احتفال

احتفال "مصري – أمريكي – إسرائيلي" بافتتاح معبد الحاخام موسى بن ميمون!

أخبار عربية ودولية

الثلاثاء، ٩ مارس ٢٠١٠

احتفل العشرات من اليهود المصريين ومن مختلف دول العالم بافتتاح معبد الحاخام موسى بن ميمون في حارة اليهود بالقاهرة بعد ترميمه.
وقد حضر الاحتفال السفير الصهيوني الجديد بالقاهرة إسحق ليفانون والسفيرة الأمريكية بالقاهرة مارجريت سكوبي، والسفير الكندي، ومسؤلون من السفارة الفرنسية، في ظل غياب مسؤولي هيئة الآثار التي تكفلت بمصاريف الترميم.

شهد الاحتفال إجراءات أمنية مكثفة أشرفت عليها قوات الأمن المصرية من الخارج فقط، والتي فرضت كردوناً أمنياً محيطاً بالمعبد لمسافة ٥٠٠ متر، ومنعت سكان المنطقة من الدخول أو الخروج من منازلهم، ونشرت أفراداً على أسطح المنازل ومآذن المساجد المحيطة بالمعبد، وكان عمال محافظة القاهرة تولوا حتى أمس الأول مهمة رصف الشوارع المؤدية للمعبد، ودهان واجهات البيوت والمحال المجاورة.

وأصدرت قوات الأمن أوامر للسكان بإغلاق النوافذ والتزام منازلهم، وأجبرت أصحاب المحال التجارية بالمنطقة على غلقها، فيما تولى أمن السفارة "الإسرائيلية" مسؤولية تأمين المعبد من الداخل، وحرم المعبد من خارجه لمسافة ١٠ أمتار، ورفضوا دخول الصحفيين المصريين لتغطية الاحتفالية.

احتفالية خاصة باليهود
وطردت كارمن واينشتين رئيسة الطائفة اليهودية بالقاهرة التي كانت أول من حضر إلى ساحة المعبد، الصحفي الصهيوني يتسحاق جال، موفد صحيفة "هاآرتس" لتغطية الاحتفالية، بحجة أنه لم يحصل على دعوة مسبقة من الطائفة لحضور الاحتفال.
وشارك في الاحتفال عدد من الحاخامات الذين أقاموا صلاة "الشماع"، وأضاءوا شموعاً، ورددوا الأدعية والصلوات الدينية اليهودية صاحبها العزف بالآلات الموسيقية والرقصات الدينية احتفالاً بإعادة افتتاح المعبد.

وشهد الاحتفال إلقاء ٧ كلمات بدأت بكلمة "كارمن"، ثم كلمة السفير "الإسرائيلي" بالقاهرة، وأخرى للسفير الأسبق بالقاهرة ثم كلمة ممثل الطائفة اليهودية بفرنسا.
وركزت معظم الكلمات على توجيه الشكر للحكومة المصرية على دورها في ترميم المعبد، وبعد انتهاء الاحتفال رافقت "كارمن" الوفود المشاركة إلى المعبد اليهودي بشارع عدلي وسط القاهرة.

ومن المنتظر أن يتم الافتتاح الرسمي للمعبد ١٤ آذار الجاري في ذكرى مولد الحاخام موسى بن ميمون تحت إشراف وزارة الثقافة المصرية.
وكانت أزمة قد نشبت مؤخراً بين الدكتور زاهى حواس الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، وكارمن واينشتين رئيس الطائفة اليهودية بالقاهرة، بسبب رفض الأول دعوة مسؤولين "إسرائيليين" في احتفال افتتاح المعبد باعتباره أثراً مصرياً لا يخضع للوصاية الصهيونية، الأمر الذي دفع مسؤولي الطائفة اليهودية بالقاهرة إلى تنظيم احتفالية خاصة باليهود فقط تستمر ٣ أيام.

ترميم سري
وفى السياق قال حاخام أمريكي إن الحكومة المصرية رغم تخطيطها للترميم والمحافظة على الآثار اليهودية، لكنها حريصة على أن يتم العمل ببطء وفي سرية دائماً.

وكشف الحاخام أندرو بيكر مدير الشؤون اليهودية الدولية بمنظمة اللجنة الأمريكية اليهودية، أحد أكبر المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة، قال أنه بانتظام مع مسئولين مصريين على مدار السنوات الخمس الماضية للضغط من أجل الحفاظ على التراث اليهودي.

