“سيناريو فيلم المغادرون” كتاب يتناول فيلما نال جوائز أوسكار

“سيناريو فيلم المغادرون” كتاب يتناول فيلما نال جوائز أوسكار

سينما

الأربعاء، ٣٠ يوليو ٢٠١٤

يعرض كتاب “سيناريو فيلم المغادرون” من تأليف ويليام موناهان وترجمة عهد صبيحة الصادر عن المؤسسة العامة للسينما قصة الفيلم الحائز عدة جوائز في حفل توزيع جوائز الأوسكار التاسع والسبعين.
وفيلم المغادرون الذي أخرجه مارتن سكورسيزي شكل حسب المترجم نقطة مفصلية في حياة المخرج الامريكي الشهير السينمائية فمن خلاله نال جائزة أوسكار أفضل مخرج في العام 2007 كما نال جوائز أفضل فيلم وأفضل مونتاج وافضل نص مقتبس.
وفيلم المغادرون مقتبس عن قصة فيلم قضايا شيطانية من هونغ كونغ أخرجه آندرو لو وألان ماك عام 2002 وتجري أحداثه في بوسطن بولاية ماساشوستس في الولايات المتحدة وتدور حول فرانك كوستيللو زعيم عصابة ايرلندي يهيئ شخصا اسمه كولين ساليفان ليصبح ضابطا ومن ثم مخبرا له في شرطة الولاية وفي الوقت نفسه ينجح النقيب كوينان والرقيب أول ديغنام من شرطة الولاية في تجنيد مخبر لهما داخل العصابة يدعى بيلي كوستيغان ويحتل منزلة مهمة وقريبة من زعيم العصابة وبالتالي فإن الأحداث تتركز على المخبرين كولين وبيلي وعلاقة الحب التي تربطهما مع الطبيبة النفسية مادولين.
وتدخل جهتا الصراع في حرب لكشف مخبريهما وبعد معركة حامية الوطيس في مسرح عملية نقل مخدرات يقتل كولين كوستيللو على إثر معرفته أن زعيم عصابته أصبح مخبرا لدى الشرطة الفيدرالية ثم يلتقي بـ بيلي الذي بدوره يرسل للطبيبة النفسية تسجيلا فاضحا للعلاقة بين كوستيللو وكولين وفي محاولة منه لاسترجاع هويته الحقيقية يتواجه بيلي مع كولين على سطح إحدى البنايات فيقتل على يد شرطة الولاية ويعود كولين إلى حياته نظيفا لا أحد يعرف هويته سوى مادولين التي تهجره والرقيب ديغنام الذي ينتقم لمقتل بيلي ويطلق رصاصة على كولين في نهاية الفيلم.
وحول المغادرون يقتبس الكتاب للناقد الأمريكي ستانلي كوفمان قوله إن فكرة الفيلم تمثلت في مفهوم الهوية وكيف تؤثر في أفعال الإنسان وعواطفه وأحلامه مع الإشارة إلى أن حبكة الفيلم من خلال علاقة الحب الثلاثية كانت ضعيفة خاصة في مصادفة نشوء العلاقة وتطورها غير المقنع بالإضافة إلى أن العلاقة جاءت
باردة في تفاصيلها ولم تخدم الصراع.
وبرأي كوفمان أن المؤلف والمخرج استطاعا تقديم دراما جريمة قوية وغنية بتقطعات المشاهد السريعة والحوارات المقنعة والشخصيات الغنية بأبعاد نفسية إنسانية لافتا إلى أن دور الممثلين لم يكن أقل مستوى.
وفي هذا الكتاب قدم لنا المترجم صبيحة لمحة عن حياة المؤلف والمخرج قائلا: مؤلف العمل موناهان سينارست وروائي أمريكي ولد عام 1960 ودرس الدراما في جامعة ماساشوستس وانتقل إلى نيويورك وعمل في الكتابة في صحف ومجلات مشهورة أمثال نيويورك برس وتوك وسباي التي أدار تحريرها لفترة من الزمن ونال عام 1997 جائزة بوشكارت الأدبية عن إحدى قصصه القصيرة ثم ألف رواية بعنوان بيت خفيف وحولت إلى فيلم كما كتب سيناريو فيلم بعنوان طرابلس الغرب وتتالت أعماله للسينما ككاتب سيناريو في أفلام أرض الأكاذيب عام 2008 وحافة الظلام وبوليفار لندن عام 2010.
أما مخرج المغادرون مارتن سكورسيزي فهو شخص ذو مكانة في الفن السابع وحاصل على مركز متقدم في كل الاحصاءات بين أفضل مخرجي العالم وهو من بين أعظم خمسة مخرجين في تاريخ السينما حسب مجلات أمريكية.. ولد سكورسيزي في العام 1942 في مدينة نيويورك لأبوين مهاجرين من أصول إيطالية عملا في التمثيل إضافة إلى عملهما الأصلي في الخياطة وعانى في صغره من مشكلة صحية في صدره منعته من اللعب وممارسة الانشطة مع أقرانه لذلك اعتاد والده وأخوه الأكبر على أخذه إلى صالات السينما وهنا تطور عشقه للسينما وتابع دراسته في جامعة نيويورك كلية الفنون والعلوم وحصل على إجازة في اللغة الإنكليزية عام 1964 ثم شهادة ماجستير في الفنون السينمائية عام 1966حيث قدم فيلميه القصيرين “ماذا تفعل فتاة جميلة مثلك في مكان كهذا” ومدته تسع دقائق والثاني “ليس فقط أنت موراي” ومدته 15 دقيقة ولكن الأشهر كان فيلم الكوميديا السوداء “الحلاقة الكبيرة” الذي تطرق إلى تورط الولايات المتحدة بحرب فيتنام وكان أول أفلامه الطويلة “من يطرق على بابي”.
ومع بدايات السبعينيات من القرن الماضي افتتح سكورسيزي سلسلة أفلام عصابات المافيا بشكل بارع وتصوير لافت ومشوق وتميز بقدرته على الدخول لأعماق شخصياته وفيلم “سائق التاكسي” من أعمق افلام الواقعية المرة في الحياة الامريكية كما أبدع في إخراج الأفلام الوثائقية وأولها فيلم مشاهد الشوارع 1970
وآخرها جورج هاريسون.. الحياة في العالم المادي ومن خلال أعماله وتحفه الفنية حصل سكورسيزي على أكبر جوائز السينما العالمية وجمع رصيدا من الأفلام الناجحة وسجل اسمه في سجل عظماء الفن السابع.