حرب زعامات في المنطقة وسورية لاعب ” شاطر” إن أرادت..فرصة للخروج من عنق الزجاجة ؟؟

حرب زعامات في المنطقة وسورية لاعب ” شاطر” إن أرادت..فرصة للخروج من عنق الزجاجة ؟؟

مال واعمال

الأربعاء، ٢١ أكتوبر ٢٠٢٠

هي حربٌ على زعامة العالم الإسلامي دون شكّ، تحمل في طياتها صراعاً بين توجهات الدولتين العقائدية الإسلامية والإسلام السياسي، استعرت منذ أربع سنوات مع وصول دونالد ترامب إلى زعامة الولايات المتحدة، ليأتي مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في استنبول في 2 تشرين الأول 2018، متوجاً استغلال السلطات التركية لهذه الحادثة إلى أبعد الحدود، للحصول على مكاسب من الرياض مقابل السكوت…

لمَن ستكون الغلبة وأين سوريا من هذه الحرب؟

حلفان إقليميان متحاربان تقود الأول تركيا والثاني السعودية.. مقاطعة البضائع التركية أحد أوجه هذه الحرب والتي لم تأخذ طابعاً رسمياً لأنّ منظمة التجارة العالمية تمنعُ ذلك، لهذا صدر عن الغرفة التجارية السعودية. الآثار السلبية ستبدأ بالظهور على الجانبين لكنّ تركيا تبدو الأكثر تضرراً. لدى السعودية مصادر دخل أكبر وأقوى وسوق استهلاك منتجاتها النفطية لن يتوقف وإن تراجع، ويمكنها الاستغناء عن تركيا تماماً، والعكس غير صحيح، فتوقف استيراد المنتجات التركية سيجعل أنقرة تبحثُ عن أسواق جديدة، أين هي في ظل الأزمة الاقتصادية الحالية؟

نجاحُ جون بايدن الديموقراطي المؤيد للحكومة العالمية الواحدة، سيُنعشُ آمال تركيا في تحسّن اقتصادها، وهذا رهان قد ينجح وقد يخيب. أمّا إن بقي دونالد ترامب الشعبوي، فلن يستطيعَ أحد إنقاذ أردوغان اقتصاديا لا بريطانيا ولا روسيا ولا إيران ولا قطر…

  • الحرب الاقتصادية ستتصاعد بين الجانبين، وهي فرصة ذهبية لسوريا الآن.

السعودية سمحت في أواخر أيلول الماضي بعبور الشاحنات السورية عبر أراضيها لأول مرة منذ بداية الحرب، حيث يحصل السائق على تأشيرة دخول إليها في معبر الحديثة. منذ ذلك التاريخ عبرت مئاتُ الشاحنات السورية واللبنانية إلى السعودية ودول الخليج، مُحمّلةً بالمنتجات المُصدّرة خاصّة الخُضار والفواكه.

الخطوة السعودية جاءت بالتنسيق مع السلطات الأردنية التي ساهمت بشكل كبير، وعلى مدى السنوات الماضية، في الحصار الاقتصادي على سوريا. في أيلول 2018، رفعت الحكومة السورية الرسوم على الشاحنات “الترانزيت” من 2% إلى 10%، فردت الحكومة الأردنية بالمثل. اليوم عاد معبر نصيب الحدودي للعمل، فهل سيتوقف بداعي كورونا؟

السعودية تقدّمت خطوة تجاه سوريا، وعلى السوريين أن يتقدموا خطوتين، بغضّ النظر عن مواقف الرياض من الحرب ودعمها للإرهابيين وهذا أمرٌ لاشك فيه، فالتوازنات تغيّرت واليوم السعودية بحاجة لسوريا بقدر حاجة سوريا للسعودية… ما الذي يمنعُ غرفة التجارة السورية من الدعوة لمقاطعة البضائع التركية؟!! هذا على فرض أنّ الغرفة تلك لا يتحكّمُ بها الإخوان المسلمون… لا ندعو هنا للانجرار وراء السعودية كما حصل في الماضي مع تركيا أيضاً وتكرار ذات الأخطاء، بل للعب دور سيادي رئيسي فعّال…

انضمام سوريا للمقاطعة كإجراء أولي – وهي تقاطع الآن إلا أن البضائع التركية تدخل تهريباً – تليه إجراءات تقارب “مدروس” مع الإمارات والسعودية، سيُرجحُ الكفّة ويزيدُ من ضعفِ تركيا… استمرارُ الضعف يعني انسحاب الجيش التركي المُحتل من إدلب وشمال سوريا دون الحاجة لطلقة واحدة..

مركز فيريل