وأضاف بيكر في مقال رأي نشرته صحيفة نيويورك تايمز الخميس إن كلا من وزير الثقافة المصري فاروق حسني ورئيس المجلس الأعلى للآثار المصرية زاهي حواس اقتنعا بأن الحفاظ على تراث مصر اليهودي من التزاماتهما أيضا.

وقال بيكر "ببطء لكن بهدوء، دائما بهدوء، أعد (المسئولان المصريان) خططا لتجديد معظم المواقع الدينية اليهودية".
وأضاف الحاخام الأمريكي في مقاله إن أرابيك أن المسئولين المصريين "تبنوا حتى اقتراحنا بأن أحد المعابد اليهودية التي تم تجديدها يجب أن يعمل كمتحف للتراث المصري اليهودي، وهو مكان سوف يحكي التاريخ الطويل وثراء الحياة اليهودية في مصر".

وقال بيكر إن عددا قليلا فقط من الناس هم من عرفوا بأمر هذا العمل من جانب مصر لترميم آثارها اليهودية.
وزعم أن "كل لقاء عقدته مع هؤلاء المسئولين المصريين، كان ينتهي بنفس التحذير "من فضلك لا تخبر أحدا".
وقال بيكر إن مشروع المجلس الأعلى للآثار لترميم معبد الحاخام موسى بن ميمون الذي استغرق 18 شهرا وبتكلفة 2 مليون دولار تقريبا على سبيل المثال لم يكن معروفا للكثيرين حتى أعلن عنه الدكتور حواس في مؤتمر صحفي في سبتمبر 2009.

وتساءل الحاخام الأمريكي عن السبب وراء تلك السرية في الوقت الذي قال إن معظم الحكومات حول العالم تود أن تعرف عن مثل هذا العمل "الجدير بالثناء" للحفاظ على التراث اليهودي في مصر.

تعهد مصري بترميم 6 معابد
وعلى نفس الصعيد، امتدحت واحدة من أكبر منظمات اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة جهود السلطات المصرية في ترميم الآثار اليهودية بالقاهرة، والتي أثمرت عن إعادة افتتاح معبد موسى بن ميمون في القاهرة الأحد (7-3).
وأشارت إلى أن الحكومة المصرية قد تعهدت بترميم 6 معابد أخرى خلال العامين القادمين.

وأثنت اللجنة اليهودية الأمريكية، التي شاركت في الاحتفال بإعادة افتتاح معبد موسى بن ميمون بالقاهرة الأحد، على جهود الحكومة المصرية ووزارة الثقافة المصرية في ترميم الآثار اليهودية.
ووجه الحاخام أندرو بيكر، مدير الشئون الدولية في اللجنة، شكرا خاصا لوزير الثقافة المصري فاروق حسني والدكتور زاهي حواس رئيس المجلس الأعلى للآثار على "الاعتراف بأن المواقع التاريخية اليهودية تمثل أيضا جزءا لا يتجزأ من التراث المصري والثقافة المصرية".

وقال بيكر الأحد في بيان له "لا يوجد تعبير ملموس أكثر من المعبد والمدرسة اليهودية اللذين تم ترميمهما حيث تجمعنا اليوم فهما شهادة على الالتزام الشفوي للوزير حسني والدكتور حواس، وانعكاس للعمل الدءوب للمهندسين والحرفيين المهرة".
وقال الحاخام الأمريكي إنه قام في زيارته الأولى لمصر قبل سنوات بجولة في 12 معبدا يهوديا، قال إن أغلبها كان في حال "إهمال"، لكنه استدرك قائلا إن الحكومة المصرية تعهدت بترميم ستة معابد يهودية أخرى خلال العامين القادمين، يتوقع أن يمثل أحدهم متحفا للتراث اليهودي في مصر.

وقال بيكر، الذي وضع على مدخل المعبد لوحة عليها نقوش توراتية كهدية من منظمته "عندما وضعت قدمي هنا لأول مرة قبل خمس سنوات فقط كان المعبد في حالة خراب كامل، وكان سقفه مفتوحا للسماء".
ويحمل المعبد، الذي تم إنشاؤه أواخر القرن التاسع عشر، اسم الفيلسوف اليهودي موسى بن ميمون الذي عاش في مصر في القرن الـ12، وكان من القيادات اليهودية في مصر في عصره.
وحضر الاحتفال بافتتاح المعبد في القاهرة السفيران السابق والحالي للكيان الصهيوني في القاهرة، والسفيرة الأمريكية وحاخامات أمريكيون وصهاينة.