قراءة في الشعر العربي ومشاركات لشعراء في المنتدى العراقي

قراءة في الشعر العربي ومشاركات لشعراء في المنتدى العراقي

شاعرات وشعراء

الأحد، ١٩ أكتوبر ٢٠١٤

أقام المنتدى العراقي في العفيف نشاطا ثقافياً تضمن ندوة أدبية تحدث فيها الباحث محمد مروان مراد عن مجموعة من القصائد العربية الشهيرة التي تضمنت مواضيع عاطفية ذات بعد نفسي وتاريخي إضافة إلى مشاركات شعرية قدم فيها الشاعر سمير بدرة والشاعرة أسيل الأزعط بعض نتاجاتهم.

وفي محاضرته سلط محمد مروان مراد الضوء على نمط معين من القصائد الأدبية التي حملت قصاً شعرياً ترك أثراً إنسانيا وبعدا معنوياً في التاريخ فذكر الأسباب التي دفعت دوقلة المنبجي لكتابة قصيدته وهي حبه للأميرة التي أرادت أن تتزوج من صاحب أجمل قصيدة تكتب فيها وفي طريقه إليها كان دوقلة المنبجي قد التقى رجلاً فقتله وأخذ القصيدة وذهب إلى الأميرة وعندما سمعت القصيدة أدركت بحدسها أنه قاتل دوقلة مستشهدا بابيات من القصيدة.. هل بالطول لسائل رد .. أم هل لها بتكلم عهد درس الجديد جديد معهدها .. فكأنما هي ريطة جرد كما شرح الأسباب التي دفعت ابن زريق البغدادي لكتابة قصيدته “لا تعذليه فإن العذل يولعه” وهي أنه قطع مسافات بعيدة حتى يمدح الأمير ويأخذ بعض المال من أجل زوجته وأولاده إلا أن الأمير مزح معه وأخر عليه ما كان ينوي إعطاءه اياه فكتب قصيدته
ومات قهراً ومن القصيدة التي قال فيها ..

لا تعذليه فإن العذل يولعه .. قد قلت حقاً ولكن ليس يسمعه

جاوزت في نصحه أضر به .. من حيث قدرت أن النصح ينفعه

كما عرض مراد عدداً من القصائد الأخرى التي تناولت الغزل والحب والهيام كقصيدة مجنون ليلي وغيرها حيث اعتمد في دراسته على العرض البسيط وقراءة بعض النصوص دون أن يتعرض إلى منهج ونقد واستقراء فجاءت القراءة عادية لا تحمل من الفائدة إلا ما عرفناه عن تلك القصائد عبر كتب التاريخ ..

وألقى الشاعر سمير بدرة بعض نصوصه الشعرية التي غلب عليها طابع الغزل إضافة إلى أسلوب القص الشعري معتمداً على قصيدة الشطرين التي تنتمي إلى موسيقا الخليل فكانت قصيدة الصدفة الغزلية على البحر البسيط التي تأثر بألفاظها بالشعر العربي القديم وبوسائله التعبيرية مشبها المرأة بالبقرة الوحشية عندما تذهب إلى المرعى فيقول ..

كان الصبح ندياً عندما خطرت .. سير المهاة إذا جاءت مراعيها

دعجاء تثمل من ريح الصبا إذا .. هبت نسائمه شوقاً إلى فيها

كما ألقى قصيدة بعنوان الطموح وصف فيها شموخ المرأة وعزة نفسها وذلك في فاتحة قصة شعرية اجتماعية ارتكز فيها على أمواج البحر الكامل وقافية الدال التي تلاءمت مع اندفاع الطرح وما يريده من معنى يقول ..

دخلت مغاضبة تثور وتزبد .. وبرغم أنفك طارق ومبعد

عزمت على ترك الخليل بقوة .. بعزيمة لا تستكين وتبرد

وقرأت الشاعرة أسيل الأزعط قصيدة بعنوان بوح العيون استخدمت فيها الوصف الذي امتزج بالعنفوان بسبب الباء المطلقة التي استخدمتها لحرف الروي مما خفف من العاطفة لصالح الخطابة والمباشرة مع الالتزام بالموسيقا التي تمكنت منها وأعطت حالة فنية للنص تقول ..

توارى طيفك المكنون حتى… تبدي طلعة تحكي الشهابا

أسائل مقلتي والنفس سكرى … بحسن قد بدا قمرا مهابا

فدتك النفس كم أضنيت قلبا … به الأشواق تكتنف السحابا