جمال سليمان يرد على افتراءات إحدى الصحف فيما يتعلق بمباراة مصر والجزائر ودور مشاركته في مسلسل

جمال سليمان يرد على افتراءات إحدى الصحف فيما يتعلق بمباراة مصر والجزائر ودور مشاركته في مسلسل "ذاكرة الجسد"

فن ومشاهير

الأربعاء، ٣ مارس ٢٠١٠

أعرف أن ملايين من العرب بينهم أغلبية من أخوتنا في مصر والجزائر قد أصابهم النفور من الحديث عن الأزمة التي تبعت مباراة مصر والجزائر في السودان، وأنهم يريدون لهذه الحادثة أن تصبح جزءاً من الماضي المنسي.
لا أريد أن أثقل على كثيرين من اللذين أبدوا انزعاجاً وألماً من موجة الاتهامات والقذف والتشنيع التي حصلت بين مجموعات من الناس اللذين اعتبروها لسبب ما معركة حياة أو موت، والتي راح ضحيتها ما بُني على يد كثير من المفكرين والشعراء والفنانين والأدباء و أصحاب الرأي والضمير وأخذ عقوداً من الزمن والجهد وأعني بذلك إحساس العرب أنهم ينتمون لأمة واحدة إن لم يكن سياسياً وثقافياً وجدانياً وتاريخياً على الأقل.

وأن هذه الوحدة إن لم تكن موجودة على صعيد الحكومات فهي موجودة على صعيدنا كشعوب نتضامن ونتحاب ويشعر واحدنا بالآخر هذا الشعور النبيل المتأصل فينا على مدى التاريخ.
لكني للأسف مضطر أن أعود للموضوع (مباراة كرة القدم بين الجزائر ومصر في السودان).

بات من المعروف للمهتم أنني مرشح للقيام بشخصية خالد ابن طوبال في رواية الكاتبة الجزائرية الكبيرة أحلام مستغانمي، وهو طبعاً شرف كبير لي لأنها رواية رائعة تتحدث بشكل إنساني رفيع عن حقبة مهمة في تاريخ الجزائر ولأن الكاتبة نفسها رغبت أن ألعب هذه الشخصية والتقت رغبتها هذه مع رغبة المخرج الكبير نجدت أنزور الذي سأعود للعمل معه بعد سنوات لم تسمح فيها الظروف لنا في الالتقاء بأي عمل فني، وكذلك لأن تلفزيون أبو ظبي هو المنتج ويسعى لأن يكون هذا العمل على مستوى يليق بالرواية وبتاريخ الجزائر.
نحن الآن في المراحل الأخيرة من استكمال الاتفاق لأنني مرتبط بعمل فني في مصر بعنوان "قصة حب" من تأليف د. مدحت العدل وإخراج المخرجة المصرية إيمان حداد وهو من إنتاج العدل غروب، وهو أيضاً عمل مهم وأعول عليه كثيراً وسيعرض العملان في رمضان القادم إنشاء الله و بالتالي لابد من دراسة المسألة بشكل جيد.

في غمرة ذلك كله وبعد أن اعتقد الجميع أن عاصفة مباراة كرة القدم المذكورة قد انتهت وأن الناس عادوا لأنفسهم وأدركوا أن ما حصل كان كارثة باهظة الثمن يجب أن لا تتكرر، عادت إحدى الصحف الجزائرية لإيقاظ نار الفتنة ولكن هذه المرة مع فنان سوري هو شخصي المتواضع، مدعية أنني كنت منحازاً للجانب المصري وأنني اعتبرت أن الشعب الجزائري هو الذي أساء وعليه تقديم الاعتذار مدعين أن لديهم تسجيلاً مرئياً لذلك.
وهذا افتراء مناف للحقيقة التي من المفترض أنها قدس الأقداس عند صاحبة الجلالة التي هي الصحافة، والملفت و المؤسف في آن معاً أن بعض المواقع انتقت الموضوع من بين آلاف المواضيع وقررت تسليط مزيد من الضوء عليه عبر نشره وإعطائه أهمية كبيرة.

