في العالم السفلي.. مجموعة قصصية للأديبة غادة اليوسف في ثقافي بانياس

في العالم السفلي.. مجموعة قصصية للأديبة غادة اليوسف في ثقافي بانياس

ثقافة

الأحد، ١٩ أكتوبر ٢٠١٤

قالت الأديبة غادة اليوسف إن مجموعتها القصصية التي تحمل عنوان في العالم السفلي والتي تم تقديم عرض لها ضمن فعاليات الملتقى الأدبي في ثقافي بانياس هي عبارة عن صور من الواقع ومرايا تعكس ماجاء وماكان وقد كتبتها منذ سنوات وهي الآن ترى ثمارها الشوكية المرة وهذه النتيجة تكفيها رغم الوجع والمعاناة.

وأضافت اليوسف لسانا الثقافية بأن مجموعتها هي تصوير لواقع ربما كان معاشاً من قبل وربما عاشه آخرون ليسوا منفصلين عنها فهي ترى نفسها غير منفصلة عن أي آخر لا في واقعها القريب ولا البعيد لكونها تؤمن بأنها ذرة في هذا النسيج الكوني المتماسك المتناسج المتفاعل هي وكل مخلوقات الأرض من أشواك وحصى وأشجار وأزهار وطيور ونجوم بمن فيهم البشر بكل الوانهم وايقاعاتهم.

ورأى القاص الناقد محمد عزوز أن هذا النوع من القصص الذي تكتبه الأديبة اليوسف مكتوب للقراءة المستمرة فهي قصص قصيرة جداً على الرغم من انها اطالت في بعضها أحياناً مثل فوق جثة الأقنعة وهي قصص يوحدها أسلوبها ومفرداتها وموضوعها الذي قد نلمس تقاطعات في بعض تفاصيله مجتمعة.

وأضاف أن موضوع القصص هو الهم الحياتي العام ولذلك كان من الطبيعي ان نتلمس اجواء البيت والطفولة والشارع والحديقة والمدرسة والسجن بسجانه وسجنائه واحداث فلسطين والعراق لكنها بكل تجرد قصص قصيرة وهذا الرابط لا يحولها الى عمل روائي وعناوين القصص فيه هي عناوين فصول في الرواية.

وأوضح أن الكاتبة اعتمدت على الأناقة اللغوية وهي ميزة إعادتنا برأيه الى جيل الرواد الذي كدنا ننسى دوره دون ان تغفل عن تجديد يتطلبه القص الأكثر حداثة.

وبدوره بين القاص جعفر نيوف أن الأديبة اليوسف أطلت على الملتقى بمجموعة قصصية متسلحة بعناوين وقصص لامست كل المشاعر الإنسانية حد الاختناق من هول الحدث واغرورقت عيون القارىء بالدمع موضحاً أن الكاتبة أدانت القمع والقهر بطريقتها مطالبة بعدالة اجتماعية تغزو جملها منابر الفقر والقهر والاضطهاد وتفسح مجالاً لإعادة النظر بما يسمى إنسانية تعري كل المتزلفين وأصحاب الشعارات الرنانة.

وأضاف نيوف أن الكاتبة اعتمدت في بعض اماكن قصصها على لغة شعرية وسرد جميل بلغة رصينة وصور شعرية نثرية لافتاً إلى أن اجمل القصص ضمن المجموعة هي /فوق جثة الاقبية/ التي تبين أن المرأة دخلت روح التمرد من الباب العريض فقررت أن تختار طريقها بنفسها رغم علمها بنتائجه الكارثية الاجتماعية ولكن الثمن هو الدفاع عن المظلومين والجياع والكرامة الإنسانية حيث تقول في الصفحة 16 منذ أن اختارت طريقها ادركت ان حريتها ليست مجانية بل دونها شوك الطريق وثمن اقله هذا الهجران الذي ترتجف في صقيعه.

أما سهام رقية من أصدقاء الملتقى فترى ان الكاتبة استطاعت الولوج في كوامن سحرية تهم الناس وتتحدث عن مصائبهم بحزن والم مقزز لما هم عليه من شحنات سلبية طغت على طاقات ايجابية بناءة في المجتمع حيث أن من يقرأ هذه القصص القصيرة يشعر بنفحة حنين إلى الطفولة.

وأشارت الى براعة الكاتبة في نقل المحسوس الى مرئي اختبأ بين سطورها المعجونة برائحة اللغة الذكية القادرة على توصيف الوجع والهموم وان زلت مفرداتها احيانا وانحرفت عن مسارها الصحيح فجاءت بلهجة عامية تبرز انين الشاعرة وجمال الطفولة.

وبينت أن قصة نتقن لغة الزيتون هي رؤية اخرى للعالم السفلي كان الشال محور القصة بألوانه الأربعة والمعلق على جدار متداع يرمز إلى انشقاق عالمنا العربي اما شجرة الزيتون المكسورة فهي فلسطين الجريحة وما لفها بالشال الا دليل على عودة الحياة اليها وسبيلها للتعافي.