شغب الملاعب .. أسبابه ونتائجه

شغب الملاعب .. أسبابه ونتائجه

الأخبار الرياضيــة

الأحد، ٤ أبريل ٢٠١٠

حالات كثيرة تحول بين الرياضة وجمهورها في كثير من الأحيان ومن هذه الحالات تلك الحالة السلبية التي نسميها بشغب الملاعب والتي تظهر بأكثر من صورة وبدرجات مختلفة تبدأ بشتم اللاعبين والحكام وتنتهي بالضرب وتخريب المنشآت الرياضية وغير ذلك.
مقدمات الشغب
نعرف جمهورنا الرياضي جيداً فهو بحالته العامة جمهور واع يأخذ بالخسارة كما يأخذ بالفوز ويحترم الفريق المنافس لكن ثمة عوامل غير مباشرة تهيئه لأن يرتدي الثوب المرفوض الذي نتحدث عنه ومنها:
1- عدم ثقته باتحاد اللعبة المعني بسبب تردده وتعامله بفوضى وارتجالية وعلى مبدأ خيار وفقوس فيما يتعلق بالحالات المتشابهة وإحساس هذا الجمهور بأن فريقه مستقصد وأن الفريق الآخر مدلل.
2- تكليف حكم سبق له وظلم فريقه برأي الجمهور لذلك فلن يتقبلوا منه أي صافرة وبالتالي تكون الفرصة مهيأة لحدوث الشغب.
3- الاستفزاز من قبل الأطراف المنافسة سواء من قبل اللاعبين أو المدربين أو الجمهور هذا الاستفزاز يشحن الطرف الآخر مسبقاً.
4- تردي أوضاع الفريق الذي نشجعه.
5- وجود عدد من محدودي الفهم لإخلاق الملاعب في صفوف هذا الجمهور.
هذه العوامل تمهد الطريق أمام أحداث شغب مختلفة الحجم والشكل أما الأسباب المباشرة فهي:
1- صافرة خاطئة قد تقيم الدنيا ولاتقعدها ويغيب أحياناً أي احتمال لهضم هذه الصافرة ومن هنا فإن سوء التحكيم أو سوء الفهم للتحكيم وللقوانين سبب مباشر بوجود الشغب.
2- ردة فعل سلبية من لاعب أو مدرب يمكن أن تؤدي إلى نفس النتيجة لأن جمهورنا عاطفي جداً وخاصة عندما تكون ردة الفعل هذه من المدرب أو اللاعب النجم.
3- حركة استفزازية من لاعب منافس عند تسجيله لهدف مثلاً والمبالغة في التعبير عن فرصة التسجيل.
4- أحياناً أخرى يكون مصدر الشغب الملعب ذاته عند احتجاج لاعب على الحكم أو ضربه للاعب منافس أو حتى إضاعته لفرصة سهلة تثير موجة سخط على المدرجات.
أشكال الشغب
وقد يتخذ هذا الشغب أشكالاً مختلفة كما أسلفنا فقد يقف عند حدود شتم الحكام أو اللاعبين المنافسين أو لاعبي الفريق وقد يتحول إلى حوار شتائمي بين جمهوري الفريقين ويتطور أحياناً إلى قذف أرض الملعب بالحجارة والزجاجات الفارغة أو إلى اشتباك بين اللاعبين في الملعب أو بين اللاعبين والحكام لكنه يصل إلى أسوأ حالاته حين يمتد إلى تخريب المنشآت الرياضية والسيارات خارج الملعب.
والنتائج
والنتائج في جميع الحالات وخيمة ومرفوضة وإن كان جوهرها هو الإساءة للرياضة ومفاهيمها وأخلاقها أما النتائج الملموسة فتختلف من عقوبة اللاعبين والمدربين والأندية إلى غياب الجمهور عن المنافسات الرياضية إلى تراجع مستوى اللعبة وسيطرة التشنج على منافساتها إلى جو مشحون بين اللاعبين حتى عندما يرتدون قميص المنتخب الوطني والأسوأ من هذا كله سمعة غير طيبة لرياضتنا خارجياً.
ربما هناك أسوأ من هذا كله إذا ما التفت اللاعب إلى شخصه وتذكر الشتائم التي تطاله وتطال عرضه وقد تبعده عن الملاعب.
إزاء كل ماسبق هل ثمة مخرج لتلك الحالة السلبية؟
الحلول النظرية جاهزة والكل يحض على التمسك بالأخلاق الرياضية وبآداب الملاعب ونطالب الأندية بإصدار نشرات توعية لجماهيرها والإعلام يسدي النصائح والإرشادات ويتمنى و...
لكن كل هذه المحاولات لم يكتب لها النجاح عندما تشتعل المدرجات وحتى نضمن ألا يحدث ذلك علينا أن نعمل للتخلص من كل العوامل والأسباب المباشرة وغير المباشرة وعندها يمكن للتوعية أن تأخذ مجراها.
صفوان الهندي
عن مجلة الأزمنة