يجمع بين 95 شخصية من الشباب والمخضرمين … «وهم».. ملامسة الأزمة السورية بتفاصيل حياتية

يجمع بين 95 شخصية من الشباب والمخضرمين … «وهم».. ملامسة الأزمة السورية بتفاصيل حياتية

سينما

الخميس، ٧ سبتمبر ٢٠١٧

عقدت المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي مؤتمراً صحفياً للتعريف عن عملها الجديد «وهم» (تأليف سليمان عبد العزيز وإخراج محمد وقاف)، على أن ينطلق التصوير صباح اليوم في دمشق.
العمل بوليسي يروي حكاية تجمع سكاني بسيط، ويرصد هموم ومشاكل السكان، ويلامس الأزمة السورية بتفاصيل حياتية.
وتتقاطع الخطوط مع خط الهجرة الذي يروي معاناة الشباب المهاجرين، ويعرج على الأسباب للوصول إلى النتيجة.
ويؤدي أدوار البطولة كل من: زهير رمضان، صفاء سلطان، زهير عبد الكريم، محمد الأحمد، رامز الأسود، عبير شمس الدين، ليليا الأطرش، يحيى بيازي، حازم زيدان، علاء قاسم، محمود خليلي، آمال سعد الدين، طارق نخلة، فراس الحلبي، سهيل صالح، مازن لطفي، ميريانا المعلولي، وضاح حلوم، زيناتي قدسية، سامر الزلم، رسا رستم، مازن عباس، رسل الحسين، علا سعيد، علياء سعيد، نور علي إضافة إلى مجموعة من الوجوه الشابة، حيث يصل عدد الشخصيات في العمل إلى 95 شخصية.

إضافة حقيقية
تمنت مديرة مؤسسة الإنتاج ديانا جبور نجاح العمل وأن يكون إضافة حقيقية للمشهد الدرامي السوري في أول تعاون مع الفنانين زهير عبد الكريم وصفاء سلطان.
وأشارت إلى الاستعانة بالعديد من الوجوه الشابة، بعدما أجرت المؤسسة بالتعاون مع المخرج تجارب لاختيار الكادر الفني، في محاولة لضخ لون جديد وروح جديدة إلى اللوحة الدرامية السورية.
ورداً على سؤال «الوطن» أجابت جبور: ليست المرة الأولى التي نستعين فيها بالوجوه الشابة، فالعمل يتطلب استيعاب هذه الوجوه، والتجربة ذاتها أجريناها على مسلسلي «أزمة عائلية» و«ترجمان الأشواق»، وقد كرسنا هذا التقليد أكثر من مرة.
وأكدت أن السينما الأميركية والهندية دائماً ما تجمع بين النجوم والوجوه الشابة.
تجربة مختلفة
بدوره، تمنى المخرج محمد وقاف أن تكون هذه التجربة مختلفة وتضيف إلى الدراما السورية، مشيراً إلى أنه عمل مع الكاتب ورشات عمل لمدة عام قبل أن يعرض العمل على المؤسسة مع التركيز على شقين، الأول تقديم شيء مرتبط حتماً بالأزمة بعيداً عن المجريات الحقيقية كحجم الدمار مثلاً، والثاني الاقتراب من الحالة الإنسانية من خلال تسليط الضوء على حياة الإنسان واستمراريتها رغم الألم والحزن، مؤكداً أن العمل يأخذ الطابع الاجتماعي البوليسي الذي هو الحامل الرئيسي لأحداث العمل، إضافة إلى خطوط مهمة مرتبطة به ألا وهو خط الهجرة غير الشرعية وتجارب الشباب وظروفهم التي دعتهم لذلك.
وألمح إلى وجود علاقات حب جميلة جداً، وتسليط الضوء على جيل الشباب الذي فقد توجهه خلال الأزمة، وكيفية تكوين نفسه في ظل التأثيرات المحيطة.
وأضاف: وصلنا إلى صيغة لإعطاء فرصة للوجوه الجديدة وطلاب السنة الرابعة أدواراً مهمة وليست ثانوية، انطلاقاً من حق الخريجين بنيل فرصهم بشكل سريع وليس بعد عشر سنوات، وفسح المجال لإبراز مواهبهم لإيماننا بموهبتهم باعتبارهم النواة الأساسية في الدراما السورية، إلى جانب الجيل القديم الذي يعتبر فاكهة جميلة واللمسة المضافة على العمل.

العمل الثالث
وكشف الكاتب سليمان عبد العزيز أنه «وهم» هو العمل الثالث له مع المؤسسة، ويتحدث عن الهجرة بطريقة غير شرعية وأسبابها للوصول إلى النتيجة.
وقال: أنا ابن محافظة الحسكة، وعامودا التي مرت بظروف صعبة وقاسية وبالاتفاق مع المخرج تم تأليف بعض المفاصل بصبغة بوليسية وعلاقة متشابهة الغاية، منها تسليط الضوء على خلية وتجمع سكاني بكل همومه ومشاكله.

