معرض...تفاصيل صغيرة.. وحلم كبير..

معرض...تفاصيل صغيرة.. وحلم كبير..

ثقافة

الاثنين، ٣٠ مارس ٢٠١٥

ريم الحمش
تستضيف حالياً صالة المركز الثقافي العربي بدمشق أعمال الفنان التشكيلي فداء منصور الذي تناول فيها جوانب إنسانية ووجدانية مختلفة.
الفنان التشكيلي فداء منصور رسام ماهر, عاشق لوطنه ويعتبره القلب النابض بالخير, ومستبشر بمستقبله الجميل, باحث في الطرق الفنية الجديدة، ذو فلسفة تعبيرية وذو خيال بعيد، يجسد الآمال والأحلام بأشكال جديدة ويجعل بين الواقعية والتعبيرية تآلفاً عميقاً يظهر تطلعاته الفنية بروح وإحساس صادق.
استطاع الفنان منصور بواسطة العلم والموهبة أن يرسم لنفسه طريقاً متفرداً يحمل بصمته الخاصة بالفن التشكيلي فرسم الطبيعة السورية, الطبيعة الصامتة, بورتريهات لحالات إنسانية، فيركز الفنان على رسم سلسلة مـن النساء تأخذ أشكالاً متنوعة معبرة عن الحزن والفرح والأمل والحلم من خلال تقنيات فنية متنوعة, وذلك في الإشارة إلى أشياء اجتماعية, ثقافية مسرحية مهمة من الدراما التشكيلية, فالفنان لا يحتاج للفصاحة اللغوية وإن كان فصيحاً بل يحتاج لفصاحة التعبير ونقاوة الرموز التي تشكل قاعدة لكل لوحة مهمة، إذ بإمكان الفن إيصال الكثير مما نريد قوله، وما نعيشه، وما نطمح إليه، لتستطيع اللوحة مخاطبة الناس والتأثير فيهم بشكل كبير، وإظهار قوة هذا الوطن وأصالته، وإرادته على البقاء والمحبة.
عن الفن التشكيلي يقول: الفن تعبير حقيقي عما في قلوب البشر بفيض وجداني عاطفي فكري, يبقى حاجة إنسانية داخلية وليست ترفاً جمالياً, وهو ضرورة حياتية سواء أكان بالكلمة أم بالوتر أم باللون أم بأي طريقة فنية يجد الفنان أنها أداته المفضلة للتعبير عن مشاعره وأحاسيسه، فمن خلال اللوحة وإمكاناتها التعبيرية وتفاصيلها، يحضر التأمل والتفكر والكشف عن الوجدان، وأحياناً أرغب بإيجاد صدمة للمتلقي، تحرك لديه المياه الساكنة.
جرب الفنان عدة مدارس فنية بدءاً من الواقعية, التجريدية, الانطباعية, التعبيرية الرمزية, واستقر في أسلوبه الانطباعي الأكثر قرباً لأعماله الفنية والاحتفاظ بالهوية السورية، فتجد في أعماله نوعاً من الحركة أو الإيحاء الحركي للعناصر بشكل دوران للخطوط, ومساحات للألوان تعتمد على عفوية اللمسة وقوة التعبير. وبتنوع مناهله الفنية وفضاءاته البصرية، كان منصور كثير التنوع في استخدام تقنيات مختلفة، فهو المؤمن بنبل الألوان الزيتية, الغواش, المائية واستخدم الإكريليك والباستيل ورسم الكثير من الكروكيات بالرصاص والأحبار المختلفة.
الفنان التشكيلي فداء منصور من مواليد مدينة جبلة 1977, خريج كلية الفنون الجميلة بدمشق عام 1999 اختصاص تصوير, دراسات العليا2001, يعمل مدرساً في معهد الفنون التطبيقية بدمشق منذ عام 2004 وحتى الآن وله العديد من المشاركات في معارض جماعية داخل سورية, وأعماله مقتناة من قبل دول عربية متفرقة.

