في مثل هذا اليوم من عام 1942 انتحر  الكاتب النمساوي ستيفان زفايغ وزوجته

في مثل هذا اليوم من عام 1942 انتحر الكاتب النمساوي ستيفان زفايغ وزوجته

ثقافة

الثلاثاء، ٢٣ فبراير ٢٠١٠

ولد الكاتب النمساوي ستيفان زفايغ في النمسا عام 1881وكبر في مدينة فيينا التي كانت تشكل في تلك الحقبة قلب الحياة الثقافية الأوروبية. ينحدر زفايغ من عائلة بورجوازية من عائلات النمسا، وتابع دراسته في الفلسفة حيث حصل على الدكتوراه، لكنه سرعان ما تحول عن ذلك، ليتجه إلى الأدب والفن. سافر عبر أوروبا، ليلتقي بفرويد ورومان رولان وحتى إميل فيرهايرن، وسرعان ما أصبح هؤلاء الثلاثة بمثابة «معلمين» من معلمي الفكر عند زفايغ.
كان زفايغ واحدا من دعاة السلام، من هنا حين أتت الحرب العالمية الأولى، وجدناها تحرق كل القيّم التي كان يؤمن بها، مثلما جعلته يملك وعيا متصاعدا بهذه التحولات القاسية التي عرفتها أوروبا. وإزاء ذلك، وجد «منفاه» – إذا جازت التسمية – في الكتابة ليمتاز في فن القصة القصيرة، لكنه لم يتوقف عند هذا النشاط، بل نجده أيضا شاعرا وروائيا وكاتب سير، كما ترجم أيضا إلى اللغة الألمانية بودلير ورامبو وفيرلين وغيرهم من الشعراء والكتاب.. وقد عرفت كتاباته شهرة ونجاحا كبيرا عند القراء، إلا أنها (أي الكتب) أتلفت وحرقت في العام 1933 في ساحات ألمانيا، لأنه كان يهوديا.
وبينما كان المناخ السياسي النمساوي، يتجه إلى الوقوع في الراديكالية المرعبة، هاجر زفايغ (أو لنقل نفى نفسه) إلى لندن في البداية حيث شاهد من هناك – والحزن يدمره – صعود التوتاليتارية الهتلرية بقوة، التي انتهى بها الأمر بأن ألحقت بلاده النمسا، بألمانيا العام 1938. وفي إنكلترا، التقى بلوت ألتمان، التي كانت سكرتيرته خلال كتابته سيرة ماري ستيوارت، لتصبح زوجته الثانية في العام 1940.
بعد عدة شهور أمضياها في الولايات المتحدة الأميركية، غادر الزوجان إلى البرازيل في العام 1941، بهدف الهروب من رعب الحرب التي عاشها زفايغ بمثابة رعب حقيقي كما أنه وجدها بمثابة انحلال أخلاقي كامل. وهناك، انتهى زفايغ من كتابة مذكراته «عالم الأمس» الذي قال فيها: «هكذا، لم يعد أي مكانة ولا في أي مكان.. حتى الوطن الحقيقي الذي اختاره قلبي، أوروبا، قد فقدته منذ أن لجأت للمرة الثانية إلى الانتحار، إنها تتمزق في حرب أخوية». وفي مثل هذا اليوم من عام 1942 انتحر مع زوجته