنان وجمهوره الذي يصير يعتبره قريباً منه.
 
وما هذا الإنجاز العظيم، أن أكون مشهورة؟ فهل اخترعت الذرّة؟ هل اكتشفت دواءً أنقذ الإنسانية؟ حسناً، أنا أقدم عملاً يحبّه الناس ويسعدون به. وهذا كل ما أطمح إليه في هذا المجال. ولا أريد أكثر من ذلك.
 
 
 
علاقتي رائعة بباسم ياخور
 
شكّلت ثنائية مع باسم ياخور الذي جمعك به أكثر من عمل، إلى أي درجة ترتاحين بالعمل معه؟ وبعيداً عن الكاميرا كيف تصفين علاقتكما؟
 
رائعة، والكيمياء بيننا عالية جداً، وهو من الأشخاص الطيبين إلى أقصى الحدود، وشخص راقٍ بالتعامل مع الآخرين، ومريح بالعمل وأجواؤه بالكواليس مرحة جداً وهو طريف. ونحن شكّلنا ثنائية ليست عبارة عن حب وغرام، إنما عملنا كان يقتصر في مسلسل «على صفيح ساخن» في تجسيد دورَي أخ وأخته. فإلى هذا المدى كانت العلاقة جميلة بيننا في التصوير وفي الكواليس؛ كذلك العمل كان جميلاً مع ميلاد يوسف، الذي كان حريصاً على مساعدتي لإتقان اللهجة السورية.
 
 
 
 
 
 
أزياء وأكسسوارات من ديور Dior
خواتم من أورور عزّ الدين Aurore Ezzedine
 
 
 
 
 
الإطلالة بأكملها من ديور Dior
 
 
 
 
ماذا تخبريننا عن شخصية «جولي» التي قدّمتها في مسلسل «داون تاون»؟ وكيف وفّقت بتصوير هذه الشخصية بالتزامن مع تصويرك شخصية «هند الحجار» في مسلسل «على صفيح ساخن»؟
 
هذا صحيح. لقد كنت أصوّرهما بنفس الوقت، علماً أنني كنت قد بدأت تصوير «داون تاون» قبل «على صفيح ساخن». وبالتمثيل يصبح لدينا آلية بالعمل. وهذا عملي. وبالنهاية أستطيع أن ألوّن الشخصية وأخرج من جلدي من شخصية إلى أخرى بنفس الوقت. وهذا الأمر كان متعباً جداً.
 
أي شخصية أتعبتك أكثر؟
 
بالتأكيد «هند». صحيح أن شخصية «جولي» تشهد تقلّبات وتناقضات، ولكنها كانت أسهل بكثير من «هند» التي كانت صعبة جداً.
 
نشرت بوستر «داون تاون» عبر حسابك الرسمي على تويتر، وعلقت: «أنا من مدرسة التمثيل التي تؤمن بالشراكة في العمل، ولذلك أجتمع دائماً مع نجوم وزملاء محترفين ولديهم هدف وشغف واحد وهو نجاح العمل وليس نجاح الشخص أو البطل، وأي نجاح أو ترند أحقّقه بفضل الجمهور ومحبته، أهديه لكافة الزملاء وأشاركه معهم، فالشراكة أساس للنجاح.. داون تاون». هذا اعتراف نادراً ما يصدر من الفنانين باقتران نجاح العمل بالشراكة.
 
هذا القول صحيح مئة بالمئة. فالمسلسل ليس «فيديو كليب» لفنان إنما عمل كامل ومتكامل يقف وراءه حوالى 100 شخص بين فنّيين وتقنيين ومخرج ومهندسي صوت وممثلين... لنصل بالنهاية لعمل من ثلاثين حلقة مثلاً. فهؤلاء كلهم مجموعة يعملون من قلبهم ليصنعوا عملاً ممكن أن ينجح الممثل به. وضروري أن يشكر الممثل زملاءه شركاءه بالعمل، لأنه ليس بمفرده. هذا هو المنطق والعمل الجماعي الذي أثق به.
 
قدمت من 2010 إلى 2021، قرابة 16 مسلسلاً. بلمحة سريعة كيف تنظرين إلى مشوارك الفني خلال هذه السنوات؟ وإذا طلبنا منك اختيار المسلسل الأعز إلى قلبك أي واحد يكون؟
 
أختار كلّ مسلسلاتي. أشعر أن هذه الأعوام مرّت بسرعة، وأشاهد مرّات كثيرة الفانز يضعون لي مقاطع من مسلسلات قديمة لي. فأتساءل كيف مرّ الوقت بسرعة، وكم أنا محظوظة لأنني عملت منذ بداياتي مع أهمّ الأسماء، سواء إخراجياً أو إنتاجياً وعلى صعيد الممثلين. أنا محظوظة جداً وعملت على نفسي للوصول إلى ما صرت عليه الآن. ودائماً أعتبر نفسي في بداياتي، وكلّ مسلسل أخوضه أشعر بنفس الخوف والحماس وأكثر من ذي قبل. فالمسؤوليات صارت أكبر، وكلما يصبح الممثل مشهوراً أكثر، يصبح الضغط عليه أكبر، ولا يعود الجمهور يسامحه على أدق التفاصيل. الحمد لله أنا فخورة بالإنجازات التي حققتها طيلة هذه السنوات.
 