عالمي...
المغنى حياة الروح.. معرض لحلمي التوني تراه وتسمعه
عشقه للموسيقا العربية وتقاسيمها يدفعه ليمسك بفرشاته في حالة من التجلي، محلقاً بين تخوم الفن التشكيلي وعوالمه اللونية والسلالم الموسيقية، و بين الاثنين تولد لوحات تنطق بأروع الألحان، تزاوج بين كلمات أشهر الأغاني المصرية التراثية مثل جفنه علم الغزل للموسيقار محمد عبد الوهاب، ورائعة الأطلال لكوكب الشرق أم كلثوم.
في معرضه الحالي يأخذنا الفنان التشكيلي المصري حلمي التوني، ما بين 44 لوحة زيتية تحتضنها قاعة بيكاسو بالزمالك، تنقلنا ما بين ألحانها الطربية البارزة في خلفية اللوحات تشدو بالكلمات المخطوطة بعناية، تجاور الشخصيات وتحاكيها، وكأنها دعوة لزمن الفن الجميل ومصر في عصرها الذهبي وألقها الفني، إذ يميل التوني إلى الذهاب بتعبيرية لوحاته إلى الفن الشعبي، حيث يعبر عن مكنون نفسه بالكلمات إلى جانب ضربات الفرشاة المستعرة، عاكساً خطوطاً إيقاعية متناغمة تكشف لنا عن اشتياقه وولعه بالتراث المصري الذي وارته العولمة وسحقته، ونفخ فيه الفنان الروح من جديد, وفي أحد أركان المعرض لوحة لـ3 نساء مصريات مع لوحة الفنان الكبير محمود سعيد الشهيرة بنات بحري مستوحية رمزية الملاية اللف واليشمك على إيقاع أغنية تلات سلامات بشكل عام، يحتفي التوني في معرضه بالمرأة المصرية مبرزاً تفاصيلها الساحرة محكماً العلاقات التشكيلية ما بين التفاصيل المكحلة, والكردان والخلخال، والصيغة التي تنصهر فتبدو جلية مدلولاتها البصرية, بالإضافة إلى الأغاني الشعبية المخطوطة بجانبها، يعترف التوني دائماً بأنه مصاب بداء الطرب الشعبي الراحل محمد عبد المطلب، تلك الأغاني الطربية التي تصل بالمستمع لحد السلطنة، هكذا أخذ التوني على عاتقه أن تحمل لوحاته بتدريجاتها اللونية رسالة مفعمة بالبهجة والسلطنة البصرية، وهو ما يتجلى في لوحة الأطلال للسيدة أم كلثوم، خلق التوني تياره الفني الخاص، وإن كان متكئاً على الاتجاه التعبيري، حيث تفصح الأشكال والأحجام والألوان والظلال عن المشاعر الفنية المعتملة داخل الفنان، وينقلها عبر قوالب وأيقونات ورموز تظهر في لوحاته أما بالنسبة للألوان، فهو يتشابه مع هنري ماتيس في بساطة استخدام الألوان، فغالبية الألوان غير مخلوطة، ألوان صريحة واضحة معبرة بقوة, وينطلق التوني من التعبيرية باتجاه النزعة الرومانسية حيث يلعب التوني على تيمة التناغم بين الألحان المطبوعة في ذاكرة المتلقي والرموز الفولكلورية الضاربة في جذور التراث الشعبي المصري, مستخدماً تقنية البعد الثالث بوجوه شاخصة إلى الفراغ بنظرة مبهمة لكنها تأخذك إلى عالمها في كل لوحة يصدح التوني بألحانه عبر فرشاته التي تلمس مضمون الأغنية بإيحاءات تعبيرية، داعياً متلقيه إلى البهجة والتفاؤل في ظل حالة التشاؤم التي تعم في أنحاء العالم.