باريس تتحضر لكروسان بنكهة البارود والدم!

باريس تتحضر لكروسان بنكهة البارود والدم!

تحليل وآراء

السبت، ٢٥ يونيو ٢٠١٦

نشرت صحيفة ميديا بارت الفرنسية تحقيقاً حول مصير المقاتلين العائدين إلى فرنسا من سورية والعراق. وتحدثت عن مقاتل يدعى نيكولا عائد إلى فرنسا منذ سنة، عن دوافع ذهابه لسورية، وعن ظروف العيش هناك، فضلاً عمّا تعرّض له بعد عودته لفرنسا. وقال نيكولا الذي اعتنق الإسلام في سن التاسعة عشرة، متحدثاً عن نظرة المجتمع الفرنسي للعائدين من ساحات القتال: إنّه "يتم التعامل معهم وكأنّهم وحوش"، ولفتت الصحيفة أنّه وحتى يتمكن من التوجه إلى سورية، استقال نيكولا من عمله؛ وترك زوجته التي اتفق معها أن تنضم إليه بعد وصوله، وتابعت أنّه انضم بعد ذلك إلى جبهة النصرة بهدف التدرب على السلاح والقتال. وفي خريف سنة 2014، عاد الزوجان إلى فرنسا "لأسباب عائلية"، حيث انتقلا إلى تركيا أولا ثم عادا إلى فرنسا في سرية تامة. وحرصاً منه على ألا يتم رصده من قبل أجهزة الاستخبارات الفرنسية، قطع نيكولا كل اتصالاته مع سورية. لكن أحداث شارلي ليبدو تسببت في اعتقاله. وأخبرته الشرطة بأنّهم على علم بوجوده سابقاً في سورية وأنّه يعيش الآن حياة بعيدة كل البعد عن "الجهاد والإرهاب"، لكن ينبغي وضعه تحت المراقبة، وختمت أنّ نيكولا يُعد محظوظاً، لأنّه لم يُطبّق عليه القانون الذي سُنّ منذ أشهر، والذي يقضي بسجن المقاتلين العائدين من سورية أو العراق.
هذا التقرير تزامن مع مقطع فيديو بثه تنظيم داعش الإرهابي فيما تُسمى "ولاية حلب"، تحت عنوان “على خطا والدي”، ومدته 14 دقيقة، لطفلين فرنسييْن يقومان بعملية إعدام لسجينين سوريين وسط منطقة نائية في مدينة حلب السورية، ويتوعد أحد الطفلين الفرنسيين بموعد مع القتل لأن باريس تقتل المسلمين في "الدولة الإسلامية" بحسب قوله.
إذاً فإن هذين الحدثين وتزايد المخاوف الفرنسية الظاهرة من خلال وسائل الإعلام تبين بأن باريس باتت تحت ما يُسمى  "المجهر الجهادي" لتنظيم داعش، فهل سيكون هناك عملية إرهابية قريباً في عاصمة الكروسان؟ وكيف ستؤثر تلك التهديدات المتزايدة على السياسة الخارجية الفرنسية إزاء ملف الإرهاب وما يجري في سورية؟