ثم بدأت تتصل بي كي أرد و بالتالي نبدأ فصلاً جديداً ومفتعلاً للحكاية بحثاً عم مزيد من الإثارة، ولكنني قررت أن لا أحقق رغبتهم ولا أرد من خلالهم بل أتوجه للقارئ مباشرة عبر نشر هذا التوضيح الذي أتمنى أن يضع الأمور في نصابها.
إننا جميعا نرتكب أخطاءً نتيجة تعليق على حدث لم نلم بتفاصيله أو تسرعنا في تقييم أمر ما، ولكني في هذا الأمر بالذات، ولإحساسي بخطورة ما يجري منذ الساعات الأولى للحدث، كنت حريصاً جداً على الدقة في كل كلمة قلتها ولم يشغل بالي إلا شيء واحد وهو كيف أستطيع أن أضم جهدي المتواضع إلى جهود كثيرين، منهم مصريون وجزائريون، كي نحتوي الأزمة ونحذر الناس من مغبة الوقوع ضحايا لبعض وسائل الإعلام التي ارتضت أن تأجج نار الكراهية بين شعبين عربيين نكن لهما كل المحبة والمودة.

ورغم أن الجو كان مشحونا للغاية وربما عتب علي بعض أصدقائي المصريين لأني لم اتخذ موقفاً حاداً اتجاه الجمهور الجزائري، ولكن ردي على الدوام بأن الشيء المهم الآن هو ألاّ نستغل الفرصة كي نبيع العواطف بل أن نهدأ الناس ونضع المسألة ضمن إطارها الطبيعي، فهي ليست الأولى في تاريخ البشر فقد حدث ما هو أسوأ في مباراة إنكلترا وإيطاليا على ما أذكر وراح ضحيتها عدد من القتلى، الأمر الذي ولله الحمد لم يحصل في السودان.
وأذكر وقتها أن أول تصريح صحفي لي كان في اختتام مهرجان القاهرة السينمائي عندما سأُلت عن رأيي وقلت إن ما جرى على الأرض وما يجري في الإعلام شيئاً يدعو للأسف، ويجب أن نتوقف عن تأجيج الأزمة وأن تتولى جهة مستقلة من الجامعة العربية التحقيق في هذا الأمر وعلى الطرف المخطئ الاعتذار ونوقف الأزمة عند هذا الحد بدلاً من تبادل الاتهامات والإهانات التي ستجعل الأزمة تكبر إلى أن يأتي وقت لا ينفع معه الندم ونصل إلى نقطة اللاعودة.

كان مجرد اجتهاد الغاية منه إيقاف سيل من الاتهامات والقذف المتبادل وإثارة الكراهية والبغض.
لكن يبدو أن هذا الكلام لم يرق للبعض، و لم يشبع نهمهم للغزو والتشنيع وإشعال نار الفتنة لأنهم كانوا يريدون مني مثلاً أن أشتم الشعب المصري وهذا لن أفعله لا من أجل دور في مسلسل ولأمن أجل الأوسكار.
وكذلك لا يمكن أن أفعل ذلك في حق شعب أحبه وأحترمه هو الشعب الجزائري حتى ولو أخطـأ مشجعوا كرة القدم في حقي و قالوا كلاماً على النت لا يليق أن يقال ولا يعبر أبداً عن حقيقة شهامة و نخوة الشعب الجزائري التي أعرفها جيداً.

في النهاية المسألة ليست مسألة دور في مسلسل فالأدوار تأتي وتذهب، بعضها ينجح وبعضها يفشل، ولكنها مسألة مبدأ دفعتني لأن أقدم هذا التوضيح متمنياً أني لفتُ النظر إلى أنه مازال هناك أناس لم يتعلموا الدرس ولم يشعروا بحجم الخسارة التي حدثت، أو لعلهم يكسبون عندما يخسر الناس، و الله أعلم.
آسف على الإطالة ومرة أخرى اعتذر للغالبية في مصر والجزائر والوطن العربي أنني أتحدث في موضوع تكرهونه، ولكن لم يكن في الأمر حيلة فنحن مع الأسف مضطرون أحياناً أن نفعل ما تكرهه نفوسنا.
والسلام عليكم ورحمة الله..

