الشتاء لا يتوقف عن المراهقة؟!.. بقلم: حسين عبد الكريم

الشتاء لا يتوقف عن المراهقة؟!.. بقلم: حسين عبد الكريم

تحليل وآراء

الثلاثاء، ٣١ مارس ٢٠١٥

لا يتوقف عن المراهقة كالفتيات الجميلات، في ذروة عشقهن يلوحن بالضحكات والخصر الفرحان والخطوات، حتى يزددن خطوة عند الألق.. هو هكذا: يُطلق السواقي في عناق طويل وبليل مع الضفاف..
والأنهار تتحايل على عطشها بالجريان، وتستبدل الصمت بالهدير!!
قاصداً متعمداً يُعري جسده ليستحمَّ بعشق الغيمة الحميمة، ثم يُقفل عائداً إلى حيث (مونة) الفقراء قليل من الأحلام ومسرات الحطب والدخان المتعارك مع الحيطان والسهر والنوافذ المغلقة..
الشتاء كالحلم يُوصد الأبواب بعد التعب ليستريح أو ليعاود السفر باتجاه الأمطار والبروق والريح..
آذار شهر على حدود الشتاء، أو هو فارس مؤجل عن العواصف وتنهيدات المزاريب، شهامته تتلخص في الأزهار وفتوة الأغصان، التي كطالبات وطلاب المدارس البعيدة في الأعالي، وقبل الأنهار وحول التلال.. وتحت أقواس الغيمات المتلاقية مع الجبال يصر هذا الـ آذار المفتون بتنويرات الأشجار كالليلات المتروكة بعهدة الأقمار، يُصر على علاقته الوثيقة بأطراف أثواب وقمصان نوم الشتاء..
وبعد هذه الهواجس بقليل نراه يتغنى بالأشواق المزدهرة والثياب الجديدة لحبيباته وأحبابه.. لا يلبس الكثير من (البدلات) الرسمية، كموظفي الأسلاك الدبلوماسية أو العسكرية أو حرس الحدود والمعابر..
لا يرضى على نفسه أنه خفير على الأيام الوسط بين هذا الشهر أو ذاك، أو بين هذا الفصل وغيره..
ولا يتخاصم مع غيمة من أجل حقل أو بستان أو نهر، لكنه في حقيقة مزاجه ومصيره يُحب الاحتفالات الخضراء والجريان وموسيقا الينابيع.. والشتاء يدعمه ويحمي أعنابه وأسيجة قراه وياسمين مدنه، ويترك بين يديه صلوات مطرية وعشاقاً وعاشقات لا يأنفون البلل والتساقي  وكؤوس البهاء.. عاشق من طراز رفيع يطرز قلبه الشكر والتقدير والعرفان.. على مرّ الدهور، لابدّ من تعبيرات شتوية على دفاتر الشهور وشفاه الآتي، لعل المستقبل لا يتعثر!؟