ذكريات دمشقية قبل 90 عاماً.. بقلم: سامي د.مبيض

ذكريات دمشقية قبل 90 عاماً.. بقلم: سامي د.مبيض

تحليل وآراء

الخميس، ٢٦ نوفمبر ٢٠١٥

الثورة السورية الكبرى تصل إلى قلب العاصمة دمشق بعد أربعة أشهر من اندلاعها في جبل العرب والغوطة الشرقية. أربعمئة خيال من الشاغور يدخلون سوق البزورية بقيادة حسن الخراط متجهين إلى قصر العظم لإلقاء القبض على المندوب السامي موريس ساراي، ليكتشفوا فوراً أن الجنرال الفرنسي غير موجود في العاصمة السورية.
الجيش الفرنسي يطوق المكان ويبدأ بقصف المدينة القديمة بعد عزلها عن بساتينها، ما يحرق القصر وحي سيدي عامود بأكمله. الجيش الفرنسي يمنع سيارات الإسعاف والإطفاء من التوجه إلى قلب المدينة، ويعتقل النساء في محطة القدم، ويضرم النار في حي الجزماتية والميدان، ويحرق عدداً من المتاجر والمخازن في سوق الحميدية حيث يسقط جزء من السقف الأثري فوق الأهالي.
مجزرة دمشق تهز العالم العربي ويكتب عنها أمير الشعراء أحمد شوقي:
"سَلامٌ مِن صَبا بَرَدى أَرَقُّ         وَدَمعٌ لا يُكَفكَفُ يا دِمَشقُ
دَمُ الثُوّارِ تَعرِفُــــــــهُ فَرَنســـــــــــا         وَتَعلَمُ أنه نورٌ وَحَقُّ
وَلِلحُـــــــــرِّيَّةِ الحَمراءِ بـــــــــابٌ          بِكُلِّ يَدٍ مُضَرَّجَةٍ يُدَقُّ
جَزاكُمْ ذو الجَلالِ بَني دِمَشقٍ      وَعِزُّ الشَرقِ أَوَّلُهُ دِمَشقُ".