صندوق استثمارات أميركي - إسرائيلي - إماراتي مشترك

صندوق استثمارات أميركي - إسرائيلي - إماراتي مشترك

مال واعمال

الأربعاء، ٢١ أكتوبر ٢٠٢٠

لم تعد غريبة رؤية طائرة «الاتحاد» التابعة للخطوط الجوية الإماراتية في «مطار بن غوريون» في فلسطين المحتلة. الرحلة التجارية الأولى التي حَطّت في المطار أول من أمس، تبعتها رحلة أخرى كان على متنها وفد وزاري إماراتي وأميركي. وبعد وصوله إلى تل أبيب، سَلّم مساعد وزير الخارجية الإماراتي، عمر غباش، وزير الخارجية الإسرائيلي، غابي أشكنازي، رسالة من نظيره الإماراتي، عبد الله بن زايد، طلب فيها الأخير السماح بفتح سفارة لبلاده في تل أبيب. وجاء في الرسالة أنه «لم يتبقّ لي سوى أن أُقدّر الجهود التي تبذلها من أجل دفع التعاون بين دولتَينا. ولديّ ثقة كاملة بدعمك لفتح السفارات في تل أبيب وأبو ظبي بأسرع ما يمكن».
وخلال استقباله الوفد الإماراتي في المطار، قال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو: «نُدخل اليوم محتوى حقيقياً لاتفاق السلام الذي وَقّعنا عليه الشهر الماضي في واشنطن»، مضيفاً إن الاتفاق «لن يبقى على الورق، وندفعه قدماً من أجل أن تنضج ثماره بأسرع وقت، وبعضها باتت مرئية». وأشار نتنياهو إلى «السلام الدافئ» بين تل أبيب وأبو ظبي، مُكرّراً حديثه عن اقتناعه «بأن حكومات أخرى في الشرق الأوسط تدرك أن عملنا معاً هو أمر جيّد للغاية». ولفت وزير المالية الإماراتي، شقيق حاكم دبي، حمدان بن راشد آل مكتوم، من جهته، إلى أن «التعاون الاقتصادي بين الدولتين سيبدأ بعد توقيع الاتفاقيات اليوم. ووفدنا جاهز لمواصلة الحوار في الموضوع من أجل تحقيق فوائد متبادلة لدولتينا. ونحن ملتزمون بتوفير إطار قانوني لتنقّل الأفراد والبضائع وتحقيق ازدهار للاقتصادين والشعبين».
ورافق الوفدَ الإماراتي، الذي ضمّ - إلى جانب وزير المالية - وزير الاقتصاد سلطان سعيد المنصوري، وزير الخزانة الأميركي، ستيفن منوتشين، ومستشار الرئيس الأميركي، آفي بيركوفيتش، فضلاً عن الوفد الإسرائيلي الذي كان في أبو ظبي. وكتب بيركوفيتش على حسابه في «تويتر»، خلال الرحلة الجوية، أن «هذا أوّل وفد من الإمارات إلى إسرائيل، وعلى متن طائرات الاتحاد إسرائيليون، إماراتيون، وأميركيون».
ووقذعت إسرائيل والإمارات على اتفاقيات في مجالات الإعفاء من تأشيرات الدخول، وحماية الاستثمارات، والعلوم والتكنولوجيا، والطيران. والأخيرة تنصّ على تسيير 28 رحلة جوية أسبوعية بين أبو ظبي وتل أبيب، إلى جانب رحلات بأسعار مخفّضة وغير محددة بين الإمارات و»مطار رامون» قرب إيلات. ويُتوقّع أن تبدأ الرحلات الجوية خلال أسابيع. وفي السياق التطبيعي نفسه، أعلنت السفارة الأميركية في إسرائيل عن صندوق استثمارات أميركي - إسرائيلي - إماراتي مشترك، باسم «صندوق أبراهام». وبحسب بيان السفارة الأميركية، فإن «صندوق أبراهام»، الذي سيكون مقرّه في القدس، سيُموّل بثلاثة مليارات دولات يتمّ تجنيدها من القطاع الخاص، وهو يهدف إلى «دفع التعاون بين دول في الشرق الأوسط وخارجه». وستكون مهمّة هذا الصندوق رصد مشاريع استراتيجية للاستثمار فيها «لمصلحة المنطقة كلّها وإنشاء أماكن عمل، ورفع مستوى الحياة والنمو الاقتصادي»، بحسب صحيفة «يسرائيل هيوم».