قراءة مختصرة لمعارضة مشفّرة!؟.. بقلم: عبد السلام حجاب

قراءة مختصرة لمعارضة مشفّرة!؟.. بقلم: عبد السلام حجاب

تحليل وآراء

الثلاثاء، ٤ أغسطس ٢٠١٥

أكاد أجزم، بأن الأغلبية العظمى من السوريين لم يعد يهمهم معرفة إضافية لتثبيت معرفة يقينية، بعد أن انكشف المستور عن نشوء هذه المعارضة الشوهاء أو تلك، وبان اصطفافها تحت أحزمة أمان متنوعة، بألوان وجنسيات متعددة، وأقامت في فنادق الرفاهية بالخارج، مجاورة لغرف استخبارية معدة لـ"التشفير" أميركية صهيونية، بحسب حاجة الدور والوظيفة، وأما تفاصيل ورموز مفاتيح الدخول، فللشياطين دورها من المال إلى الانتهازية إلى العمالة.
حيث لكل مرتبة ومرحلة، كشف أجنداتها الإرهاب التكفيري والمعولم فور خروجه من القمقم، فلم يعد التشفير سراً، ولا سلوك المشفرين في المعارضة وما أسفر عنه من عدمية سياسية وأخلاقية فضيحة أو عاراً!؟
وعليه، فإن أي قراءة سياسية لمثل هكذا معارضة مشفرة، وإن كانت قراءة مختصرة، لابد أن تطرح بداية السؤال التالي: هل يصعب على من باع ذاكرته وأهله والمبادئ والقيم، أن يبيع سورية وشعبها ومن دون أن يرف له جفن..!؟ وأثق بأن الإجابة لديك.. صديقي القارئ، ولا يمنع أن أتابع بسؤال آخر في هذا الاتجاه.
هل من حاجة لبراهين أو شواهد لسجل من العار الغارق بدماء السوريين الذي بدأ صفحته الأولى قبل أربع سنوات وعدة أشهر بجرائم الملثمين المسلحين بحق المواطنين الآمنين والدولة في درعا، وليس بعيداً عن هذه الصفحة الجرائم الإرهابية التي ارتكبت بواسطة قناصات الإرهابيين في حمص، ثم تبعها تفنيد مضامين شيفرة الإرهاب بكل تفاصيلها العلنية والسرية، الداخلية والخارجية، ولم تكن شيفرة قلع الأظفار في درعا وشيفرة الفتاة المحجبة وخليتها الإرهابية المرافقة في سوق الحميدية وقرع الطناجر في أحد أزقة دمشق القديمة إلا تنفيذاً لمخطط تم وضعه على الإنترنت من اسطنبول لغاية أساسها استباحة دماء السوريين وقدرات سورية وتاريخها والسعي إلى تدمير مستقبلها!؟
ألا يعني ذلك أن أي قراءة، ومن دون أن ندخل في تفاصيل المؤامرة التي رسم الخارج بدوله وأمواله ومرتزقته وأسلحته وسياساته، لن يعدو كونها إضافة تفصيلية، وإن كانت تؤكد يقين السوريين وقدرتهم على الإدراك بإبداع والتبصر بحكمة والإقدام بشجاعة لصنع الحياة.
لاشك في أني لست غيفارا الذي طالب رفاقه في المقاومة أن يمعنوا النظر في عيون الغزاة ليحفظوا وجوههم، فلا يضيع هدف الدفاع عن الوطن وحماية الوجود.
كما لست لقمان الحكيم يوصي أبناءه بالصبر والحكمة، أمام شيفرة الفوضى الهدامة ورموزها السوداء ومفاتيحها الفاسدة.
لكنني مواطن سوري قرأ المؤامرة وأجنداتها الداوية وما ترمي إليه معارضة مشفرة، ولست وحيداً باليقين أنها عبثية بالشكل والمضمون وفاقدة للصلاحية في الزمان والمكان اللذين يصنعهما السوريون برصيد ثقافي وحضاري عميق الجذور.
ولعلي أجزم مجدداً بأن عين السوريين الوطنية ثاقبة ولم تخطئ  يوماً التحليل والاستنتاج وأن عقلهم المبدع قادر على تفكيك رموز تلك الشيفرة ودحر أدواتها الإرهابية.
ومن يقرأ الواقع الراهن ويتفحص مآلاته، يزدد يقيناً، بفشلهم وخسارتهم وأن الهزيمة تلاحقهم، مثلما يزداد ثقة بأن كلمة السر غير المشفرة لدى السوريين جيشاً وشعباً هي الذهاب إلى تحقيق النصر الذي بات أقرب من حبل الوريد.