وسط حضور ثقافي وشعبي.. نزار هنيدي يوقع أعماله الشعرية الكاملة

وسط حضور ثقافي وشعبي.. نزار هنيدي يوقع أعماله الشعرية الكاملة

شاعرات وشعراء

الخميس، ٢٠ أغسطس ٢٠١٥

وسط حضور ثقافي وشعبي تم مساء أمس توقيع الأعمال الشعرية الكاملة للدكتور نزار بريك هنيدي في حفل إقامته الهيئة العامة السورية للكتاب بصالة الوقف بجرمانا.1

وتتضمن الأعمال الكاملة للشاعر هنيدي التي صدرت عن هيئة الكتاب مؤخرا دواوينه الشعرية المنشورة بين عامي 1977 و2010 وهي “البوابة والريح ونافذة حبيبتي وجدلية الموت والالتصاق وضفاف المستحيل وحرائق الندى وغابة الصمت والرحيل نحو الصفر والطوفان ولا وقت إلا للحياة”.

وفي كلمته التي ألقاها خلال الحفل قال المدير العام لهيئة الكتاب الشاعر الدكتور جهاد بكفلوني عملت وزارة الثقافة في الآونة الأخيرة على نشر كل أجناس الشعر وأنواعه فجمعت بين الشعر القديم والحديث وهذا ما حصل مع المجموعة الكاملة للشاعر هنيدي بعد أن توفرت فيها الصفات الفنية الملائمة.

ثم ألقى بكفلوني قصيدة شعرية عبر فيها عن مشاعره الداخلية بمناسبة توقيع كتاب شعري تضمن شكلا من أشكال الشعر الحديث الذي أثبت وجوده في العصر الراهن دون أن يتخلى عن أصالة الموسيقا وجمالية الألفاظ فقال..sana.sy

“صببت الماء ثم دلفت عدواً .. إلى تكريم شاعرنا الجميل

وجاء الشعر فانفتحت حدود .. تخطت عالم الوحي المنيل

ترود اللانهاية في ثبات .. ولم تعبأ بأعباء السبيل

أخي نزار دنيا الشعر كون .. رحيب لا يصيب بالكبول

فأطلق مهره يعدو نشيطاً .. ويصهل في البراري والسهول”

وأوضح رئيس اتحاد الكتاب العرب الدكتور حسين جمعة خلال كلمته التي جاءت بعنوان “الشاعر بين الانتصار والانفصال” أنه شارك في الحفل لأنه يعتبر الشاعر هنيدي حداثاويا ولأنه اختار اتحاد الكتاب ولعشرات السنين ليصدر عبره دواوينه مشيرا إلى أن الشاعر الذي جمع بين مزاولة مهنة الطب وقرض الشعر صاحب روح شعرية مميزة ويستحق التكريم فضلا عن كونه رئيس فرع اتحاد الكتاب العرب بريف دمشق وهو من الذين ساهموا في إغناء الحركة الثقافية والشعرية السورية.sana.sy

ورأى رئيس اتحاد الكتاب أن الشاعر هنيدي تميز بإحساس وتكثيف للعبارة وحضور في عبارته الشعرية بشكل مدهش فالشعر هو معرفة في ما وراء المعرفة ولم يكن شاعرنا بعيدا عن هذا الوصف.

أما الدكتور غسان غنيم مدير التأليف في هيئة الكتاب قال في قراءته النقدية التي جاءت بعنوان إطلالة على أعمال نزار بريك هنيدي الشعرية “إن الشاعر في نصوصه يرحل نحو مبتدئ كل شيء محاولاً أن يحطم العدم ويمحق السكون ثم يجدف في النهر عبر بوح وأغنية وليؤكد أنه ما زال يؤمن بالحب حبلاً لخلاص البشرية على الرغم من أننا نعيش زمنا نرى فيه أنفسنا نرحل نحو السرب”.

في حين ألقى الشاعر الدكتور راتب سكر أستاذ الأدب المقارن في جامعة دمشق وعضو المكتب التنفيذي في اتحاد الكتاب العرب قصيدة بعنوان نزار بريك هنيدي عبر فيها عن محبته للشاعر مبيناً الصفات الإنسانية التي يتمتع بها بأسلوب رمزي حداثاوي غلبت عليه الدلالة والإيحاء فقال..

في بساط الغيم مكتوب

سيأتي فارس يلهو قليلاً

بكلام ذي رنين

يملأ المعنى فراقاً وعذاباً

ثم يكوي ما يواري من ضياء .. في صناديق من السر الدفين.2

وأعرب الدكتور تامر قسام رئيس مجلس مدينة جرمانا عن اعتزاز المدينة بأنه خرج منها شاعر بقامة هنيدي ساهم في تنمية العلم والمعرفة معتبرا أن الشاعر نجح إلى حد بعيد في الإبقاء على راية الشعر السوري مرفوعة كما تسلمها من الأجداد والآباء.

وختم الدكتور الشاعر نزار بريك هنيدي الحفل بكلمة شكر فيها الكتاب والمثقفين الذين ساهموا بالحفل معتبراً أن هذه الظاهرة هي عامل مهم في تنمية الثقافة وفي التعبير عن حضارة الكتاب السوريين وأهمية أدبهم وأن وزارة الثقافة تهتم بكتابها وأدبائها وتعمل على رعايتهم وتسليط الضوء على نتاجاتهم الإبداعية.

وتعالج الأعمال الشعرية الكاملة للشاعر هنيدي القضايا الإنسانية والاجتماعية بأسلوب شعري حديث جمع بين الأصالة والحداثة استطاع فيها أن يكون قريبا من ذائقة المتلقي عبر شكلين مختلفين من الشعر الحديث الأول هو القصيدة الطويلة والثاني هو الومضة الشعرية القصيرة والتي سماها منمنمة.3

يذكر أن الشاعر الدكتور نزار بريك هنيدي من مواليد جرمانا عام 1958 حاصل على إجازة في الطب البشري من جامعة دمشق سنة 1982 وعلى شهادة الدراسات العليا في الجراحة العامة سنة 1986 يمارس عمله كطبيب جراح في عيادته وفي مستشفيات دمشق له ثمانية دواوين شعرية وكتابان في الطب وتناول شعره بدراسات أدبية عدد من النقاد السوريين والعرب.

محمد الخضر