بيان | نداء للمثقفين العرب لمواجهة «الخطر الداهم»

بيان | نداء للمثقفين العرب لمواجهة «الخطر الداهم»

ثقافة

السبت، ٢٠ سبتمبر ٢٠١٤

أطلقت مجموعة من المثقفين العرب نداء إلى جميع المثقفين والمناضلين والناشطين في الحقل العام للتحرك وإطلاق أوسع حملة ضد الفكر الإرهابي التكفيري، وضد التعصب الديني والمذهبي، وضد استخدام الدين في العمل السياسي.
ودعا الموقعون، في نداء بعنوان «نحو ائتلاف عربي مناهض للفاشية الدينية»، جميع أبناء الاقطار العربية إلى «النضال من أجل بناء الدولة المدنية الوطنية الديموقراطية الحديثة التي تعتمد المواطنة وتصون الحريات الشخصية والعامة، وتحترم التعددية السياسية والثقافية والاجتماعية، وتجرم بث الأفكار العنصرية، والفاشية والتكفيرية. دولة تضع في أولوياتها التنمية المستندة إلى الانتاج، وإلى عدالة التوزيع، والقضاء على الفقر والتهميش. دولة تحرص على تطوير التعليم الوطني بكل مراحله، ولا تتخلى عن واجبها في تعزيز القدرات الدفاعية والتصدي للمخاطر التي تواجهنا جميعا، دولاً وشعوباً، ولا سيما في مشرقنا العربي، وفي مقدمها الخطر الصهيوني».
كذلك دعا الموقعون إلى «دعم القوى الرسمية والشعبية التي تقاتل بالفكر والسياسة والسلاح قوى الإرهاب التكفيري وداعميه، وإلى تأليف أوسع ائتلاف عربي لمناهضة الفاشية الدينية تحت شعار «الفاشية الدينية لن تمر، والموت لزارعي الموت في عالمنا العربي»».
النداء جاء عقب لقاء ضم مثقفين وأهل رأي من لبنان وسوريا ومصر والأردن عقد في بيروت ناقش خلاله الخطر الداهم الذي يهدد المشرق العربي. ولفت المجتمعون إلى أن «الخطر بات يهدد الأمة دولاً وشعوباً من المحيط إلى الخليج». وشدد المجتعون «الخطر الجديد يتطلع لمد اجرامه ليطول العالم بأسره. لا لبس في أهدافه، إنها تدمير الحضارة والاجتماع الإنساني، وحياة الدول والمجتمعات؛ يصرخ علنا: «بالذبح جئناكم»!».
وأشاروا إلى أنه «وحش الفاشية الدينية. نمط خاص من الفاشيات، تناظر وتواكب الفاشيات العنصرية والرجعية في العالمين العربي والغربي. إنها أدوات إضافية بيد الامبريالية وأتباعها في المنطقة، تستخدمها لادارة معاركها الراهنة والمستقبلية. أدوات يعوضها التراجع النسبي لقدراتها على خوض الحروب التقليدية التي استخدمتها وتستخدمها في إشاعة الفوضى المدمرة، وذلك بتفكيك دول المنطقة ومجتمعاتها، مشرقها خاصة، لفرض شرق أوسط جديد، منزوع الارادة والسيادة والموارد، خاضع كليا للاملاءات الاطلسية، ومتصالح مع وراضخ للكيان الصهيوني».
وشدد المجتعون على أن «هذه الظاهرة باتت تمثل خطراً داهماً ليس على الإنسان وحقوقه الانسانية فحسب، بل على الحق بالوجود، والحق بالحياة أيضاً، وخطراً على الهوية وعلى حرية الكلمة والحريات العامة، بما في ذلك الممارسة الدينية نفسها، وعلى الثقافة والتراث والآداب و الفنون، وصولاً إلى نمط العيش كما تشكًل خلال قرون. هذه الظاهرة وضعت الوطن العربي خارج التاريخ ومنطق العصر»، مؤكدين أن «مواجهة هذه الموجة المدمرة من الفاشية لا تحتمل التردد. باتت واجبة، وهي ممكنة، كونها مسؤولية القوى الحية والحريصة على المنجزات الحضارية، وعلى الحريات والاستقلال والوحدة والتقدم».