كتاب "الأزمات الاقتصادية العالمية" لإيفلين المصطفى

كتاب "الأزمات الاقتصادية العالمية" لإيفلين المصطفى

ثقافة

الثلاثاء، ٢١ أكتوبر ٢٠١٤

في كتابها "الأزمات الاقتصادية العالمية.. كيف حاول الآخرون حل مشاكلهم" الصادر مؤخراً عن دار رسلان للطباعة والنشر؛ تنطلق إيفلين المصطفى في بحثها من خلال أزمات اقتصادية عصفت ببلدان عدة؛ خصوصاً في ظلّ الأزمة التي تعيشها سورية والتي انعكست ظلالها على الجانب الاقتصادي مسببة حدوث أزمات اقتصادية توازي أهميتها الأزمة السياسية التي تمر بها البلد، نقرأ  "الأمر الذي دفعني للبحث أكثر والتعمق في سراديب الماضي، وبشكل خاص في الأزمات الاقتصادية التي أصيب بها عدد من الدول العربية والغربية، والحلول التي تم اتخاذها كل حسب حالته، ولمعرفة صواب تلك الحلول أو فشلها".. وتضيف "ولأن كل أزمة تعلمنا درساً مفيداً، وددت أن أدون هذه الأزمات بانتباه وأن أشير إلى بعض الحالات، التي كانت شبيهة بالمشهد الاقتصادي السوري، ما يتيح مجالاً للنقاش عما حدث في العالم، وفرصةً لأن  يُكّون كل قارئ لهذه الأزمات خبرةً كافية تساعده في إبداء الرأي والتصور لآلية معالجة الأزمات اقتصادية، إضافة لكونها تمنح الصحفي خبرة معرفية تفيده في طرح الأسئلة وإغناء النقاشات مع المسؤولين سواء السياسيين أو الاقتصاديين". ويتضمن الكتاب الذي أقيم حفل توقيعه في المركز الثقافي بأبو رمانة الثلاثاء الماضي بالتعاون مع دار رسلان للطباعة والنشر؛ مواضيع مثل "عيوب اقتصادات المنطقة العربية بكاميرا غربية"، "كيف فقدت تسع دول سيطرتها على التضخم ؟"، "الوضع الاقتصادي للشرق الأوسط خلال الحرب العالمية الثانية"، "الأزمة الاقتصادية الأرجنتينية الأسباب والمعالجات"، "التاريخ يكرر نفسه... أزمة لبنان الاقتصادية في الثمانينات صورة مقربة عن الأزمة السورية في الألفية الثانية"، "تجربة تخفيض قيمة العملة في كوريا الشمالية... تنتهي بإعدام المسؤول المالي"، "تجربة العراق ...تجربة تستحق البحث"، "هل تتجنب سورية أسباب فشل مشاريع إعادة الإعمار في العراق؟؟"، "آثار تطبيق سيناريو التقسيم السياسي للبلد الواحد على الاقتصاد (تشيكوسلوفاكيا نموذجاً)".. وتحت عنوان "في أيسلندا ثورة نجحت .. يجب أن تسمع بها" نقرأ : "كثيراً ما بهرت الفوارق في خطوة التنمية الاقتصادية المؤرخين وعلماء الاجتماع، بعض النظريات شددت على المناخ مشيرة إلى أنّ جميع الدول المتقدمة تقع في منطقة معتدلة المناخ من الأرض، وأشار البعض الآخر إلى الأخلاق، والعادات، والثقافة أو الدين كعامل رئيسي، وآخرون جادلوا بأنّ الأمم تبدأ في السقوط حين تصبح بنيتها هشة، وتقوم مجموعات المصالح والفئات المتحكمة بمنع التغيير الاقتصادي.. لاشك أنّ في كل واحدة من هذه النظريات قدراً من الصحة في زمان ومكان معينين، لكنها لا تصلح لتفسير مجمل التطور الاقتصادي، فنظرية الأخلاق لا تفسر سبب ظهور مهد الحضارة في اليونان والشرق في حين كان الأوروبيون المسيطرون الآن يعيشون في الكهوف.. وعن عيوب اقتصاداتنا العربية نقرأ: "منذ خمسين عاماً كانت منطقة الشرق الأوسط العربية، من أكثر المناطق ديناميكية على الكرة الأرضية، وكانت دول مثل مصر والعراق وسورية، في طور تحول جذري وإعادة بعث أنفسهم كجمهوريات وبدؤوا بمسيرة تصنيع واعدة. واليوم فإنه من الصعب التخيل أنّ حكومة مثل مصر، كانت في الماضي نداً لحكومة نيودلهي وكان لهم دور قيادي جيو سياسي يلعبانه في حركة عدم الانحياز. وعلى كل حال، فإنّ تقارير التنمية البشرية العربية، تؤكد أنّ مستوى التنمية البشرية العربية يذوي ليس فقط مقارنة بالدول الأوروبية، بل أيضاً بالمقارنة مع دول نامية مثل مناطق شرق آسيا وأميركا اللاتينية. ما تريد إيفلين قوله من خلال مجمل أبحاث الكتاب  هو "أنّ لكل بلد ظروفه الخاصة التي تلائم تكوينه لتحقيق نهضة اقتصادية، لكن تبقى المبادئ الصحيحة، صحيحة في كل زمان ومكان، ويبقى المبدأ القائل ما بُني على باطل فهو باطل، مبدأ له تأثيره في الشأن الاقتصادي".