الرابحون والخاسرون من مونديال البرازيل 2014 ...ماكينات لوف فوق الجميع

الرابحون والخاسرون من مونديال البرازيل 2014 ...ماكينات لوف فوق الجميع

كأس العالم 2014

الاثنين، ٢١ يوليو ٢٠١٤

وانتهى عرس كرة القدم العالمية وانفض سامر مونديال البرازيل 2014 بتتويج المانشافت الألماني بطلاً للعالم لأربع سنوات قادمة بانتظار النسخة 21 لبطولة كأس العالم في روسيا 2018، وخرج رابح كبير واحد تمثل بالماكينات الألمانية ورابحون صغار مقابل خاسرين كثر على صعيد المنتخبات والنجوم.
 
ويبقى المنتخب الألماني الكاسب الأكبر في البطولة من خلال تتويجه الرابع باللقب العالمي وما زاد في حلاوة نصر الماكينات أنه جاء في القارة الأميركية حيث لم يسبق له ولوج النهائي خارج القارة العجوز وعلى أرض البرازيل بالذات حيث قهر سجلات أبناء السامبا في نصف النهائي قبل أن يكمل فرحته في النهائية على حساب منتخب التانغو ونجمه ميسي.
 
في السماء الرابعة
ألمانيا فوق الجميع شعار رفعه يوماً الزعيم النازي هتلر بات واقعاً أقله على صعيد كرة القدم وهذا الكلام ليس بجديد فمنذ رحيله دأب الألمان على العمل للوصول إلى القمة في اللعبة الشعبية الأولى ولم يستكينوا حتى وضعوا اسم بلادهم بين صناع الألقاب والتاريخ في عالم قطعة الجلد المنفوخ وهاهو المانشافت يحقق النجمة الرابعة في أهم بطولات كرة القدم العالمية ما يجعله أفضل منتخبات العالم في تاريخ المونديال وبين الأوروبيين على الأقل ولا يتقدم عليه سوى السيليساو البرازيلي صاحب خمسة ألقاب مونديالية.
التتويج الرابع للنسور البيض جاء بمذاق خاص جداً فقد حدث فوق الأراضي البرازيلية بالذات حارماً الأميركان من عادة ساروا عليها عندما يستقبلون البطولة وبأداء رفيع على مدار النسخة العشرين التي لم تكن مفروشة بالورود أمام لاعبي يواكيم لوف في محطاتها السبع، فقد سجل رفاق توماس موللر 6 انتصارات كل منها بطعم ولون مختلف ولا يمكن لأحد في النهاية التشكيك في أحقية الماكينات بما نسجوه.
 
المدير المثالي
هو يواكيم لوف صاحب الكلمة العليا في إدارة المانشافت الذي أصبح المدرب المثالي وهو الذي بدأ معاوناً لكلينسمان في تدريب منتخب بلاده لعامين قبل أن يتصدى للأمر وحده عقب المونديال الألماني 2006 وعلى طريقة المؤسسات الصغيرة بدأ بالعمل على مستوى الإنتاج وجودة البضاعة واقترب من القمة في كل بطولة شارك فيها حتى وصل إلى التوليفة المناسبة في أرض اللاتينيين ونجح بكتابة اسمه بين المدربين الفائزين بكأس العالم إلى جانب العباقرة هيربيرغر وشون وبيكنباور.
أشياء كثيرة تحسب ليواكيم فقد بدّل 75% من التشكيلة في 8 سنوات وأبقى على كل من شفانشتايغر وبودولسكي وفيليب لام وميروسلاف كلوزه وبدل الكثير من اللاعبين لكن مستوى الفريق لم يتأثر فبقى ضمن مربع الكبار سواء في بطولتي اليورو وبطولتي المونديال، وأكثر من ذلك راهن على خوض المونديال الأخير بقلب هجوم (رسمي) واحد هو العجوز كلوزه إلى جانب لاعبين كثر في خط الوسط ولم يختلف الأمر كثيراً فقد سجل المانشافت كماً كبيراً من الأهداف وسيطر على اللعب في كل المباريات ففاز بست منها وتعادل في واحدة.
 
