إعلانات سورية أيام زمان –3 – الفنادق وطرائف الإعلانات

إعلانات سورية أيام زمان –3 – الفنادق وطرائف الإعلانات

ثقافة

السبت، ٢٣ أغسطس ٢٠١٤

شمس الدين العجلاني
شُيد بدمشق على مرِّ العصور القديمة العديد من الخانات لتقوم بوظيفة الفنادق "الأوتيلات " في عصرنا الحالي، ومن ثم بدأت تظهر النُزل (فندق صغير محدود الخدمات والمساحة), ومع التطور الذي شهدته دمشق وازدياد الأعداد الكبيرة من زوارها وسائحيها من عرب وأجانب، وخاصة الملوك والرؤساء، بدأت الفنادق الحديثة على الطراز الأوروبي تنتشر بدمشق بشكل كبير, وكان أصحاب هذه الفنادق يسعون للصحف والمجلات للدعاية والإعلان عن فنادقهم باللغة العربية والإنكليزية, ومن هذه الفنادق وإعلاناتها :
فندق فكتوريا :
كان فندق فكتوريا أشهر فنادق دمشق، وأطلق عليه اسم فندق أو نزل أو أوتيل فكتوريا أو فندق بسراوي الكبير. أزيل الفندق نهائياً عام 1955م، حين شُيد في مكانه مبنى تجاري إسمنتي ضم مكاتب ومحلات كثيرة، هو بناء الحايك، الذي تم البدء في إشادته عام 1953 ككتلة إسمنتية غاية في القبح المعماري مكان أهم أبنية دمشق التاريخية والتراثية، وانتهى إشادة بناء الحايك في العام 1955.
ومن أقدم الدعايات لهذا الفندق التي نشرت في الصحف السورية دعاية تقول: "نزل فكتوريا دمشق الشام، إن نزل فكتوريا الطائر الصيت والمعروف عند الجميع بحسن موقعه بجوار دار الحكومة والقائم على ضفاف بردى والمشهور بجودته ونظافته، وقد اشتهر هذا الفندق بحسن بنائه الصحي والمتوفر فيه جميع أسباب الراحة والرفاهية، جيد المناخ، طلق الهواء"..
فندق أوريان :
فندق أوريان " الخوام " وهو من الفنادق العريقة والتاريخية بدمشق، شيد في ساحة الحجاز وافتتح يوم 12 آب عام 1934 م ولا يزال قائماً إلى الآن، ونشرت مجلة المضحك المبكي يوم 18 آب عام 1934م إعلاناً على صفحة كاملة عن الفندق تحت عنوان "افتتاح أوريان بالاس أوتيل أفخم فندق في أقدم مدينة" جاء في الإعلان: "يحتوي على 200 سرير وخمسة وثمانين حماماً, منها خمسة وسبعون حماماً خصوصياً, وجميع غرفه مجهزه بالتلفونات والمياه الجارية الحارة والباردة، والفرش الممتاز وصالوناته فسيحة لطيفة مؤثثة بأفخر الرياش وأغلاها, وشرفاته تطل على مناظر بديعة من بساتين دمشق وأكامها ومآذنها وآثارها.. ويجد فيه المسافرون غير ذلك داراً للسينما ومقهى (بار أميركي) ومحلاً للتزين وغرفاً للقراءة والتدخين "
وكان القيّمون على إدارة الفندق ينشرون تباعاً إعلانات ودعايات عن فندق أوريان بلاس وباللغة العربية والانكليزية.. ويشكل الفندق سجلاً لتاريخ سورية, حيث شهد العديد من الأحداث الهامة منها الاعتداء الفرنسي عليه حين قصفته فرنسا عام 1945م.
فندق سميراميس :
حين أفتتح فندق سميراميس القائم حتى الآن في ساحة فكتوريا ظهرت الدعايات في الصحف والمجلات تصف هذا الفندق: "هدية دمشق إلى العالم فندق سميراميس، ستة طوابق وحديقة سطح غناء وأربع مصاعد كهربائية و125 غرفة وراديو وهاتف في الغرف والحمامات، أوركسترا تعزف ليلاً نهاراً، مطعم شرقي وغربي مع إدارة سويسرية، الصالونات الواسعة مجهزة جميعها بمكيفات هواء"
