«أوبك+» يلتئم اليوم: الاتفاق مشروط بانضمام واشنطن

«أوبك+» يلتئم اليوم: الاتفاق مشروط بانضمام واشنطن

مال واعمال

الخميس، ٩ أبريل ٢٠٢٠

تترقّب أسواق الطاقة العالمية نتائج اجتماع «أوبك+»، اليوم، وسط خلافات لا تزال تعصف بين كبار منتجي الطاقة في العالم: السعودية، روسيا والولايات المتحدة. اجتماعٌ يسعى إلى لجم اندفاعه الحرب النفطية التي استعرت منذ انهيار التحالف بداية آذار/ مارس، بفعل رفض موسكو مزيداً من الاقتطاعات النفطية، لتبادر الرياض إلى إشعال حرب أسعار للحفاظ على حصتها السوقية. الأزمة هذه معطوفة على أزمة الانخفاض الهائل في الطلب على الخام نتيجة إجراءات الإغلاق العالمي الذي فرضه الوباء، دفعت بالأسعار إلى مستويات متدنّية جداً لم تعد تناسب أحداً، كما أقرّت الدول الثلاث، وعلى رأسها الولايات المتحدة بصفتها المتضرّر الأكبر. لكن، مع ذلك، لا تبدو الأخيرة مستعدّة للاقتطاع من حصّتها عبر خفض منسّق للإنتاج العالمي، رغم أن السعودية وروسيا لمّحتا إلى أن أيّ اتفاق لخفض الإنتاج لن يتحقّق من دون مشاركة أميركية.
ويهدف الاجتماع إلى الاتفاق على خفض الإنتاج بـ 10 ملايين برميل يومياً (10% من الإنتاج العالمي)، وهي كمّية، يؤكّد المراقبون أنها لن تكون كافية للجم انهيار الأسعار المتأثرّة بأزمَتي انخفاض الطلب العالمي على الخام بـ 30% نتيجة «كورونا» و«حرب الأسعار». وتصرّ كل من السعودية وروسيا للموافقة على خفض كبير في الإنتاج، على انضمام الولايات المتحدة وغيرها من المنتجين من خارج مجموعة «أوبك+» التي تضمّ «منظمة الدول المصدرة للنفط» ومنتجين مستقلّين بقيادة روسيا. وتؤكّد مصادر «أوبك» لـ«رويترز»، أن أي اتفاق نهائي في شأن حجم تخفيضات المجموعة، يتوقّف على الأحجام التي سيبدي منتجون آخرون، مثل الولايات المتحدة وكندا والبرازيل، استعداداً لخفضها. لكن واشنطن لا تبدو في وارد تسهيل المهمّة، إذ كرّرت وزارة الطاقة الأميركية معزوفة البيت الأبيض الذي يصرّ على عدم التدخُّل، بقولها إن إنتاج البلاد يتراجع بالفعل من دون تحرُّك حكومي، مدفوعاً بانخفاض الطلب العالمي على الطاقة، وامتلاء المخزونات النفطية على آخرها. وتقول واشنطن، التي ارتفع إنتاجها في السنوات القليلة الماضية بدعم من ثورة إنتاج النفط الصخري وعاونته مساعي «أوبك+» السابقة إلى دعم الأسعار، إن انخفاض إنتاجها سيحدث بوتيرة بطيئة على مدى عامين، ليبلغ إنتاج النفط في المتوسط 11 مليون برميل يومياً في 2021، ما يعني انخفاضاً بنحو مليوني برميل يومياً من ذروة 2019. وتؤكّد موسكو، في المقابل، أن أيّ هبوط طبيعي في الإنتاج على خلفية تراجع الأسعار، منفصل عن التخفيضات الطوعية للإنتاج: «أنت تقارن تراجعاً إجمالياً في الطلب مع تخفيضات تستهدف إحداث توازن في الأسواق العالمية. هذان مفهومان مختلفان ولا يمكن أن يكونا متساويين»، وفق الناطق باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف.
وفيما ينصبّ التركيز على موقف واشنطن، التي لم تؤكّد مشاركتها في الاجتماع رغم توجيه دعوة إليها من قبل الرياض، فإن فرص التوصّل إلى اتفاق تبدو ضئيلة، وإن كانت ضرورية في ظل ركود الاقتصادات العالمية. العقدة الأخرى تتمثّل في الخلاف السعودي ــــ الروسي، لجهة احتساب أساس التخفيضات. وفي حين يشترط الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن أساس أي تخفيضات يجب أن يكون مستويات الإنتاج في الربع الأول من العام، أي قبل أن ترفع السعودية وغيرها من الدول الإنتاج، تؤكّد مصادر «أوبك» أن الرياض تريد أن يجري احتساب الاقتطاعات من مستوى إنتاجها الحالي المرتفع (رفعت المملكة مستوى إنتاجها من 9.7 ملايين برميل يومياً إلى 12.3 مليون في نيسان/ أبريل).
وعاود النفط الارتفاع، أمس، بعد انخفاض استمر يومين، إذ تلقّى الدعم من آمال التوصّل إلى اتفاق جديد. ومساء، ارتفع خام القياس العالمي «برنت» 4.89% إلى 33.43 دولاراً للبرميل، بعدما انخفض 3.6% أول من أمس. وصعد خام «غرب تكساس الوسيط» الأميركي 8.42% إلى 25.62 دولاراً للبرميل، بعدما هبط 9.4% في الجلسة السابقة. لكن أسعار النفط، التي نزلت إلى أقل مستوياتها في نحو عقدين، ما زالت عند نصف مستواها في نهاية 2019 قبل أن تدفع أزمة «كورونا» الحكومات إلى إجراءات عزل صارمة، هوت بالطلب على وقود الطائرات والبنزين والديزل.