حمص..شعر : توفيق أحمد

حمص..شعر : توفيق أحمد

شاعرات وشعراء

الجمعة، ٢٧ فبراير ٢٠١٥

لحمصَ العديّةِ أرخى الزمانُ قناديلهُ
وأغارَ على الظلمة الفاحمَهْ
تفاصيلُها وجعٌ دائمٌ وانتظارْ
يهزُّ غمامَ دمي
في زمان الهجير المحِّتمْ
لحمصَ معاجمُ تختصرُ المفردات :
على زند تدمرَ وشمٌ
يعود إلى زمنٍ غابرٍ
ويقود إلى رايةٍ قادمهْ
يرش ُّ نبيذاً وقمحاً على صدر روما
ويفتحُ نافذةً للحوارْ
حمصُ تعرفُ أن يديها مبللتانِ
بحبرِ الغبارْ
ولكنها تحملُ الشمس مروحةً
تكنسُ الليلَ عن جفن أيامنا النائمهْ
وترمي صداها بصوت المنادي
وتلبسُ إسوارها من دموع السبايا
ورمل البوادي
 وتنسجُ من "صَدَدٍ" خيمةً للحدادِ
أيها الغابرُ العابرُ اغتسلْ
بنهرٍ من الوجد لم يكتملْ
بمرايا الحضارة في باب تدمرَ
وارفَعْ على الأرض صخرتَكَ الجاثمهْ
وقدّم على طبقٍ من رضاب الحروفِ
هديةَ ما شئتَ للمتنبي
وإِنْ عسلاً كان أو علقماً
يجعلُ الرفضَ محتملاً في الخيارْ
هنا خالدٌ دقَّ أوتادهُ
في ضلوع القرى
امتشق الفجر من غمده الجاهليّ
بصحو القصيدةِ والنزق المتشظّي
وراء الرويّ ْ
بصوت المؤذّنِ يتلو بمسجدهِ
سورةَ الفتح بعد الكرى
وهشيم انتظارٍ
يبشر جِلْدَ السكينةِ بالانفطارْ
هنا خالدٌ يا تُرى
ما الذي يجعل الوردَ يختارُ للريحِ ألوانَهُ
هنا خالدٌ أَرْكَزَ الرُّمحَ ملتمِساً فرصةً
لانطلاقٍ جديدٍ
تُحدِّدُ أكفانَنا والقبورْ
هنا خالدٌ بشفيف التأنّي
بنى قبةً للنسورْ
تدور الليالي تدورُ تدورْ
تدورُ علينا ندورُ ونرفضُ هذا الحنينَ
الذي لا يفيضُ لظىً شامتاً
 في الصدورْ
وحمصُ العديّةُ تكبر في كل ّ برجٍ
ثمانينَ برجاً
على شفقِ امرأةٍ يرتمي صدرها
ومن كل زنبقةٍ تتناسلُ ألفاً
وتُنجبُ نحلاً
 وتزرعُ نخلاً
وتبني جسورْ
هي الآن تُمسكُ بالوقتِ كي لا يطيرْ
وتُلقي الرماحَ لفرسانها
في زمان انتهاكِ الثغورْ
هي الآن تُمسكُ بالوقتِ كي لا يطيرْ
تطيرُ به نحو جُلجلةِ الشامتينَ
وفلسفةِ العشق في كل قطرةِ ماءٍ
يفيضُ بها النهرُ رغم الجفافْ
براحتها وردةٌ لا تخافْ
بمقلتها ألف شمسٍ
توزع دفئاً على ياسمين الضفافْ
يموتُ على صدرها ابنُ رغبانَ
ديكاً من الجن ِّ
في ريشهِ خاتمٌ من بَخُورْ
 ألا يا بنَ رغبانَ
قُم واتْلُ سُورةَ وردٍ
على كل ِّ من في القبورْ
ورش َّ على البيدِ رملاً
من الحقد والشك ِّ
سافِرْ بوردٍ إلى كل حَدْبٍ وصوْبٍ
وعُدْ نحوها
شاهداً لم يجِدْ طيفَ قاتِلِهِ
في العَراءْ
أتيناكَ نحملُ أوجاعنا المقمراتِ
كأنّا على دَرَجِ الوقتِ موتى
فحدِّدْ لنا موعداً للنشورْ
وحمصُ التي لم يزل وعدُها قابلاً
لانفجارٍ جميلٍ
تُعلمني سُورةَ الحب ِّ والاشتياقِ
لكل ِّ الذينَ أذوبُ بأنّاتهمْ
زبداً دائماً من حبورْ