أعرف أن ملايين من العرب بينهم أغلبية من أخوتنا في مصر والجزائر قد أصابهم النفور من الحديث عن الأزمة التي تبعت مباراة مصر والجزائر في السودان، وأنهم يريدون لهذه الحادثة أن تصبح جزءاً من الماضي المنسي.
لا أريد أن أثقل على كثيرين من اللذين أبدوا انزعاجاً وألماً من موجة الاتهامات والقذف والتشنيع التي حصلت بين مجموعات من الناس اللذين اعتبروها لسبب ما معركة حياة أو موت، والتي راح ضحيتها ما بُني على يد كثير من المفكرين والشعراء والفنانين والأدباء و أصحاب الرأي والضمير وأخذ عقوداً من الزمن والجهد وأعني بذلك إحساس العرب أنهم ينتمون لأمة واحدة إن لم يكن سياسياً وثقافياً وجدانياً وتاريخياً على الأقل.

وأن هذه الوحدة إن لم تكن موجودة على صعيد الحكومات فهي موجودة على صعيدنا كشعوب نتضامن ونتحاب ويشعر واحدنا بالآخر هذا الشعور النبيل المتأصل فينا على مدى التاريخ.
لكني للأسف مضطر أن أعود للموضوع (مباراة كرة القدم بين الجزائر ومصر في السودان).

بات من المعروف للمهتم أنني مرشح للقيام بشخصية خالد ابن طوبال في رواية الكاتبة الجزائرية الكبيرة أحلام مستغانمي، وهو طبعاً شرف كبير لي لأنها رواية رائعة تتحدث بشكل إنساني رفيع عن حقبة مهمة في تاريخ الجزائر ولأن الكاتبة نفسها رغبت أن ألعب هذه الشخصية والتقت رغبتها هذه مع رغبة المخرج الكبير نجدت أنزور الذي سأعود للعمل معه بعد سنوات لم تسمح فيها الظروف لنا في الالتقاء بأي عمل فني، وكذلك لأن تلفزيون أبو ظبي هو المنتج ويسعى لأن يكون هذا العمل على مستوى يليق بالرواية وبتاريخ الجزائر.
نحن الآن في المراحل الأخيرة من استكمال الاتفاق لأنني مرتبط بعمل فني في مصر بعنوان "قصة حب" من تأليف د. مدحت العدل وإخراج المخرجة المصرية إيمان حداد وهو من إنتاج العدل غروب، وهو أيضاً عمل مهم وأعول عليه كثيراً وسيعرض العملان في رمضان القادم إنشاء الله و بالتالي لابد من دراسة المسألة بشكل جيد.

في غمرة ذلك كله وبعد أن اعتقد الجميع أن عاصفة مباراة كرة القدم المذكورة قد انتهت وأن الناس عادوا لأنفسهم وأدركوا أن ما حصل كان كارثة باهظة الثمن يجب أن لا تتكرر، عادت إحدى الصحف الجزائرية لإيقاظ نار الفتنة ولكن هذه المرة مع فنان سوري هو شخصي المتواضع، مدعية أنني كنت منحازاً للجانب المصري وأنني اعتبرت أن الشعب الجزائري هو الذي أساء وعليه تقديم الاعتذار مدعين أن لديهم تسجيلاً مرئياً لذلك.
وهذا افتراء مناف للحقيقة التي من المفترض أنها قدس الأقداس عند صاحبة الجلالة التي هي الصحافة، والملفت و المؤسف في آن معاً أن بعض المواقع انتقت الموضوع من بين آلاف المواضيع وقررت تسليط مزيد من الضوء عليه عبر نشره وإعطائه أهمية كبيرة.

