سليطين لـ الأزمنة: كل محاولات التشويش والعرقلة للنيل من الانتخابات باءت بالفشل بسبب وجود إرادة صلبة.

سليطين لـ الأزمنة: كل محاولات التشويش والعرقلة للنيل من الانتخابات باءت بالفشل بسبب وجود إرادة صلبة.

فن ومشاهير

الاثنين، ٢٤ مايو ٢٠٢١

نتائج الانتخابات الرئاسية السورية أعلنت من فلسطين المحتلة

أيام معدودة تفصلنا عن السادس والعشرين من الشهر الحالي كموعد لإجراء الاستحقاق الرئاسي الذي حدده دستور البلاد، حيث تفتتح الصناديق عبر المراكز الانتخابية المحددة والمنتشرة في كل المحافظات حتى أصغر قرية فيها، وبما يتيح للناخبين ممارسة حقهم الديمقراطي الذي كفله الدستور لكل مواطن بالغ راشد في حرية التعبير وحرية اختيار مرشحه.

عن الرسائل التي يحملها إجراء الاستحقاق الدستوري في موعده المحدد بالداخل والخارج تقول الإعلامية السورية إنصاف سليطين لـ الأزمنة :

الرسالة هي اننا دولة مؤسسات  يجب أن تجري استحقاقاتنا الدستورية في مواعيدها و بالفعل هذه الاجراءات تمت في موعدها ، هذه دولة ، وهذا يعني ان الدولة كدولة مؤسسات  ملتزمة بكافة التزاماتها واستحقاقاتها الدستورية و القانونية ، رغم كل محاولات التشويش على هذه الانتخابات وعرقلتها للنيل منها التي لم تثنها عن اجراء استحقاقها الانتخابي في موعده فالاستحقاق حق وطني مشروع ومكفول دستورياً وقانونياً ، و ها هي كل محاولات التشويش و العرقلة و النيل من الانتخابات باءت بالفشل بسبب وجود إرادة صلبة ،  إرادة الدولة "إرادة مؤسسات الدولة" و " إرادة الشعب"  وهذا الأهم،  لأن كل ما يجري هو بإرادة و اصرار شعبي لا ينفصل عن مؤسسات دولته ،

 بمعنى أن دولة المؤسسات  معنية  باستحقاقاتها داخلياً و لا يعنيها ما يصدر من الخارج و ان كل محاولات النيل من إجراء اي استحقاق  ولو أثرت فهي غير مهمة، فكيف و هي  لم تؤثر ابدا ، بل تم وضع كل الترتيبات و يتم المضي فيها  لينجز الاستحقاق كاملا في موعده ، إذا.. كان الاهتمام مركز دائما على :  نحن ماذا نريد؟  وماذا فعلنا؟  وكيف استطعنا أن نفعل و ماذا سنفعل ؟ و كيف سنفعل بأنفسنا ؟ ...

و كون الحديث هنا داخلي ، لابد من التوقف قليلا عند بعض ما شهدناه أثناء سير العملية الانتخابية من تراشق اعلامي بين أحد المرشحين من جهة و بين شخصيات تمثل بعض الأحزاب المعارضة المرخصة ، هذه حالة تعكس حيوية سياسية في الحياة السياسية السورية و بيئة العمل في الشأن العام ، حيوية نحتاجها و تشد الشارع لمتابعة مجريات سير هذه العملية ، الأمر الذي يحدث في اي دولة في العالم ، حالة صحية تماما ، لا تؤخذ على العملية الانتخابية بقدر ما تحسب لتحسن المناخ الداعم لتنشيط البيئة السياسية و تداول النشاط فيها على كافة المستويات .

بطبيعة الحال لا يمكن فصل استحقاق الانتخابات الرئاسية  عن كل ما يجري في المنطقة لأنها جزء أساسي ومفصلي من الملف السياسي السوري وهو ملف محوري إقليمياً ودولياً فكيف به عند الحديث على مستوى منطقتنا بلاد الشام من دمشق إلى لبنان إلى  فلسطين وما حدث و يحدث على أرضها،  وسأذكر لاحقاً لماذا الربط فلسطين...

وكيف تقرأ ما حصل مع السوريين في لبنان تتابع ضيفة الأزمنة حديثها قائلة :

 الذي جرى في لبنان هو  تعبير بأبرز و أوضح صوره عن الهزيمة والانكسار و  الغضب ، ولكن لماذا هذا الغضب ؟ المعتدون على السوريين الذاهبين لممارسة حقهم الانتخابي ،غاضبون  منهم لأنهم  رغم كل ما تم الاشتغال عليه  طيلة العشر سنوات السابقة ،  لم يستسلم هؤلاء السوريون للخديعة و لم يتم اقتلاعهم من سوريتهم و لم يضعف انتماؤهم ، حتى البعض ممن تشوشت  الصورة أمامه  قليلاً في فترة سابقة تجاه حقيقة ما كان يجري ،  لم يتخلوا عن انتمائهم  والتزامهم بالاستحقاقات الدستورية لبلادهم ، بل ان انكشاف الكثير من الحقائق و ادعاءات من كانوا يحرضون ضد بلدهم و يحرضون بعضا من أهلها على بعض ، تبين  أنها ادعاءات كاذبة و تحريض هدفه خدمة مصالح شخصية أو سياسية للمستثمرين في الوجع السوري  ،  فجاء رد السوريين في لبنان بالإقبال على الانتخابات كحق و واجب وطني ، أمام مرأى  الذين لم يوفروا جهدا  طيلة العشر سنوات الماضية للتأثير عليهم و على خياراتهم و انتمائهم لوطنهم ، بكل تأكيد  سيفقد هؤلاء المدعين صوابهم و هذا ما يفسر لنا كل التهديد و الوعيد و التهجم و الاعتداءات التي طالت السوريين في طريقهم إلى سفارة بلادهم ،  لاسيما من قبل  المدعو سمير جعجع وأتباعه ، فكل الأقنعة سقطت و كل المشاريع انكسرت ، و بقي السوري واقفا ، 

