حفل تأبين للشاعر عمر الفرا في مكتبة الأسد الوطنية

حفل تأبين للشاعر عمر الفرا في مكتبة الأسد الوطنية

شاعرات وشعراء

الأحد، ٢ أغسطس ٢٠١٥

بمناسبة مرور أربعين يوما على وفاة الشاعر الكبير عمرا الفرا أقامت وزارة الثقافة ظهر اليوم حفلا تأبينيا وذلك في مكتبة الأسد الوطنية بدمشق وسط حضور ثقافي وإعلامي لافت.
وتخلل حفل التأبين عرض فيلم وثائقي قصير تضمن لمحة عن حياة الشاعر عمر الفرا وتحولات مسيرته الشعرية بين الغزل والمقاومة إضافة إلى بعض قصائده في اللغة الفصيحة واللهجة المحكية والتي تناولت قضايا اجتماعية ووطنية مهمة.
وأشار وزير الثقافة عصام خليل في كلمته إلى أن النمط الشعري الذي كان يكتبه الراحل الفرا كان له أثر على الصعيدين الإنساني والنضالي.
كما ألقى خليل نصا شعريا رثى فيه الفرا مستخدما الصور والإيحاءات الدالة على عاطفته الفياضة تجاه شاعر مات بعد أن خدم قضايا الشعر بكل أنواعها سواء كان في اللغة الفصيحة أو اللهجة المحكية فقال..
سلام على كل حرف توضأ في مقلتيك
على كل موت كتبت وعانيت
ثم سلام على الماء
يمشي علينا ..ويمشي بنا
ثم يذرو مواويلنا في براري السنين
سلام على الشعر يمسك بالأرض من يدها كي تقوم
ويستعجل القبرات لتصطف.. آمنة .. في صلاة السهوب
بدوره القى نوار الساحلي عضو كتلة الوفاء للمقاومة ممثلا المقاومة اللبنانية كلمة عبر فيها عن تقدير المقاومة اللبنانية للشاعر الراحل عمر الفرا الذي كان شاعرا فريدا مقاوما عربي الانتماء وظل يعبر عن حبه لوطنه ولدور المقاومة حتى آخر عمره لذلك سيبقى في ذاكرة المقاومين.
وأشار نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة الدكتور طلال ناجي في كلمته إلى أن الشاعر الفرا كان صديق المناضلين وفي شعره إعجاز أخذه من عين دمشق الحسناء الجميلة كما كان يشتغل في أدبه ليصنع النور ويبدد الظلام لأنه صوت صارخ في مقارعة الظلم ورفض الخنوع.
وألقى الإعلامي نزار الفرا ابن الشاعر الراحل كلمة ال الفقيد عبر فيها عن تقديره وأسرته لأصدقاء والده وأن أصدقاءه أحبوه بسبب إخلاصه لموهبته والتزامه بالقضايا الوطنية والاجتماعية ووقوفه بجانب المقاومة موضحا أن والده كان متواضعا وسموحا ومحبا للآخرين وكان دائم الكلام عن حقيقة تطابق الإنسان في فنه وأدبه مع ذاته في حياته مشيرا إلى أن الراحل كان عونا لكل من طرق بابه ونصيرا لكل من قصده وكان فارسا للمنبر حتى آخر يوم من حياته لم يساوم وما أحب المساومين يوما.
وفي قصيدته التي رثى فيها الشاعر الفرا رأى الشاعر الدكتور نزار بني المرجة رئيس تحرير جريدة الأسبوع الأدبي في اتحاد الكتاب العرب أن الراحل عمر الفرا في قصائده التي كتبها عبر حياته التزم بكامل القيم الاجتماعية والإنسانية والوطنية قال..
وزرعت في الرأس .. الرسالة
وزرعت أشجار الكلام .. كنت تمتشق قصيدة
لن يمروا
ففي الوجدان إيمان .. ورائحة الخزامى .. من اذا لليل بعدما..
صمت الصهيل.
في حين ألقى الشاعر سومر عبد اللطيف قصيدة رثى فيها الشاعر الفرا وعدد بعض مناقبه وصفاته ومواقفه الوطنية والإنسانية التي ضمنها في قصيدته فقال..
أعبر الموت للخلود سبيلا .. أجمل العمر أن تعيش قتيلا
أسقط الزيف عن وجوه المسافات .. ودعنا نستفد منها دليلا
حمل النعش حامليه جلالا .. مثلما تحمل السيوف النصولا
ورأى الدكتور الشاعر جهاد بكفلوني مدير عام الهيئة العامة السورية للكتاب أن شعر عمر الفرا هو شعر أنتقل من المحلية إلى العربية والعالمية بعد أن عبر عن هموم الشعب السوري وآلامه وآحلامه لأنه تمكن من امتلاك ناصية الشعر الحقيقية فأدى ما يحبه الناس وما يجسد قضاياهم إضافة إلى ما يمتلكه من ثقافة عالية.
وبين الشاعر توفيق أحمد معاون مدير عام الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون أن عمر الفرا صاحب بصمة في الشعر الشعبي السوري على وجه الخصوص لأن قصائده استطاعت أن تلخص أفكار وهموم وقضايا الناس لذلك أحبوها وحفظوها فكانت قصائده تحمل عراقة البادية وحضارة تاريخنا المجيد ولا يخفى عل أحد عشقة لمدينة دمشق الذي تجلى في قصائده وأشعاره.
يذكر أن الشاعر الفرا الذي توفي في الحادي والعشرين من الشهر السادس إثر نوبة قلبية ألمت به من مواليد تدمر عام 1949 درس في مدينة حمص وبدأ كتابة الشعر الشعبي منذ عمر الثالثة عشرة واشتهر بطريقة القائه المميزة السلسة للشعر وكلماته المعبرة القوية .
يعد الراحل الفرا من أهم الشعراء العرب.. عمل بالتدريس في مدينة حمص لمدة 17 عاما ثم تفرغ للأعمال الشعرية والأدبية وكانت معظم قصائده بالعامية البدوية بلهجة بسيطة تتلاءم مع كل البيئات الشعبية إضافة إلى قصائده بالفصحى التي تنوعت وشملت القضايا الاجتماعية والأحداث التاريخية والأساطير.
وللشاعر الراحل العديد من المؤلفات منها ديوان قصة حمدة والأرض إلنا وكل ليلة والغريب ورجال الله ومن أشهر قصائده حديث الهيل عرار الياسمينة -عرس الجنوب -قصيدة وطن وغيرها الكثير.
حضر حفل التأبين عضو القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي الدكتور خلف المفتاح والدكتورة بثينة شعبان المستشارة السياسية والاعلامية في رئاسة الجمهورية ووزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك حسان صفية وحشد من المثقفين والإعلاميين.