ثم بدأت تتصل بي كي أرد و بالتالي نبدأ فصلاً جديداً ومفتعلاً للحكاية بحثاً عم مزيد من الإثارة، ولكنني قررت أن لا أحقق رغبتهم ولا أرد من خلالهم بل أتوجه للقارئ مباشرة عبر نشر هذا التوضيح الذي أتمنى أن يضع الأمور في نصابها.
إننا جميعا نرتكب أخطاءً نتيجة تعليق على حدث لم نلم بتفاصيله أو تسرعنا في تقييم أمر ما، ولكني في هذا الأمر بالذات، ولإحساسي بخطورة ما يجري منذ الساعات الأولى للحدث، كنت حريصاً جداً على الدقة في كل كلمة قلتها ولم يشغل بالي إلا شيء واحد وهو كيف أستطيع أن أضم جهدي المتواضع إلى جهود كثيرين، منهم مصريون وجزائريون، كي نحتوي الأزمة ونحذر الناس من مغبة الوقوع ضحايا لبعض وسائل الإعلام التي ارتضت أن تأجج نار الكراهية بين شعبين عربيين نكن لهما كل المحبة والمودة.

ورغم أن الجو كان مشحونا للغاية وربما عتب علي بعض أصدقائي المصريين لأني لم اتخذ موقفاً حاداً اتجاه الجمهور الجزائري، ولكن ردي على الدوام بأن الشيء المهم الآن هو ألاّ نستغل الفرصة كي نبيع العواطف بل أن نهدأ الناس ونضع المسألة ضمن إطارها الطبيعي، فهي ليست الأولى في تاريخ البشر فقد حدث ما هو أسوأ في مباراة إنكلترا وإيطاليا على ما أذكر وراح ضحيتها عدد من القتلى، الأمر الذي ولله الحمد لم يحصل في السودان.
وأذكر وقتها أن أول تصريح صحفي لي كان في اختتام مهرجان القاهرة السينمائي عندما سأُلت عن رأيي وقلت إن ما جرى على الأرض وما يجري في الإعلام شيئاً يدعو للأسف، ويجب أن نتوقف عن تأجيج الأزمة وأن تتولى جهة مستقلة من الجامعة العربية التحقيق في هذا الأمر وعلى الطرف المخطئ الاعتذار ونوقف الأزمة عند هذا الحد بدلاً من تبادل الاتهامات والإهانات التي ستجعل الأزمة تكبر إلى أن يأتي وقت لا ينفع معه الندم ونصل إلى نقطة اللاعودة.

كان مجرد اجتهاد الغاية منه إيقاف سيل من الاتهامات والقذف المتبادل وإثارة الكراهية والبغض.
لكن يبدو أن هذا الكلام لم يرق للبعض، و لم يشبع نهمهم للغزو والتشنيع وإشعال نار الفتنة لأنهم كانوا يريدون مني مثلاً أن أشتم الشعب المصري وهذا لن أفعله لا من أجل دور في مسلسل ولأمن أجل الأوسكار.
وكذلك لا يمكن أن أفعل ذلك في حق شعب أحبه وأحترمه هو الشعب الجزائري حتى ولو أخطـأ مشجعوا كرة القدم في حقي و قالوا كلاماً على النت لا يليق أن يقال ولا يعبر أبداً عن حقيقة شهامة و نخوة الشعب الجزائري التي أعرفها جيداً.

في النهاية المسألة ليست مسألة دور في مسلسل فالأدوار تأتي وتذهب، بعضها ينجح وبعضها يفشل، ولكنها مسألة مبدأ دفعتني لأن أقدم هذا التوضيح متمنياً أني لفتُ النظر إلى أنه مازال هناك أناس لم يتعلموا الدرس ولم يشعروا بحجم الخسارة التي حدثت، أو لعلهم يكسبون عندما يخسر الناس، و الله أعلم.
آسف على الإطالة ومرة أخرى اعتذر للغالبية في مصر والجزائر والوطن العربي أنني أتحدث في موضوع تكرهونه، ولكن لم يكن في الأمر حيلة فنحن مع الأسف مضطرون أحياناً أن نفعل ما تكرهه نفوسنا.
والسلام عليكم ورحمة الله..