صدعوا رؤوسنا على مدى سنوات بالحديث عن الديمقراطية و الحرية و قد مارسوا الديمقراطية التي يفهمونها بحق السوري الذاهب ليمارس حقه الديمقراطي.، بعرقلته و منعه  و الاعتداء عليه بالضرب وتكسير السيارات و العظام و اسالة الدماء ، هذه هي الديمقراطية و الحرية التي يريدونها لنا ، و تلك كانت إرادة السوري الذي اكمل طريقه مضرجا بدمائه،  و وضع صوته في صندوق الاقتراع ، بشكل سلمي  فقط مارس حقا كفلته الدساتير و القوانين،  

وعن مسؤولية الدبلوماسيين السوريين اتجاه هذا الفعل تقول ضيفة الازمنة :

حقيقة ليس فقط مسؤولية الدبلوماسيين ،الديبلوماسيون السوريون  ربما تقيدهم  بعض البرتوكولات او حالة الاحتواء الدائمة التي تنطلق  منها سوريا في تعاملاتها على اعتبار انها الشقيقة الكبرى التي تحتوي الجميع وتتصدى لأي استهداف ..  من فلسطين إلى لبنان ، و العراق ايضا ،   .. لسنا بحاجة الذهاب بعيدا في التاريخ ، التاريخ القريب يذكرنا .. ٢٠٠٨ غزة ، ٢٠٠٦ لبنان ، ٢٠٠٣ العراق ، و غيرها الكثير ..

اذا انها ليست فقط مسؤولية الدبلوماسيين بل  مسؤولية الجميع  الدبلوماسيين والسياسيين و بالدرجة الأولى هي مسؤولية أهلية وشعبية نحن الناس العاديين ،الشعب ، هذه مسؤوليتنا  ،  و قد دعوت عبر منصة فيسيوك الى اقامة دعوة قضائية ضد جعجع لمحاسبته أمام القانون ،و قد لاقت هذه الفكرة رضا و استحسان و دعم الكثير من الأصدقاء و الشخصيات الفاعلة في الشأن العام وسنبحث الأمر سويا لبحث امكانية السير في المسارات القانونية المتاحة لتفعيل الدعوة ..

وحول الربط مع ما شهدته الأراضي الفلسطينية مؤخرا تختم ضيفة الأزمنة حديثها قائلة :

شهدنا جميعا قبل ايام عملية سيف القدس في فلسطين المحتلة و الضربة الموجعة التي وجهت للاحتلال الإسرائيلي و هذه الثورة الشعبية العارمة التي قام بها أهلنا في فلسطين ،فلسطينيوا  48 و المقاومون بكل أطيافهم و تياراتهم واسمائهم و جهاتهم التنظيمية،....

 شاءت الاقدار ان يتزامن ذلك مع التحضيرات الجارية للانتخابات الرئاسية السورية ، و ما تحقق من نصر على الاحتلال الاسرائيلي يدفعني للقول ان الانتخابات الرئاسية السورية أعلنت نتائجها من فلسطين المحتلة ، نعم اعني هذه الجملة بحرفيتها ، هذا النصر الذي انجز على إسرائيل التي تألمت و قبلت بهدنة غير مشروطة لأنها لم تعد تحتمل الضربات المتتالية ، هذا النصر يذكرنا بشروط كولن بأول ٢٠٠٣ ، و كل ما تعرضت له سوريا من ضغوط و مخططات نتيجة رفضها التخلي عن النهج المقاوم ، رفض التسليم و رفض الركوع للإملاءات،  و رفض إبداء فروض الطاعة لإسرائيل، و رغم كل الضغوطات و الحرب و الدمار و الإرهاب و محاولات اختلاق الأعداء البدلاء ، و انطلاق قطار التطبيع ، و العقوبات و تردي الوضع الاقتصادي ، نعم لقد كان الثمن كان كبيرا جدا ، لكن بقاء سوريا على نهجها أثمر هذا الإنجاز الكبير في فلسطين بعد الانجاز الذي حققته سوريا على ارضها بتفكيك مشروع ( الإسلام السياسي  لإضعاف الدولة و تحويلها إلى دولة فاشلة ) ، بقيت سوريا ، و عادت القضية الجوهرية إلى الواجهة ، ( القضية الفلسطينية) لتقول للعالم ان النهج السوري كان على حق ، لذا فالانتخابات السورية ارستها صواريخ المقاومين.. و اعلنت نتائجها بتأييد النهج المقاوم صرخات الحق من فلسطين ..

دمشق_ الأزمنة _ محمد أنور المصري