مئات مليارات دول الخليج المودعة في بنوك أمريكا في مهبّ الريح

مئات مليارات دول الخليج المودعة في بنوك أمريكا في مهبّ الريح

مال واعمال

السبت، ٢٥ فبراير ٢٠١٧

 بدأت سياسات ترامب العدوانيّة ضدّ الدول الخليجية والعربية تتّضح وتتبلور، وقد تكون جاهزة للتنفيذ في القريب العاجل من دون أيّ اعتبار لقادة المنطقة ولإرادة شعوبها .

ترامب يخطط للاستمرار في تدمير سوريا واليمن وغيرهما، وتصفية القضية الفلسطيني والتحكم بمصادر النفط والغاز، ومواجهة النفوذ الإيراني والروسي في المنطقة بدماء وخراب وأموال عربية .


دول الخليج راهنت دائماً على أميركا لحمايتها، وتآمرت معها في حروبها في أفغانستان والعراق وسوريا واليمن وليبيا، ونفذت أوامرها بشراء أسلحة بمئات مليارات الدولارات لدعم الاقتصاد الأمريكي وتدمير الوطن العربي، والآن تريدها إدارة ترامب  أن تدفع نفقات إقامة مناطق عازلة لإيواء اللاجئين السوريين واليمنيين على نفقتها.  


لقد أعلن ترامب عن نيته إقامة أماكن عازلة داخل سوريا لتقسيمها إلى كانتونات عدّة، ولإسكان اللاجئين فيها ومنعهم من دخول الولايات المتحدة وأوروبا والدول العربية المجاورة، وذلك للمحافظة على استقرارها وتمكينها من القيام بدورها كحامية لحدود وأمن إسرائيل. إقامة هذه المناطق هي جزء من الاستراتيجية الأميركية الإسرائيلية الشاملة التي تهدف إلى استمرار الحرائق في العالم العربي حتى يتم إيصاله إلى نقطة اللاعودة، وتفكيكه، والتصرّف بمصيره ومستقبله.


كان ترامب واضحاً عندما قال في خطاب ألقاه في ولاية فلوريدا يوم السبت الموافق 18-2-2017  إن بناء وتجهيز المناطق العازلة السورية ... " سيكلّف تريليون، ألف مليار دولار، وإن دول الخليج عندها الكثير من المال  وتحتاج إلى حمايتنا ... وسنُجبرها ... على دفع تكلفة هذه المناطق   We will make them pay for it ." ...  إنّه كرجل أعمال يعرف الكثير عن مئات المليارات السائبة التي أودعها حكّام الخليج في البنوك الأمريكية، ويعرف أيضاً كيف يجمّدها ويستغلّها في بناء المناطق العازلة، وربما في تعويض ضحايا الاعتداء على برج التجارة العالمية  في نيويورك الذي حدث في 11 / 9 /2001.


ترامب رجل بلا أخلاق ولا يتردّد في عمل أي شيء لتحقيق أهدافه . إن إقامة مناطق عازلة في سوريا بالتعاون مع إسرائيل ودول الخليج وبعض الدول العربية وتركيا، لن يحلّ مشكلة اللاجئين ولا يساهم في استقرار سوريا كما يدعي هو وحلفاؤه، بل إنه سيكون السبب في تمدّد الحرب السورية واندلاع حروب أخرى في دول خليجية وعربية، وزيادة الصراع والمنافسة بين الدول التي تريد الحصول على حصّتها من الوطن العربي المريض بعد تقسيمه.


الانخفاض الكبير في أسعار النفط ، وحروب اليمن وسوريا ، وشراء أسلحة بمئات مليارات الدولارات، وضعت دول النفط في مأزق اقتصادي لن تتمكّن من الخروج منه . إنها تعاني من عجز كبير في ميزانياتها، ومن ديون محلّية وأجنبية وصلت إلى أكثر من 200 مليار دولار ، ومن تكلفة حروبها العربية الباهظة، وسوف يكون بناء المناطق العازلة على نفقتها "القشة التي ستقصم ظهر البعير" .


كل هذه المصائب حدثت والقادم أعظم لأن حكام الخليج سلّموا مصير دولهم  لأميركا ومخططاتها في المنطقة، وابتعدوا عن الوطن العربي الذي كان من الممكن أن يحميهم، وتحالفوا مع الغرب وإسرائيل ضد إيران التي كان وما زال من مصلحتهم إقامة علاقات جوار وديّة وتعاون معها، وهدروا ثرواتهم في بناء القصور والبَذخ الخيالي، ولم يفعلوا شيئاً لحماية شعوبهم وأوطانهم . لقد فعلوا كل هذا بدولهم وشعوبهم والآن يجنون ثمار أفعالهم.

 دفع تكلفتها صكلف تريليون دولار  1000000000000صيرها ومستقبلها .ول الجوار العربية وخاصة الأردن ولبنا