الدوار "عدم التوازن" ..الأسباب الحقيقة.. الوقاية.. والعلاج

الدوار "عدم التوازن" ..الأسباب الحقيقة.. الوقاية.. والعلاج

الأزمنة

السبت، ١٩ مارس ٢٠١١

الوقاية من الدوار تكون بعلاج ارتفاع الضغط الشرياني، الامتناع عن التدخين وارتفاع معدل الشحوم في الدم، معالجة السمنة، الابتعاد عن البرد والضجيج، والوقاية من إصابات العمل

هناك العديد من الأدوية التي تحدث أذية في الأذن الداخلية مثل خافضات الضغط بمختلف أنواعها، ومسكنات التيه أمينوغليكوزيد، وأشهرها دواء ستربتومايسين الذي يستعمل في علاج مرض السل

من المعروف بأن شكوى الحوامل في الثلث الأول من الحمل، هي من الأعراض الودّية، والدوار أشهرها، والذي يعتبر عرضاً للحمل وليس عرضاً لمرض.
والدوار المرضي يختلف عن الدوار العرضي الذي يزول تلقائياً، بدون أي مشاكل. وأشيع أسباب الدوار هو الدوار الدهليزي.
وللدوار أنواع وأسباب كثيرة.. سيوضحها لنا الدكتور محمد إبراهيم عيون الاختصاصي بأمراض الأذن والأنف والحنجرة....
*- ما تعريف الدوار (الدوخة) ؟
- هو إحساس المريض بدوران الأشياء حوله، مما يؤدي إلى عدم التوازن.
*- وما هو جهاز التوازن في الجسم... وهل الأذن مسؤولة عن التوازن؟
- جهاز التوازن عبارة عن عدّة تركيبات موجودة في عدة أماكن من الجسم تؤدي بالنتيجة إلى التوازن. ومن هذه التركيبات محيطية ومركزية. والمحيطية أوتار العضلات، الحس العميق بالجلد، السطح المفصلية، العيون، الأذنان. أما المركزية فهي عبارة عن نوى قاعدية في جذع الدماغ، والمخيخ والقشر الدماغي المختص واتصالاتها.
أما بالنسبة للأذن فإن دورها في التوازن دور مركزي.
*- وهل للدوار أنواع؟
- أجل... هناك دوار أنواع مختلفة، ويقسم بشكل رئيس إلى قسمين – كما ذكرنا سابقاً – محيطي ومركزي.
*- وما هي الأسباب المركزية للدوار؟
- أسباب نادرة لكنها موجودة كالأورام والجلطات الدماغية والاحتشاءات الدماغية، والتهاب الدماغ والسحايا، ورضوض الرأس، نقص التروية الدماغية، الشقيقة، التصلب العديد، الصرع.
*- وما هي أساب الدوار المحيطية؟
- داء مينير، التهاب عصب دهليزي، التهاب التيه، رض الرأس، الإفرنجي، الأدوية السامة للدهليز، دوار الوضعية النوبي السليم، ناسور اللمف المحيطي.
*- ذكرت عن داء مينير.. ما هو هذا الداء ؟
- اكتُشف هذا الداء من قبل طبيب فرنسي يدعى مينير في القرن التاسع عشر، ويتميز هذا الداء بارتفاع الضغط داخل الأذن الباطنة، وأعراضه الدوار، نقص سمع متموج ومترق وطنين، وإحساس بارتفاع الضغط داخل الأذن. ويأتي على شكل نوبات مفاجئة تمتد من بضع دقائق حتى 24 ساعة.
*- وما هو دوار الوضعية النوبي السليم ؟
- يتميز بدوار عندما يأخذ الرأس وضعيات معينة، ولا يوجد هنا نقص في السمع أو طنين أو أعراض عصبية أخرى. كما يتميز هذا الدوار بأنه يتحرّض بوضعية محددة يكون عليها المريض، قد تكون أثناء الوقوف أو الاستلقاء على الجانب الأيمن أو الأيسر.
*- وما هي الأدوية السامة للدهليز؟
- هناك العديد من الأدوية التي تحدث أذية في الأذن الداخلية مثل أمينوغليكوزيد، وأشهرها دواء ستربتومايسين الذي يستعمل في علاج مرض السل.
وهناك خافضات الضغط بمختلف أنواعها، ومسكنات التيه ,الستروئيدات، المدرات البولية، مضادات الملاريا، ومضادات الجراثيم مثل الفلاجيل الذي يستعمل في علاج الزحار، وناليديكسيك أسيد الذي يستعمل في علاج التهاب المجاري البولية، والتهابات الجلد.وكذلك المسكنات أهمها الأسبرين.
*- ذكرت بأن الإفرنجي يسبب الدوار... هل تفسر لنا ما هو هذا المرض؟
- هو إفرنجي الأذن الداخلية، وكل إفرنجي مكتسب أو خلقي يسبب الدوخة إضافة إلى نقص سمع حسّي عصبي.
وقد يتأخر تظاهر الإفرنجي الخلقي حتى عمر 8-20 سنة، ويكون بمظهر دار مونيير الكاذب، ويفرّق عنه بعلامة هنبرت.