كل الحب
وقال زهير عبد الكريم: أحببت دوري كثيراً، وهو ابن الأزمة، بشخصية وزير سابق ورجل أعمال ثري جداً، لكنه حرامي ونصاب، وقبل قراءتي للشخصية اتخذت قرار الخضوع لريجيم، لكن بعد قراءتها عدلت عن الفكرة، وإن شاء الله يكون الفعل أفضل من الكلام، وهو عمل جديد عليّ وعلى المؤسسة.
وتابع: أحترم محمد وقاف كمخرج، وسبق وقلت أن معظم المخرجين لا يمتلكون مشروعهم الخاص بغض النظر عن نوعية العمل.
ورأى أنه خلال سنوات الحرب قلت الأعمال كثيراً، وقد قبلت المشاركة في هذا العمل لأنني أحببته، رغم أنني قررت قبل فترة أني سأترك التمثيل بشكل نهائي، والعمل في الإعمار، ولو أني لم أحبه لما قبلت المشاركة فيه، وأكن للمؤسسة كل الحب.

التعاون الأول
وقالت صفاء سلطان إنها حرصت على الحضور في المؤتمر رغم مرض والدتها، وأبدت سعادتها بالتعاون الأول مع المؤسسة، مشيراً إلى أن الظروف الصعبة كانت تمنعها سابقاً من العمل معها، بسبب عدم وجودها في سورية، والحمد للـه الآن استقرت في دمشق وجاءت إلى هنا لدعم الدراما السورية، وسعيدة بأن المؤسسة استقدمتها لهذا العمل.
وأضافت: إن العمل جماعي ومشترك وليس فردياً، وخاصة عندما نعمل بمحبة لأن المحبة تنعكس على الشاشة حتى لو كان العمل تراجيدياً.
وأردفت: هذه المرة الأولى التي أتعامل فيها مع المخرج محمد وقاف، وأشكره على الثقة، فالدور جديد عليّ، وأول مرة سألعب دوراً كهذا، وأنا وصلت لمرحلة النضوج الفني أتمنى أن أقدم شيئاً جديداً لهذا العمل، وسعيدة بالعمل مجدداً مع الزميل زهير عبد الكريم.
وأبدت سعادتها بأن سورية بدأت تستعيد عافيتها، وأن الدراما السورية فارضة نفسها بكل مكان في العالم ومتابعة من مختلف الجنسيات، وجميع الناس تعشقها وتنتظرها على نار، حتى وإن اكتفى بثها عبر القنوات المحلية فقط، لدرجة أن البعض يمكن أن يدفع أموالاً ليشترك ويشاهد أعمالنا، لأنها دراما راقية رغم كل الصعوبات، وسنستمر بمحبينا لبعضنا البعض وستتألق وتبقى الرقم واحد في الوطن العربي.
ورداً على سؤال أجابت أن من يقول أن المؤسسة لا تدفع أجوراً جيدة فهو مخطئ، ودوماً أعترف أن الدراما السورية هي التي صنعتني بكل فخر، وأنا بنت هذه الدراما وأنا ممثلة أنتمي للفن السوري.

مواهب شابة
وقالت نور علي إنها طالبة بالسنة الرابعة في المعهد العالي للفنون المسرحية، وشكرت وقاف وجبور لإعطائها الثقة بإيلائها أدواراً تحتاج إلى عمل وجهد، وبكل تأكيد خائفة باعتباره الدور الأول لي، وأتطلع للاستفادة مما تعلمته في المعهد العالي للتعامل مع شخصيتي والشخصيات الأخرى لأقدمها بإتقان.
بدورها علياء سعيد التي تدرس بالسنة الرابعة أيضاً أكدت وجود تخوف بين الورق والتطبيق العملي في أولى التجارب، في كيفية قراءة النص وتجسيده وبث الروح فيه وتحوليه إلى واقع.
وقالت رسل الحسين: إن التجربة الدرامية الأولى تحملها وتحمل القائمين على العمل مسؤولية كبيرة، وأتمنى أن أنجح بتقديم أداء جيد، وسعيدة بالتعاون مع صفاء سلطان بعدما عملنا معاً في فيلم سينمائي.
وأشارت علا سعيد إلى أنها لم تكن تتوقع أن تجد الفرصة المناسبة فور تخرجها في المعهد العالي، وأكدت أن المخرج جلس مع الخريجين وتحدثنا طويلاً بالتفاصيل وأخبرنا أننا من حقنا أن نحصل على هذه الفرصة.

ثاني الأعمال
يعد مسلسل «وهم» ثاني أعمال المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي بعد مسلسل «وحدن» الذي يصور حالياً في مدينة السويداء تحت إدارة المخرج نجدة إسماعيل أنزور، وهو عمل اجتماعي معاصر، يسلط الضوء على مصير عوائل تضطر النساء فيها إلى حماية المكان بعد التحاق الرجال بالخدمة العسكرية في ظل الظروف الراهنة.