أمسية لشعراء من ثلاثة أجيال تحتفي بصمود الوطن في ثقافي أبو رمانة

أمسية لشعراء من ثلاثة أجيال تحتفي بصمود الوطن في ثقافي أبو رمانة

شاعرات وشعراء

الاثنين، ١٥ ديسمبر ٢٠١٤

أمسية شعرية لشعراء من ثلاثة أجيال أحياها الدكتور جابر سلمان وبديع صقور وريم معروف أقامها المركز الثقافي في أبو رمانة مساء أمس حفلت بقصائد وطنية عكست آلام المشاركين إزاء الأزمة التي أثقلت الشعب السوري طوال سنوات ثلاث فضلا عن قصائد وجدانية.

11

وألقى الشاعر الدكتور جابر سلمان قصيدة بعنوان “وطن الخلود” عبر فيها عن حبه لسورية وعن صمود الشعب السوري لما يتعرض له من مؤامرات معتبراً أن الوطن متماسك بمبادئ تاريخية وذلك بأسلوب شعري ارتكز على بحور الخليل وتفعيلات مجزوء الكامل الذي توافق مع حرف الروي الباء والعاطفة المتدفقة فقال..
وطني أبي وإليه انتسب ودمشق أمي والهوى حلب
سحر الطبيعة في مرابعه والعزة القعساء والقصب
والجدول الرقراق منسدل يوحي إليك الشعر أو يهب

كما ألقى سلمان قصيدة غزلية بعنوان “فاتنة” جاءت أيضاً على مجزوء الكامل مع اختلاف حرف الروي بسبب اختلاف الموضوع لأن حرف الحاء يتلاءم مع الغزل والطبيعة والكون فقال..
الحسن يرقص في أعطافها مرحـا والنور يمتح من أهدابها فرحا
تزيل كل هموم الأرض إن نظرت وهي التي كل هم عندها انشرحا

13

وقدمت الشاعرة الإعلامية ريم معروف قصيدة بعنوان “يا موطني” رأت خلالها أن الوطن أسمى وأغلى من كل شيء فوشت تعابيرها بالفراشات والأغاني ورشت عليها من عبير الطفولة محاولة أن تكمل بنيان القصيدة على أساس العاطفة والحب والانتماء فقالت .. يا موطني .. ما عدت أخشى الموت .. خذني بين جفني ضفتين فراشة أو أغنية لي صرخة ردة صداها غيمة .. شتت على قبر الطفولة أدمعاً .. ودماً على قبر لأم غافية.

وقرأت معروف قصيدة بعنوان “مساويك العشق” محاولة أن تجمع بين الحب والفلسفة بأسلوب هادئ قريب من الصوفية والالتزام بالعاطفة والموسيقا حيث قالت .. قالوا..تصلي في القصيد طقوسها قلت القصيدة في الصلا محرابي لي عالم بدم التراب دفنته ورضيت نقد الصــد والأصحاب

14

وجاءت قصيدة الشاعر بديع صقور بعنوان “أبانا الذي على قيد غياب” بشكل نثري يرتقي إلى مستوى الشعر ويحمل المأساة التي يعيشها السوريون بأبعادها حيث عوض عن الموسيقى بالدلالات العفوية وبالرموز التي ساهمت في تكوين النسيج الشعري وارتقاء الصورة ليقول .. أبانا الذي في الطين .. لنا بيت على شكل تابوت ولهم بين على شكل قبر لنا سماء على شاكلة امرأة تغازل نجماً .. ولهم كهف على شاكلة سيف.

ويرفض في قصيدته الثانية “على هزيع موت أقص عليك” أشكال الحرب والموت لأن الشعب السوري هو عنوان الحضارة وعنوان المحبة وجمال التاريخ فقال:
في هزيع الحرب الأخيرة .. رأيت على ثغر الصباح .. ما يشبه ابتسامة يابسة .. رأيت حقولاً من قبور .. وأمهات يحملن أعواد آس .. رأيت ضفافاً تحترق .. ناراً تطال كل الأجنحة.

12

إن القصائد التي قدمها الشعراء الثلاثة جاءت متباينة ومختلفة بالأسلوب فشكلت لوحة فنية قوامها شعر الشطرين والتفعيلة والنثر إلا أنها التقت قاطبة على محور الألم والأمل وغالباً كانت تحلق في فضاء الشعر لتخوض تعب المسافات وتصل إلى حب الوطن.

محمد الخضر