قرقعة وضجيج للم شمل التحالف الأمريكي ضد "داعش" ولكن"الأب لا يحارب ابنه"!

قرقعة وضجيج للم شمل التحالف الأمريكي ضد "داعش" ولكن"الأب لا يحارب ابنه"!

أخبار عربية ودولية

الاثنين، ٢٢ سبتمبر ٢٠١٤

قرقعة في الأروقة ولا تصريح واضح.. الولايات المتحدة الأمريكية كعادتها لا تزال تناور بشأن دخول إيران في التحالف ضد "داعش".. وتنقل عن طهران أنها ترغب في إظهار بعض المرونة الأمريكية ومن بعدها ستفكر في الدخول بالتحالف، ويصدح الرد سريعاً من قلب طهران، وتنفي ربطها التعاون لمواجهة داعش مقابل مرونة الغرب حيال ملفها النووي.
ضجيجٌ يملأ المحافل الدولية لكن الحرب لا تشن بإذن من أحد ولا بتفويض كما قالت مندوبة الولايات المتحدة الأمريكية في مجلس الأمن، من أجل ضرب التنظيم في سوريا، في وقت حزمت الحكومة اللبنانية أمرها لمواجهة الإرهاب في عرسال، في وقت قتل فيه العشرات من "داعش" حاولوا اقتحام قضاء الدجيل جنوب تكريت بالعراق، ومع كل ذاك الضجيج عقدت تركيا صفقتها مع "داعش".. و"عين العرب" مقابل الرهائن!.
ومن على الحدود مع العدو الإسرائيلي.. تتوعد النصرة والعدو يطمئن ويقول: صحيح أن هناك غيوماً في الأفق، لكن نأمل ألا تصل إلينا!.
في هذا الوقت، تتحدث مصادر إعلامية، عن أنّ الحكومة البريطانية أكدت لواشنطن وعواصم موالية للغرب في الشرق الأوسط أن روسيا لن تسمح بسياسة "التهميش" التي اتبعها الغرب اتجاه موسكو فيما يتعلق بمحاربة الإرهاب، وإنما على هذه العواصم الاستعداد للرد الروسي الإيراني الذي لن يتأخر.
وكما نقلت العديد من مواقع الإعلام، فإنّ من المتوقع أن نشهد خطوات فعلية روسية ـ إيرانية لمكافحة إرهاب تنظيم "داعش" ومساندة الحكومة السورية في حربها ضد العصابات الإرهابية، هذا إذا ما تم الأخذ بعين الاعتبار القرار الدولي الصادر عن مجلس الأمن الذي دعا إلى محاربة كل من "داعش والنصرة" وأخواتها، بما يوفر مفاتيح التدخل لروسيا وإيران، خاصةً إذا طلبت دمشق منهما ذلك رسمياً، بالضبط بالطريقة نفسها التي استخدمتها الولايات المتحدة ومن معها للقرار الدولي في محاولة تحقيق ما فشلت في تحقيقه حتى الآن.
في هذا الوقت، تستمر السعودية في قيادة حملة "علاقات عامة" عبر إعلامها وبعض وسائل الإعلام الموالية للرياض من أجل محاولة تبرئة نفسها وإخفاء حقيقة تورطها في إطلاق وحوش عصابات الإرهاب في المنطقة بالتنسيق والتعاون مع الولايات المتحدة ودول أخرى في المنطقة، وصولاً إلى الأهداف المرسومة والمرجوة، وهنا لا بد من الوقوف عند نقطة مهمة جداً، تتعلق بالتسوية السياسية التي حصلت في اليمن خلال الساعات القليلة الماضية، والتي بالتأكيد ستؤدي إلى مزيد من القلق السعودي، الأمر الذي سيدفعها إلى خيارين لا ثالث لهما، الأول إما أن تدفع باتجاه تصعيد الأوضاع خصوصاً في الأزمة السورية، أو العكس، ستسعى إلى التهدئة.. الخيارات كلها مفتوحة.
ومع تسارع الأحداث الأمنية في المنطقة ككل،  يزداد الوضع تعقيداً وترشحاً لمزيد من التطورات المفاجئة، والتي من تسارع أحداثها لا تدع فرصة لأحد لإلتقاط خيوط المشهد، ولكن، الخيار الأكثر ترشيحاً وقبولاً لتحليل الأحداث الأخيرة، خاصةً ناحية التحالف الذي ستقوده واشنطن ضد "داعش"، يقول إنّ أمريكا لم تجد طوال السنوات الماضية مخرجاً أمام الحلفاء لإعادة التدخل في العراق، وتبرير العمل العسكري المباشر في سوريا، لكن ولادة "داعش" وغيرها وفر الدعم بالسلاح وفتح ممرات آمنة لتدفق المسلحين إلى كلا البلدين، وبالتالي أتاح ذلك للغرب وخاصة أمريكا هذه المرة أن تنفذ لإرادة القوى الفاعلة في العالم العربي، وأن تضيق هوة الخلافات مع الحلفاء الغربيين لتجمع تحالفاً دولياً يضم أكثر من 40 دولة، فهل يمكن أن يقضي الأب على ابنه؟!
بالطبع لا تنوي أمريكا القضاء على وليدها "داعش" على الأقل في الفترة الراهنة، ريثما تطبق على كامل مصالحها في المنطقة، ولكن، في هذا الوقت يبدو الحليف الروسي – الإيراني أكثر إصراراً في دعمه سوريا من ذي قبل، وخير دليل تصريح الرئيس الإيراني حسن روحاني:" إن إيران مازالت بلد أمن وثبات في المنطقة التي تتجاذبها الأزمات.. نحن سعداء جدا لأن الشعوب في المنطقة تدرك مؤامرات القوى الكبرى".