عشق أباد مدينة السحر والخيال تدخل في سجل الرياضة العالمية بامتياز

عشق أباد مدينة السحر والخيال تدخل في سجل الرياضة العالمية بامتياز

الأخبار الرياضيــة

الأحد، ٢٤ سبتمبر ٢٠١٧

لا شك أن الزائر لعشق أباد عاصمة تركمانستان، يصاب بالدهشة والانبهار من جمال مدينة عشقت الرخام فتلونت نهضتها العمرانية بلونه الأبيض، وانصهرت فيها ثقافات عديدة إسلامية وروسية وأذارية وفارسية... رسم ملامحها تاريخ قديم قدم هذه المدينة الرخامية العريقة.
وتقع تركمانستان في آسيا الوسطى، تحدها أفغانستان من الجنوب الشرقي، وإيران في الجنوب والجنوب الغربي، وأوزبكستان من الشرق والشمال الشرقي، وكازاخستان من الشمال والشمال الغربي وبحر قزوين من الغرب. وقد كانت تركمانستان سابقا إحدى الجمهوريات التابعة للاتحاد السوفيتي، تتربع على مساحة 491 كيلومتر مربع، يقطنها 5.12 مليون نسمة، أكثر من 90 بالمائة منهم مسلمون.
 "عشق آباد" عاصمة تركمانستان وإحدى ولاياتها الخمس،هي واحدة من أجمل وأروع مدائن العالم في عمرانها الفريد ومساحاتها الخضراء وحدائقها الغناء التي تتحدى المناخ الحار صيفا وباردا شتاء كما أنها واحدة من أجمل عواصم المعمورة برونقها الخاص والمنفرد الذي يقوم على الرخام الأبيض المستورد من تركيا وإيطاليا.
وانطلق تشييد "المدينة الرخامية" وتغيير وجه العاصمة "عشق آباد"، منذ استقلال تركمانستان عن الإتحاد السوفياتي عام 1991، خلال عهد الرئيس الأول صابر مراد نيازوف، واستمر الأمر مع وصول الرئيس الحالي لتركمانستان قربان قولي بيردي محمدوف للحكم في عام 2007، من خلال بناء مئات الأبراج والعمارات الضخمة المترامية الأطراف على سهول المدينة التي كانت بالأمس القريب أراضي جرداء يكسوها الثلج شتاء والجفاف صيفا.

تناسق وتناغم وعداوة مع السّجائر
 عشق أباد عاصمة تبدو مولودة من رحم الرخام وهي تتفتح بفتنة وسحر على الأفق ببناياتها الرخامية وشوارعها الواسعة والنظيفة التي تتراكم حولها الحدائق والمساحات الخضراء، وتكتنز بين حنياها أرصفة مشيّدة بالرخام الأسود، ومواقف حافلات ليست كغيرها، فهي مجهزة بمكيفات للتبريد وشاشات تلفزيونية.
وما يميّز هذه التحفة الفريدة أيضا، عناقها الدائم لنظافة خيالية ولافتة في كلّ الشّوارع، إذ تمضي النّهار متجوّلا دون أن تجد أثرا لقمامة أو ما يشوّه صورة هذه اللوحة التي لن ترى مثيلها في أي مكان، خاصة وأنّ أهم ما يميّزها مع بقية المحافظات الأربع الأخرى المكونة لتركمانستان، هي طلاقها البائن مع السّجائر، فالتدخين في كامل البلاد ممنوع بقرار حكومي على جميع الشّعب التركماني وحتى الزائرين.
وبين أحضان هذه القطعة الرخامية اصطفت العمارات الشاهقة البيضاء للمباني الحكومية والوزارات في شارع واحد، ليزيّنها اخضرار الأشجار ومختلف ألوان الأزهار، في تناسق تام، مثلها مثل مباني التعليم العالي والجامعات التي تنتصب على طول شارع آخر كما شيّدت بالمدينة عديد المتاحف والنصب التذكارية مثل نصب الاستقلال ونصب الحياد، ومسجد جميل، ودار للسعادة لإقامة حفلات الزواج، فضلا عن المطار الجديد الذي اتخذ شكل صقر ودشن سنة 2016.
ودخلت "عشق آباد" عام 2013، وهي تتربع على مساحة 22 كيلومتر مربع وقامت على أنقاض مدينة دمرها زلزال شديد عام 1948 أودى بحياة ثلثين من سكانها، موسوعة غينيس العالمية لامتلاكها أعلى نسبة من المباني الرخامية، منها 543 مبنى جديد مكسو بـ 4.5 مليون متر مكعب من الرخام الأبيض. بينما يضم الشارع الرئيسي، بيتاراب تركمانستان سايولو الذي طوله 12.6 كم ويضم 170 مبنى عادي مكسو بـ 1.1 مليون متر مكعب من الرخام الأبيض. وحسب موسوعة غينيس، فلو يتم وضع الرخام على الأرض فسيغطي واحد متر مربع لكل 4.87 متر مربع من مساحة أراضي العاصمة عشق آباد.

قرية أولمبية بجودة عالمية
ولأن مدينة حديثة في صورة "عشق أباد"، لا يكتمل رونقها دون مرافق رياضية عصرية، انطلق سنة 2010 مشروع لتجسيد قرية أولمبية من طراز عالمي، وقد تم تشييدها وتجهيزها لاحتضان أول فعالية آسيوية في تاريخها، المتمثلة في دورة الألعاب الآسيوية الخامسة للصالات والرياضات القتالية .
 القرية الأولمبية التي ولدت من رحم المدينة الرخامية لعشق آباد، يمكن وصفها بالأسطورية، لأنها قرية متكاملة وبإمكانها استضافة أحداث رياضية عالمية كبرى، نظرا لما تحويه من مرافق متطورة تنسجم مع المعايير الرياضية الأولمبية إذ تحتوي المدينة على ملعب أولمبي يعلوه رأس حصان كرمز ثقافي مقدّس لدى التركمانيين، بالإضافة إلى 30 منشأة رياضية أخرى.
وتحتوي القرية الأولمبية لعشق آباد على 200 مبنى يتشكل كل واحد منها من 12 طابقا، ونحو 1500 شقة تحتوي على 10 آلاف سرير ولا يزيد عدد الرياضيين في الشقة الواحدة عن الأربعة إضافة إلى توفر شقق من سريرين.
 الرقم الفاعل الذي تعطيه اللجنة المنظمة للألعاب اهتماما خاصا، هم المتطوّعون، حيث يتواجد 8 آلاف متطوّع من الجنسين تم اختيارهم من ضمن 12 ألف متطوّع دخلوا المسابقة قبل أكثر من عام عن موعد انطلاق الدورة.
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏‏ليل‏، و‏‏جسر‏، و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏ و‏ماء‏‏‏

 

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏ليل‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