توقيع ديوان الشاعر بيان محمود السيد (و إليك أرجع) في ثقافي الميدان

توقيع ديوان الشاعر بيان محمود السيد (و إليك أرجع) في ثقافي الميدان

شاعرات وشعراء

الجمعة، ٢٢ أغسطس ٢٠١٤

استضاف المركز الثقافي العربي في الميدان حفل توقيع ديوان الشاعر الشاب بيان محمود السيد (و إليك أرجع) بحضور شخصيات ثقافية وأدبية.

وقال الشاعر السيد في تصريح لوكالة سانا: إن “هذه المجموعة هي مجموعتي الشعرية الثالثة خلال سفري إلى فرنسا من عام 2005 إلى 2011 وفي ذلك الوقت كتبت القسم الأول من القصائد وكان فيها تعبير عن الغربة والشوق للوطن والقسم الثاني كتبته بعد أن عدت إلى سورية في تموز عام 2011 وفيه توثيق يومي لما عشناه وما نعيشه من تفاصيل الحياة اليومية”.

وبين أن قصيدة (إليك ارجع) هي أول قصيدة كتبت بعد العودة إلى سورية وهي قصيدة مفصلية وهي إهداء إلى ابنتيه سما وكرما ورسالة لهما كي يتمسكا بالعيش في وطنهم سورية.3

وفي الكتاب مجموعة قصائد تتضمن جرحاً وعاطفة واحدة عبر قصائد ونصوص شعرية كتبها الشاعر فانعكس وطنه في مفرداتها ومعانيها إلا أن هذه القصائد تباينت من حيث الشكل والطرائق التي ذهب فيها علما أن القصائد جاءت في مستويات فنية مختلفة ولم تحافظ على كينونة واحدة.

وتظهر الشام في عاطفة الشاعر كامتداد تاريخي أصيل وشكل من أشكال الوجود عبر الأزمنة وقف ناتئاً في التاريخ متحدياً الزمن ليستعير الشاعر من خلالها كل الأشياء الراسخة في سورية وكل الأشياء التي تمثل حضارة السوريين وعراقة شعبهم.

وفي هذا الألق الشعري الجميل يعتمد الشاعر السيد على الموسيقا وارتفاع النغمة باتجاه الحدث مرتقيا إلى الموضوع السامي وإلى جلالة الوطن وحضرة الروح التي تتسع لتعيش داخلها سورية فيقول في نصه شام:
“محفورة كالنحت في تيجان أعمدة الهياكل …
نقشة ذلك المبسم…
مطبوعة ذكراه مثل متاهة الإبهام في ظهر الهوية
مغروسة في النفس …
كالزيتون عند مقام ضيعتنا
منسية في الروح ..
مثل بيوت سرجيلا”

إلا أن قصائد الشاعر التي قدمها من ديوانه ضمت بعض التراكيب المرهقة بسبب حالة الإجهاد العاطفية والتعبيرية التي سببت تفكك التراكيب نزولاً عند رغبة العروض والضبط الايقاعي وهذا ما هو موجود في قصيدة في ليل سواد التي جاء فيها:
“شبهت وجهك بانبلاج النور في ليل السواد
لا جدة في ذلك التشبيه…
أدري فاعذريني
لم يعد عندي من الأطياف ..
ما يكفي لتلوين الرماد”

وتقترب بعض نصوص المجموعة المحتفى بها من نصوص الشاعر نزار قباني من حيث الترادف الموسيقي والطرح الأسلوبي واستخدام الحروف الساكنة في نهاية الكلمات التي تبدا بأداة نداء محذوفة كقصيدة صديقي البعيد:
“صديقي البعيد …
لقد مر عام
وما من شتاء …
اتانا طويلا كهذا الشتاء
وانت البعيد …
ونحن هنا في بلاد الإخاء …
نعيش الشقاء ..
لقد مر عام/.

كما أن نصوص المجموعة التي وقعها السيد سيطر على أغلبها النمط المباشر والاعتماد على الفكرة والموضوع دون استعارات أو دلالات أو صور مما جعل هذه النصوص عادية مكتفية بأسلوبها التقليدي وسردها اللغوي وهذا ما هو موجود في قصيدة من أين أعمدة الدخان:
“كذب النبأ … صدق النبأ ..
سيان عندي من بدأ ..
سيان عندي
فالنتيجة أننا …
خبر من الوطن الحريق …
ولا لزوم لمبتدأ”.

وفي بعض النصوص ارتقاء إلى مستوى أكثر أهمية وحضوراً في عالم الخيال والحضور الشعريين والاعتماد على الحالات الإنسانية المؤدية إلى التواصل الشعوري بين النص والمتلقي كقوله في قصيدة المجهول:
“نامت تفاصيل المدينة
سمعت قبيل النوم
ما سمعت من القصص الحزينة …
لتغيب حالمة
وفي أوصالها وخز القلق”.

4

وعن رأيها قالت الشاعرة أسيل الأزعط إن الشاعر أجاد في التعامل مع التفعيلة الخليلية فكانت معظم قصائده على هذا الأسلوب اضافة لما تضمنته من عفوية وبساطة في استخدام الألفاظ والوصول إلى المعاني المتباينة التي تناولها وهذا نمط شعري نحن بحاجة إليه في الساحة الأدبية.

في حين رأى الشاعر الدكتور محمد سعيد العتيق أن القصائد جاءت مختلفة من حيث المستوى فهناك ما جاء في بنية بسيطة مباشرة لا تعتمد على الأداء الفني فكانت تمر على الموضوع بشكل عادي كما في قصيدة (المدينة داكنة) وهناك من القصائد ما أضافت على المباشرة شيئاً فنياً يرتبط بالعاطفة التي تميزت أغلب نصوص المجموعة فيها كما جاء في قصيدة (الذكريات استشهدت).

وأضاف العتيق أن رمزية الشاعر كانت أحياناً لا تؤدي الغرض وتحدث “خللاً” في القصيدة برغم تألق الموضوع وأهمية الفكرة.