 
 
لا أتعامل مع عملي من منطلق تجاري أو لأصبح نجمة «نمبر وان» فأنا لا أؤمن بالمراتب
 
 
ليس لديّ حنين للغناء
 
أخذك التمثيل كلياً من الغناء ألا تقولين ليتني استطعت التوفيق بين المجالين منذا انطلاقتي بعالم الفن؟
 
لا إطلاقاً ولا يعني لي هذا الموضوع شيئاً وليس لديّ حنين تجاهه. أنا أعمل بمهنة التمثيل التي تشعرني برضا ذاتي كلّي. وقبل أن أقدّم أي عمل للناس يجب أن أكون سعيدة به أولاً. لا أتعامل مع عملي من منطلق تجاري وليس للانتشار، أو لأصبح نجمة «نمبر وان» (في المرتبة الأولى). أنا لا أؤمن بالمراتب، وإذا صنّفنا ذاتنا في مرتبة معينة،
 
فسيأتي يوم ونفقدها. فما من مرتبة تدوم. فلنبق بمفردنا، نسبح لوحدنا، ونقدم الأشياء التي تسعدنا. عندما دخلت مجال التمثيل قلت لنفسي ولماذا سأغني؟ بالرغم من أنّ التمثيل أصعب بكثير من الغناء. ولكن شعرت في قرارة نفسي أنني أشطر بالتمثيل، وهو يقدّم لي وأنا أقدم له.
 
ألا تفكرين بتقديم عمل غناني واحد؟
 
نعم إذا كان فيلماً استعراضياً أو مسرحية. العام الفائت شاركت بمسرحية «جميل بثينة» مع فرقة «كركلا»، غنيت بصوتي ورقصت على المسرح. وكنت سعيدة جداً بهذه النوعية من الأعمال التي تدخل في أرشيفي، وليس أن أقدم عملاً غنائياً يمرّ مرور الكرام. فأين نحن اليوم من سوق الغناء؟ بينما سيسجّل تقديم مسرحية مع كركلا في لائحة أعمالي. كذلك شاركت منذ فترة ببرنامج The Masked Singer حيث غنيت ورقصت خلاله، وتنكّرت بماسك شخصية «شيتا». سعدت جداً لأنه برنامج مرح وجديد من نوعه.
 
 
 
ابنتي تشبهني وهي موهوبة فنياً
 
كم تشغل مواقع التواصل الاجتماعي حيّزاً في حياتك؟
 
ليس كثيراً. أتابعها لمعرفة ماذا يجري في العالم. ولكنني لست مهووسة سوشيال ميديا. أتعامل معها بحدود، فخير الأمور أوسطها. هي تشغل حيزاً صغيراً لديّ، وهو بما يخصّ التواصل مع جمهوري عن أعمالي.
 
كذلك لا نلاحظ حضوراً مكثفاً من قبلك لصور ابنتك ليا على السوشيال ميديا؟
 
هذه حياتي الخاصة. وكلّ شيء أنشره عبر منبري على السوشيال ميديا يكون بحدود.
 
وهل ابنتك موهوبة فنياً؟
 
نعم، هي تحب الغناء والرقص والتقاط الصور لنفسها. شخصيتها تشبه شخصيتي، وهي تشبهني بطفولتي كما تخبرني والدتي التي كانت تصوّرني دائماً بكاميرا فيديو. وأعود وأشاهد الفيديوهات التي سجّلتها لي والدتي باستمرار، وسبحان الله أجد أنّ ابنتي مثلي تماماً.
 
هل تتوقّعين لها أن تصبح فنانة؟
 
أتمنى لها النجاح في الحياة. والأهم أن تتابع دراستها، وهي من تقرّر بعدها ما الذي تحبّ أن تختاره في الحياة.
 
بعيداً عن الفن، كيف تصفين حياتك العائلية؟
 
حياة طبيعية جداً كأي زوجة وأم وجارة وصديقة.
 
هل ما زال لديك الوقت للقاء صديقاتك كالسابق؟
 
بالتأكيد. لديّ صديقاتي، ونلتقي باستمرار ونجتمع. وأولادنا بنفس الأعمار وتجمعهم الصداقة أيضاً.
 
هل أنت "ست بيت شاطرة بالطبخ"؟
 
)ضاحكة("شاطرة ونص بالطبخ" وأعدّ أطباقاً خاصة، وأحضّر وصفات وأطبّقها، ومرّات أجيد تطبيقها ومرّات أخفق. وإحب إعداد الولائم حيث تسعدني اللمّة على الموائد.
 
كيف تحافظين على رشاقتك؟
 
أحب الطعام ولكن أنتبه لطريقة تناوله، وأحاول قدر المستطاع المحافظة على وزني. وأمارس الرياضة باستمرار.