الشاعرة نيروز الجبيلي: بالحب نتوحد جميعا لعشق وحماية بلدنا العظيم

الشاعرة نيروز الجبيلي: بالحب نتوحد جميعا لعشق وحماية بلدنا العظيم

شاعرات وشعراء

الاثنين، ١٧ نوفمبر ٢٠١٤

الشاعرة نيروز الجبيلي تكتب الشعر الحديث بأسلوب نثري تحاول أن تتجاوز خلاله المكان والبيئة مستخدمة العاطفة والاشواق والطبيعة ولاسيما في مقدماتها الشعرية المميزة .

وفي حديثها لـ سانا الثقافية قالت الجبيلي: إن الفكر أهم مقومات القصيدة فهو نواتها الداخلية التي أثمرها الواقع فلا قصيدة جميلة بحالة شعرية فقط من دون فكر, ولا أفكار مهمة دون صياغة وحالة شعرية تترجمها إلى قصيدة.

وأضافت الجبيلي ان القصيدة الحديثة تعبر عن فكر أولا وعن حالة ثانيا فما نحمل من أفكار في اللاوعي الشعري لنا يفرغ في حالات شعرية لذلك نرى أحيانا تدخل أفكارنا السياسية في قصيدة عاطفية أو العكس موضحة أن ما نحمله من افكار تنهمر في أشعارنا جميعا بطرق حديثة أو قديمة لذلك.

وعرفت الجبيلي المقدمة الشعرية بأنها موجة ورياح تحرك سكون مراكبنا الشعرية و لا أعتقد أن المقدمة الشعرية لها علاقة بالحداثة إنما هي الفكرة المكثفة التي تداهمنا في الشعر والبوابة إلى القصيدة ودخول حالة التمازج في عناصر الموضوع فهي أول المشاعر الشعرية للقصيدة.

لا شك أن الموسيقا الشعرية بحسب ما اوضحته الجبيلي هي عنصر مهم يتوج ملكة الشعر شرط ألا يصبح هدفا بحد ذاته لتصبح القصيدة موسيقا خاوية من أي أفكار أو مشاعر وبالمقابل يمكن التخفيف قليلا من الموسيقا الشعرية أو الإيقاع الموسيقي مقابل وجود أفكار وصور شعرية معبرة تستطيع أن تجذب القارئ وتوصل الفكرة المطلوبة إليه بأسلوب وكلمات تحمله الى المكان والمشاعر التي تريد التعبير عنها.

وعن الفرق بين النص الحديث النثري والموزون قالت الجبيلي أنا لا أرى أن هناك فرقا بين الاثنين في الجوهر وانما الفرق الوحيد بينهما يكمن في الشكل وأسلوب تقديم الفكرة والمشاعر و كل شاعر أو كاتب يختار اسلوبه وطريقته في ايصال أفكاره حيث قد يلجأ البعض للقصائد والشعر بأنواعها بينما يعبر البعض الاخر عن أفكاره من خلال قصة قصيرة أو رواية و المهم هو القدرة على إيصال المشاعر والأفكار بصدق وبأكبر قدر ممكن من الاحساس بين الكاتب والمتلقي.

وترى الجبيلي ان مستقبل الحضور الشعري هو للشعر الحديث البسيط الذي لا يحتاج في معظم الحالات الى القواميس للتفسير والشرح فالجمل المركبة في النصوص القديمة جميلة لكنها صعبة على جيل استسهل كل شيء حتى المشاعر فلا تعتبر ان الوقوف على اطلال الماضي أو الحنين له يسير في جيل الحداثة.

وعن تأثير الأزمة على شعرها بينت الشاعرة ان هذه الأزمة التي نعيشها أثرت على داخلنا جميعا فشوهت نظرتنا لبعضنا أولا ثم للواقع فتدافعنا لتخرج قباحتنا وتشوه واقعاُ جميلاً كنا نعيشه وكنا نرى أنفسنا أشخاصاً حضاريين مثقفين محملين بإنسانية رائعة لنكتشف أن بيننا تخلف أودى بعلاقاتنا وجعلنا نشتاق الى الفضيلة والمحبة التي كانت تربط أواصرها مجتمعاتنا وتجعلها قوية .

وتابعت انه عندما يغتصب الحق و العيش المشترك بالقتل والتنكيل و الأحلام بالكوابيس ويغتصب الحب بالكره وتنهار كل أشكال الثقافة ونتعرى أمام كل القيم الوطنية والاجتماعية والأخلاقية فإما أن نستر عرينا بالشعر والحب والموسيقا وننتفض أمام كل ما يفرقنا يداً بيد مع الحفاظ على اختلافنا وليس خلافنا أو نغرق في مستنقع أبدي من الوحل والظلام مشيرة الى ان هذه الازمة اثرت ليس على الشعر فقط بل على إنسانيتنا ومشاعرنا.

وأوضحت الجبيلي ان الشعر نتاج فكر وواقع ومشاعر ولا يمكن أن يكون حياديا وان الحب والشعر والموسيقا لا دين لهم ويجب البحث عن ما يرتقي بنا ويجمعنا بالأشياء الجميلة والأحلام الملونة أمام السواد.

وعن شعر الشباب قالت الجبيلي: أراه جميلاً يحمل أحلامهم وأفكارهم وتطلعاتهم داعية الشباب الى الابتعاد عن كل ما هو ليس جميلا وان يرسموا الغد بالأحلام التي تشبه سورية فقط وانه بالموسيقا تتوحد الأديان وبالرقص تتوحد الثقافات و بالرسم تتوحد الصخور والجبال والأشجار والاختلافات وبالحب نتوحد جميعا لعشق هذا البلد فقط بالحب نبني الأمل جميعنا موجوع ومفجوع فلتوحدنا المصيبة لنرتقي بآلامنا من أجل سورية.