أما الإفرنجي المكتسب فيسبب نمطاً مركزياً من فقدان الوظيفة الدهليزية.
*- هل تحدثنا عن رضوض الرأس وتسببه للدوار؟
- يمكن أن تسبب رضوض الرأس كسوراً في عظم التيه، وبالتالي أذية التيه الغشائي أو كسر عظم الصخرة أو قاعدة الجمجمة، وأذية العصب الثامن القحفي الذي هو عصب السمع والتوازن. أو تسبب الرضوض ناسور في الأقنية نصف الدائرية للأذن بحيث يحدث الدوار بصوت شديد أو انفجار أو بسبب حصيات الأذن التي تتحرر نتيجة الرضّ، وتؤدي إلى دوار، وتنتج دوار الوضعية السليم الذي نوهنا عنه وقد لا يكون هناك أي علامات شعاعية على وجود كسر في عظم الصخرة، وذلك بعد الرض على الرأس، ومع ذلك يشعر المريض بالدوار. وهذا يكون بسبب أذية مجهرية، لا يمكن ظهورها بالتصوير الموجود حالياً (الطبقي المحوري).
*- وما هو ناسور اللمف المحيطي؟
- هو اتصال غير طبيعي بين الأذن الوسطى، والداخلية، يحدث نتيجة عمل جراحي على الأذن مثل عملية الركابة، أو نتيجة تغيرات ضغط مفاجئة في الأذن الوسطى مثل رض الغوص الجوي، أو ارتفاع الضغط داخل القحف، مثل رفع الأثقال أو العطاس القوي، ويسبب الناسور دواراً متقطعاً ونقصَ سمع عصبي حسي متموج، يترافق بطنين وحس امتلاء بالأذن.
*- ذكرت من الآفات المركزية: الشقيقة القاعدية.. هل من توضيح؟
- هو متلازمة وعائية تنتج عن صداع معاود بفواصل زمنية تتخللها أعراض حرة. يكون الصداع عادة وحيد الجانب، ومن النمط النابض. تسبب شقيقة الشريان القاعدي، الصداع الصدغي، تشوش رؤيا، الشفع، الدوار الشديد الذي يكون متقطعاً ويمكن أن يستمر من 5- 60 دقيقة. وتحدث الشقيقة القاعدية بشكل عام عند الفتيات البالغات مرافقة لعادة شهرية قوية وقصة عائلية إيجابية.
*- وما هو التصلب العديد؟
- هو مرض مزيل للنخاعين في الأعصاب، يصيب البالغين الشباب. الدوار والدوخة هما شكايتان شائعتان، حيث توجد علامات وأعراض عصبية متعددة أخرى مثل ضبابية الرؤية أو فقدانها، أو الشفع، أو القسط المفصلي، تشوش الإحساس، كالإحساس بالخدر أو النمل أو الحكّة والهزع. ويمكن أن تشاهد الرأرأة العفوية حيث تكون الرأرأة النواسية المكتسبة والرأرأة المنفصلة والرأرأة المتذبذبة عموديا، وتشكّل تظاهرات هامة في التشخيص.
*- وما هي الرأرأة ؟
- هي حركة متذبذبة إيقاعية لا إرادية للعينين، قد تكون أفقية أو عمودية أو دائرية، لها مركّب سريع، ومرطّب بطيء في الرأرأة الدهليزية. أما الرأرأة العينية المنشـأ، فهي رأرأة نواسية متساوية بالطورين، أي ليس لها مركّب بطيء أو سريع.
*- وكيف يشخّص الدوار؟
- يتم تشخيصه حسب الأعراض والعلامات التي تظهر عند المريض وقد يلجأ الطبيب إلى اختبارات مساعدة حتى يتم التشخيص بدقة، وتقسم الاختبارات إلى مجموعتين، سريرية ومخبرية.
السريرية مثل الرأرأة، الناسور، رومبيرغ، اختبار المشية، مناورة هالبيك، اختبارات الاختلال على السيطرة على مناطق الإحساس، أو عدم القدرة على إجراء حركات متناسقة سريعة أو عدم القدرة على حركة الارتداد، أو عدم تناسق المشية، أو الهزع المتقطع.
أما المخبرية فهي الاختبار الحروري، تخطيط الرأرأة الكهربائي، اختبار المحركة البصرية، اختبار الدوران، واختبار الغالفاني وتخطيط الوضعية.
ويضاف لهذه الاختبارات التصوير الطبقي المحوري والرنين المغناطيسي.
*- والعلاج ؟
- يكون علاج الدوار حسب المرض المسبب، فإذا كان مركزياً، فيكون بعلاج الآفة المركزية من قبل طبيب العصبية، أما إذا كانت الإصابة محيطية - وهي الأشيع - يكون علاجها من قبل طبيب الأذنية.
وبشكل عام يعطى مثبطات الدهليز لعدة أيام، ومقويات للعصب الدهليزي لفترة زمنية.
*- وماذا عن الوقاية؟
- الوقاية من الدوار تكون بعلاج ارتفاع الضغط الشرياني، الامتناع عن التدخين وارتفاع معدل الشحوم في الدم، معالجة السمنة، الابتعاد عن البرد والضجيج، والوقاية من إصابات العمل.

  وفاء حيدر