“ذاكرة اللواء” دراسات عن نتاج الشاعر الراحل سليمان العيسى

“ذاكرة اللواء” دراسات عن نتاج الشاعر الراحل سليمان العيسى

شاعرات وشعراء

الأربعاء، ١٧ ديسمبر ٢٠١٤

“ذاكرة اللواء” كتاب جديد للدكتورة ملكة أبيض يضم مجموعة من الدراسات التي تابعت فيها المؤلفة كتاباتها عن نتاج زوجها الراحل الشاعر سليمان العيسى تتمة لكتابها الأول “سليمان العيسى في لمحات الذي صدر قبل خمسة أعوام.

ويضم الكتاب الصادر عن اتحاد الكتاب العرب خمس عشرة دراسة قدمت الدكتورة ملكة فيها بعض كتب الشاعر الراحل أو عرفت بها والتي تحمل عناوين .. النعيرية قريتي – كتاب اللواء-أغنية في جزيرة السندباد- كي أبقى مع الكلمة- إضافة إلى كتاب السفر الجميل.. الذي جمعت فيه مختارات من أعماله الأخيرة قبل طباعتها كاملة.

كما ناقشت المؤلفة في بعض الكتب موضوعات بارزة في نتاج العيسى كالتراث والمسرح الغنائي للأطفال والمسرح الشعري للكبار وأدب الرحلة وتوقفت عند كتابات الشاعر النثرية وعمله بمشاركة زوجته في تعريب قصص الأطفال الأجنبية ومسرحياتهم وعرضت دراسات متميزة لبعض النقاد كما ألقت الضوء على جانب الحداثة في أعمال العيسى الأخيرة للكبار والأطفال.

وقالت الدكتورة أبيض في مقدمة الكتاب أن العيسى في أواخر حياته لم يكن بحالة صحية تساعده على التفاعل مع الأحداث الأخيرة مشيرة إلى أنه مر بنكبات كثيرة منذ الطفولة وكان أقساها بالنسبة إليه كارثة حزيران 1967 التي أحدثت نقلة نوعية في عطائه فكتب للصغار أناشيد وقصصا ومسرحيات ومسلسلات والتفت إلى ذاته.

وعمل الشاعر الراحل على تحديد منطلقات نظرية تؤطر لعطائه شديد الغنى والتنوع كما تقول المؤلفة فوضع هذه المنطلقات مقدمة لأعماله الشعرية التي صدرت طبعتها الأولى عام 1980 في ثلاثة مجلدات تحت عنوان “قطرات ضوء على الطريق”ينطلق فيها من دور الشعر ووظيفته فيما يتعلق بالقضية التي يحملها الشاعر لما يكتبه.. فالشعر فيه كلمة مجنحة تمثل قمة كفاح الإنسانية لكي تحقق ذاتها.

وفي طليعة قطرات الضوء يردد الشاعر هذه العبارات معرفا بها نفسه..

“أنا خلية في جسد تبحث عن ملايين الخلايا من أخواتها وتكافح بلا هواده لكي يتحرك الجسد وتتفتح الحياة”.

ويريد الشاعر من الكلمة الشاعرة أن تكون أداة ووسيلة للدفاع عن قضية أمته التي تعاني من التخلف والتمزق المتزايد ومن هذه القضية ينطلق حلم العيسى والجماهير العربية في التحرر والوحدة وتتفرع مسائل عدة كالالتزام والقومية والإنسانية والجمهور والعروبة والماضي والمستقبل وتجديد الأمة والمقاومة والصمود ومظاهر التردد والاستسلام.

وعلى الغلاف الأخير للكتاب الذي يقع في 265 صفحة اختارت المؤلفة كلمات للشاعر الراحل يقول فيها:

“الحلم الضخم الذي عشت من أجله ومازلت أعيش هو أن تكون لي دولة عربية كبرى قادرة على أن تحمي أطفالي فلا يقتلعهم من يشاء ساعة يشاء من بيوتهم
ويلقي بهم إلى أي مصير أسود يتلقفهم في الطريق”.

أنا إنسان عربي أرى نفسه يقتلع من داره.. من تحت شجرة التوت في قريته ..يحرم لغته وتراثه وأرضه وقريته فجأة ..ويلقى به في الغربة طفلا مشردا منذ أكثر من ثلاثين عاما .. لماذا”.

يذكر أن كتاب “ذاكرة اللواء” يحمل الرقم 4 في سلسلة الدراسات ضمن منشورات اتحاد الكتاب العرب بدمشق ..الإخراج الفني لوفاء الساطي وتصميم الغلاف لميسم حسن.