"المُعفّشون" يعكرون فرحة النصر في داريا

"المُعفّشون" يعكرون فرحة النصر في داريا

أخبار سورية

الثلاثاء، ٣٠ أغسطس ٢٠١٦

أقدم جبهات ريف العاصمة و التي دارت فيها أعنف الاشتباكات بين قوات الجيش و الميليشيات المسلحة , يستسلم المسلحون فيها و يعلنون موافقتهم الرحيل إلى إدلب ليتم بذلك انتصارٌ عظيم و فرحة عارمة سادت الشعب السوري لحظة خروج آخر مسلح من داريا، لتأتي بعدها الصدمة.
مجموعات ترتدي الزي العسكري و تحمل سلاحاً ظهرت فجأةً فهم وجوه غريبة على من حرر داريا ليهمّوا في الدخول إلى المدينة، ليس للتمشيط و ليس لتفكيك العبوات أو البحث عن المقابر الجماعية، بل دخلت للسرقة أو ما بات يُعرف بـ"التعفيش".. تعفيش ما يكذبون على أنفسهم و على الشعب و يسمونها بـ"الغنائم الحربية" مع العلم أن الغنائم تكون عادة لمن قاتلوا وتخص الطرف المحارب ، كما أن الغنائم تكون لصالح الدولة و ليس لصالح أفراد كالأسلحة وغيرها .
الجدير بالذكر أن ذات المعفّشون لم يدخلوا داريا أيام الحرب، و أن سلاحهم لم يستخدم قط في الدفاع على جبهاتها، و أيضاً نعلم أن الذين استشهدوا و جُرحوا و خُطفوا أثناء المعارك لم يقاتلوا من أجل دخول داريا لسرقتها، بل قاتلوا دفاعاً عن كل سوري يقطن بالعاصمة، متصدين بدمائهم لميليشيات متطرفة تتلذذ بطعم الدماء.
تُكافأ اليوم دماء شهدائنا بسرقة علنية على الملئ، من قِبل انتهازيين لو تمت دعوتهم إلى المعركة لكانوا أول الفارّين.. فهل من المعقل عدم وجود قوة تلجم من يشوه سمعة الجيش على الجبهات؟ و هل أصبح التعفيش أسلوب حياة لا مفر منه؟ و لماذا تقف أجهزة الدولة عاجزة عن محاسبة هؤلاء المتسلطين المسيئين لها؟