ماكينات هدارة
اتبع لوف مع المانشافت طريقة التيكي تاكا بأسلوب ألماني بحت فدانت له الكرة في جل الأوقات من المباريات السبع وحاز السيطرة بنسبة وصلت إلى 75% في معظمها ومرر لاعبوه الكرة بينهم أكثر من كل المنافسين ولم يتخلوا عن أهم أسلحتهم المعروفة فحافظوا على لياقتهم البدنية العالية حتى النفس الأخير من البطولة وعندما راهن البعض على وقوعهم ضحية عاملي الطقس والتعب أبرزوا قوتهم الحقيقية ولا ننسى أنهم حسموا مباراتين في الوقت الإضافي، ويبدوا أن طريقة اللعب بكثرة التمرير القصير يجعل اللاعبين يبذلون جهداً أقل على الرغم من أن بعضهم يقطع مسافات طويلة داخل المستطيل.
 
هداف ونصف
أحد هؤلاء هو توماس موللر اللاعب الشاب الذي يعتمد عليه لوف كقلب هجوم وهو الذي يلعب في مركز قلب الهجوم غير الصريح في بايرن ميونيخ، هذا اللاعب يعتبر أحد نجوم المانشافت والبطولة برمتها نظراً للأداء الرفيع الذي قدمه والعمل الكبير مع زملائه والفنيات اللافتة التي أبرزها عندما احتاج الوقت، وقد شكل على غرار كل من مثل ألمانيا من عائلة موللر رعباً حقيقياً للمنافسين بتحركاته عبر خطوط طولية أو عرضية من أجل صنع كرات مؤثرة وكذلك لسعاته القاتلة أمام المرمى.
توماس موللر أحد الرابحين الكبار في المونديال وليس على صعيد أبطال العالم فحسب بل على الصعيد الشخصي وكان يستحق الكرة الذهبية لأفضل لاعب وقد حاز الفضية وراء الأرجنتيني ميسي، وقد عزز اللاعب البالغ من العمر 25 عاماً سجله الشخصي بتسجيله خمسة أهداف فحاز الحذاء الفضي وراء الكولومبي رودريغز، ولم يكتف بذلك فرفع رصيده إلى 10 أهداف في بطولتين واضعاً نصب عينيه حلماً أكبر في البطولات القادمة.
 
العجوز الرائع
ميروسلاف كلوزه أحد الرابحين الكبار من المونديال فاللاعب العجوز الذي أكمل السادسة والثلاثين من العمر قبل انطلاق البطولة كان أحد الفرسان المتوجين باللقب وأصبح اللاعب الوحيد الذي يخوض مربع الكبار في 4 مونديالات والأهم من ذلك أنه بات الهداف التاريخي للمونديال عندما سجل هدفه السادس عشر بمرمى البرازيل بالذات لينتزع الصدارة من رونالدو ظاهرة السامبا صاحب 15 هدفاً في 3 مونديالات، والطريف بالأمر أن لوف لم يشرك كلوزه حتى بعد التقدم على البرتغال 3/صفر ثم بالأربعة لكنه فاجأ العالم بإشراكه أساسياً فيما بعد في أدوار متقدمة ولم يخيب المهاجم العجوز الآمال وكان حاضراً بقوة عندما احتاج الأمر.
 
نوير القشاش
لعب حارس المرمى نوير دوراً أساسياً بالتتويج الألماني على الرغم من أنه لم يكن الحارس الأكثر تصدياً لكرات في البطولة لكنه سجل حضوره في الأوقات المناسبة ولاسيما في الأدوار الإقصائية وخاصة في مباراتي الجزائر وفرنسا وأنقذ مرماه من أهداف محققة بل أكثر من ذلك فقد أعاد لحارس المرمى دور المدافع الأخير ولم يعد يقتصر دوره على مربع العمليات فتجاوزه ليلعب دور المدافع القشاش وأظهر بذلك عن موهبة كبيرة فاستحق لقب الحارس الأفضل بل استحق المنافسة على لقب الكرة الذهبية.
 
الخاسر الوحيد
بحساب الخسارة والربح فقد كان هناك خاسر وحيد في صفوف المانشافت ولم يكن سوى المهاجم المخضرم لوكاس بودولسكي الذي اكتفى بدور المتفرج معظم الوقت ولم يشارك سوى لدقائق قليلة على الرغم من أنه أحد المخضرمين بعمره الصغير نسبياً (29 عاماً و114 مباراة دولية قبل البطولة) فخسر مركزه وسمعته كمهاجم دولي لا يشق له غبار وخرج من حسابات لوف.