الفساد ليس مصطلحاً فقط.. بقلم: عبد السلام حجاب

الفساد ليس مصطلحاً فقط.. بقلم: عبد السلام حجاب

تحليل وآراء

الثلاثاء، ٣١ مارس ٢٠١٥

كثيراً ما اعترفت لصديقي الباحث الاقتصادي، بأن معرفتي وفهمي بالاقتصاد وشؤونه وشجونه تشبه معرفته وفهمه باللغة اليابانية، وهذا ليس تصغيراً من شأن لغة عريقة بل تبسيط لمعلومة أريد إيصالها.
وللتوضيح، فإن معرفة عناوين المدارس الاقتصادية، وتعدد اتجاهاتها، وكيف يجري دس السم بالدسم. كوظيفة "القاتل الاقتصادي" الذي تجنده أميركا في بلدان بعينها. لتنفيذ أغراض هيمنتها الوحشية. لا تمنحني إمكانية ذات شأن بالمجادلة. فأبقى حينئذ على الضفاف، وفي أحسن الأحوال، مستمعاً يجيد الإصغاء.
لكنني، أتفق وصديقي، أن أربع سنوات عجافاً من حرب ظالمة خبيثة، لا تزال تلقي بأثقالها الدامية متعددة الأشكال والأدوات، مستخدمة الإرهاب المبرمج والمسلح. لتطول حياة السوريين تاريخاً وحاضراً ومستقبلاً، لابد أن تخلف جراحاً وندوباً في تفاصيل الجسد السوري ويومياته.
ولأن في الاقتصاد ثقلاً لا يمكن تجاهله، بما له من تأثيرات على المواطن والمجتمع، تعكسها معيشة المواطن اليومية واحتياجاتها الضرورية وكذلك الإجراءات الوقائية التي يدافع بموجبها المجتمع عن استقراره وحياة مواطنيه. فإنه يصبح للفساد مسرب، وسوق نخاسة تغيب عنه الأخلاق على حساب سحب البعد الاجتماعي من واقع الاقتصاد والمال، ودور المسؤولية الوطنية.
لقد أشار صديقي الاقتصادي في كتاب له " إلى أن الدول الغنية التي تفخر بتدني مستوى الفساد فيها، تمارس الفساد خارج أراضيها وعبر الشركات التجارية".
وعليه، فإن الفساد ليس مصطلحاً فقط يتم تمريره وتعميمه، بل شكل من الإرهاب الاقتصادي يخفي أغراضاً سياسية، تتأكد أخطارها مع إجراءات عقابية اقتصادية تتخذها دول معروفة وموصوفة ضد سورية وشعبها لتحقيق مصالح استعمارية، كوجه آخر للإرهاب متعدد الأهداف يستكمل وظيفة الإرهاب المسلح.
ولذلك فالعاقل، والعقل قيمة إنسانية كبرى، يدرك، أنه من أخطر مفاعيل الحرب الإرهابية التي شنت على سورية، إنها فتحت أنفاقاً لمتعة الفساد القاتلة داخل المجتمع، بحيث ضعف أو تراجع الأداء الأخلاقي بنسب متفاوتة ظاهرة بين الأفراد في الشارع والبيت والوظيفة والعمل.
وتكاثر صيادو الفرص على حساب قوت المواطن وأمنه وأمانه، وكأنهم فطر شيطاني. جعل من الفساد قيمة واقعية، ومن الأخلاق صورة رومانسية، تصلح للذكرى، وهو ما يتطلب إعادة الحساب واستعادة القيم!؟
وغني عن القول، إنه عندما ينتشر الفساد، ويشكل مريدين له، فإن غيبوبة الأخلاق، تقتل روح الإنسان، فيتناسل الإرهاب شكلاً ومضموناً.
وقاتل الجسم مقتول بفعلته        وقاتل الروح لا تدري به البشر.