فندق بلودان :
هو فندق بلودان الكبير الشهير والعريق الذي انشأ عام 1935 م ولم يزل قائماً حتى الآن.
افتتح الفندق يوم 10 تموز عام 1935، وقبل افتتاحه نشرت الصحف والمجلات السورية إعلانات عن هذا الفندق ومنها مجلة "المضحك المبكي" في عددها رقم 259 تاريخ 6تموز1935 أي قبل افتتاحه بأربعة أيام وورد في هذا الإعلان: "فندق بلودان الكبير، حيث تطردون عنكم حر الصيف الشديد ومشاق الحياة وهمومها وتتناسون بين الرياض الغناء والمياه الرقراقة العذبة والهواء العليل الصحي جميع أتعابكم وتنعموا أبصاركم بالمناظر الطبيعية الخلابة وتجدون في هذا الفندق الحديث جميع وسائل الراحة والتسلية وهدوء البال فإن فيه أربعة ملاعب تنس وبركة كبيرة للسباحة وهنالك على ارتفاع 1500 متر يقوم هذا الفندق الضخم مؤلف من 165 غرفة يجري في جميعها الماء الساخن والبارد وفيه 65 حماماً وجنائن واسعة ومتنزهات ووسائل عديدة للتسلية".
فنادق أخرى:
أقيم في دمشق عدد كبير من الفنادق في فتره الثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضي وما بعد, وخاصة في ساحة المرجة منها فندق سمير، فندق عماد، فندق الكرنك في ساحة المرجة، فندق السياحة، فندق البحرين في منطقة السنجقدار، فندق السفراء في شارع البرازيل فندق قاسيون في شارع التجهيز، فندق دمشق في سوق ساروجة – جوزة الحدباء، فندق بسمان في شارع رامي.. ولم يزل عدد من هذه الفنادق قائماً حتى الآن.
طرائف الإعلانات:
من طرائف الإعلانات التي نشرتها مجلة "المضحك المبكي" في عددها رقم 51 تاريخ 8 تشرين الثاني عام 1930 م، عن الدكتور سالمون، الإعلان كان تحت عنوان: "المنوم المغناطيسي الدكتور سالمون" وينص الإعلان على: "المنوم المغناطيسي الدكتور سالمون الذي استشارته الملوك والوزراء بواسطة وسيطه المسيو أميل وبقوة سحر عينيه يخترق قلوب الناس ويقرأ أفكارهم ويعلم ما يجول في خاطرهم، يقرأ الخطابات المقفلة التي بجيوبهم، يخبرهم عن أحوال الغائبين والتائهين، وعن أحوال التجارة والزواج والمحبة والسفر ونتائج القضايا... إلخ. سواء عن الماضي والحاضر أو المستقبل.
كل ذلك ببراهين علمية ثابتة شهد كتابياً بكفاءته وقوته المغفور له الزعيم زغلول باشا وكبار موظفي السراي الحكومية ورئيس الدولة السورية السابق والوزراء والعظماء والأطباء إلخ.... يقابل زائريه بمنزله في القصاع رقم 3 من الساعة 10 – 2 "
نوادر الإعلانات:
من أهم الإعلانات التي يجب التوقف عندها مطولاً هو إعلان يخص مهرجانات كانت تقام في مدينة دير الزور عام 1937م، فقد ظهر إعلان كتب باللغة العربية والإنكليزية عن مهرجان أعياد الربيع, والذي كان يقام في الأول من أيار إلى التاسع منه سنة 1937م في مدينة دير الزور، واللافت للنظر أنّ الاهتمام السوري بالسياحة قديم جداً..!؟
يتبع