خبر كاذب يلهب مخاوف المواطن مجدداً..و” ناقل الكفر” كافر هذه المرّة ؟؟؟

خبر كاذب يلهب مخاوف المواطن مجدداً..و” ناقل الكفر” كافر هذه المرّة ؟؟؟

مال واعمال

الأحد، ١٨ أكتوبر ٢٠٢٠

سفن

* إمدادات النفط ليست مادّة إعلامية للتداول في بلد يعاني أصعب ضروب الحصار

*مطلوب قرارات تمنع الحديث عن مصادر إمدادات النفط إلى سورية ..

الخبير السوري:

جميل ومريح و مطمئن.. أن خبر ضرب ناقلة النفط الإيرانية المتوجّهة إلى سورية، كان خبراً كاذباً..لكن ما ليس بخير على الإطلاق هو جرأة ضخّ مثل هذه الشائعة في هذا التوقيت السيئ ..وإشعال فتيل حالة هلع و إرباك لشارع يعيش حالة ترقّب وانتظار لانفراج أزمة البنزين في بلده المحاصر..

وزارة النفط المنشغلة بمهمة تأمين الإمدادات و إطلاق الأعمال كاملة في مصفاة بانياس، نفت الخبر جملة وتفصيلاً وعادت لمتابعة مهمتها الصعبة والتي تؤديها بنجاح.

لكن مع هذه الشائعة يفترض أن يبدأ عمل جهات أخرى..للتحري عن مصدر الخبر الكاذب وهويّة مروّجيه لأنه خلق بلبلة واختناقات جديدة، بشهادة الزيادة الملحوظة اليوم في كثافة ” طوابير” السيارات على محطات الوقود، وهي زيادة غير مبررة بنقص إمداد – هناك زيادة في الإمداد – أو على الأقل خلقت الأجواء المناسبة لمزيد من التلاعب في قطاع توزيع البنزين ..ومهمة التوزيع  تتقاسمها عدّة وزارات في سياق لجان محروقات..كل محافظة على حدة .

  • أما بعد…

الواقع أننا اليوم أمام حالة عبث مباشر ومنظّم، بأمن بلد بات في وضع حسّاس ..مأزوم بالحصار وبالإرهاب وبضخّ إعلامي خارجي مسعور، يتناول كل تفصيل بأدوات تضخيم وتأويل لتهييج الشارع و نكئ جراح مواطن مُثخن..فهل علينا أن نُطلق العنان لـ ” ناقلي الكفر” هنا في الداخل عفواً أو عمداً..؟؟

لقد أسهم كل من نقل خبر ضرب الناقلة الإيرانية بزيادة توتير الحالة وتعقيد المشكلة، و إشاعة الإحباط لدى الجميع..وتفريغ جهود مضنية تبذل لحل المشكلة..من أية نتائج طيبة منتظر أن تظهر وقد بدأت بالظهور فعلاً…

والسؤال..أليس من قانون يمنع العبث إعلامياً – مهما كانت الوسيلة – بأعصاب المواطن و زيادة تعقيد يومياته المعيشيّة؟؟؟..بالتأكيد هناك قوانين وثمة جهات معنية بالمتابعة والمحاسبة، كان عليها أن تتحرك بعد أن تتحرى عن دقة المعلومة وتستنتج أنها كاذبة..أم أنها تنتظر بلاغ من مواطن أو وزارة..وهل يحتاج تهديد أمن الوطن والمواطن إلى بلاغ؟؟؟

  • بما أنو…

بما أننا وفي خطوة لاقت نجاحاً ملموساً..استطعنا أن نمنع تداول كل ما يسيء إلى الليرة السورية في وسائل الإعلام أو وسائل التواصل الاجتماعي، بعد أن بات الحديث عن الليرة تماماً كما الحديث عن البطاطا..

علينا اليوم أن نمنع تداول أي خبر عن إمدادات النفط لا في البحر ولا في البرّ..فالإمدادات مهمة صعبة وشاقّة في هذا الظرف..ولها خصوصيتها في بلد محاصر بـ”قيصر” وما قبله من قوانين أميركية و أوروبية..ولا نظن أنها موضوع شعبي قابل للتداول و إبداء الرأي..

ونظن أن كثيرون يوافقوننا الرأي بأن مهمتنا كإعلاميين محصورة في مضمار التوزيع ورصد الوقائع والتجاوزات والارتكابات التي أسهم الإعلام ووسائل التواصل بتسليط الضوء عليها بشكل واضح..أما الإمدادات فلها شأن آخر..لأنها غير قابلة للتطويع في سياق النتاج الإعلامي..وما يخرج عن ذلك فهو غير بريء مطلقاً..ونقترح أن يتم التنبيه إلى أن نقله وتداوله ليس بريئاً أيضاً..فناقل الرسالة الإعلامية المشبوهة كما منتجها ومرسلها تماماً.

  • هامش: وضع البنزين يسير بتسارع نحو الانفراج والأخبار الراشحة من مصفاة بانياس ” عال العال” كما يقال..