جديد إصدارات هيئة الكتاب الشعرية من الأعمال الكاملة إلى المجموعات المتفردة

جديد إصدارات هيئة الكتاب الشعرية من الأعمال الكاملة إلى المجموعات المتفردة

شاعرات وشعراء

الاثنين، ٦ يوليو ٢٠١٥

يحظى الشعر بنصيب وافر من إصدارات الهيئة العامة السورية للكتاب والتي طبعت في الآونة الأخيرة عددا من الدواوين الشعرية تباينت واختلفت في أشكالها وأنماطها إلا أنها شملت كل الاتجاهات والمدارس والمواضيع الشعرية كما أنها رصدت عددا من المواهب الشعرية الهامة.

وأخذت الأعمال الشعرية الكاملة لشعراء سوريين وعرب نصيبا وافرا من إصدارات هيئة الكتاب ومنها الأعمال الشعرية الكاملة للشاعر الفلسطيني صالح هواري والتي عكست قصائدها موهبته الواعية وخياله الجامح كما شملت مختلف المواضيع الاجتماعية والانسانية وتميزت بمواقفه الوطنية الصادقة ولاسيما أن الشاعر الهواري لم يقترب من أي حالة تسيء لتاريخه الأدبي والتي اتخذها بعض الكتاب //كفكرة التصالح مع الاحتلال الاسرائيلي والتعايش// ما جعل شعره مميزا ونقيا وصادقا.

وكان الهواري يربط بين الأقطار العربية والأوطان التي فرقها الاستعمار بروح وطنية قومية تدل على نقاء سريرته ورقي موهبته كقوله في قصيدة /من أبي العلاء الفلسطيني إلى أبي العلاء المعري/ التي جاءت في الجزء الأول من أعماله.. /اضحك بقلبك أن عينك لا ترى … تقضي ليالي العصر ألا نبصرا أين الطريق أبا العلاء إلى الضحى … قنديلنا بخطى النهار تعثرا/.

ومن قصائده في الجزء الثاني من أعماله /يا طائر المجد/ التي يقول فيها.. /يا طائر المجد من لحن الهوى هات … حي المروءة في شام المروءات بارك رجال على التاريخ هامتهم … وسام عز على صدر البطولات قادوا السفينة شقوا الليل وانطلقوا … على ذرى الشمس يبنون المنارات/.

ونالت الأعمال الشعرية الكاملة للشاعر السوري عدنان مردم بك ما تستحقه من اهتمام فصدرت في كتاب واحد عن هيئة الكتاب متضمنة تداعيات المرحلة الحياتية التي عاشها مردم بك والتحولات الاجتماعية والانسانية التي مر بها حيث طغى على المجموعة الشعرية شعر الوصف والاعتناء بالألفاظ على حساب العاطفة كقوله في قصيدة /جبل قاسيون/.. /مارد لم يثن من غلوائه … مقود الدهر وسوط القدر طاول الأنجم في أفلاكها … ورنا مستعليا من كبر لبس الحقاب ثوبا وكسا .. عريه منها بأبهى مئزر/.

وغلب على المجموعة الشعرية الكاملة للشاعر نزار بريك الهنيدي التي طبعتها الهيئة العامة السورية للكتاب طابع التفعيلة التي وشاها الشاعر بالدلالات والإيحاءات مع قدرة ليست قليلة على الالتزام بالنغمة الموسيقية وبالموضوع الانساني الذي التزمت به قصائده ومنمنماته الصغيرة فقال في قصيدة /قلبي/.. /مثل طير هجرته الشجرة … أو شراع ..فاجأته الموجة المنحدرة مثل قنديل خبت شعلته … قبل بلوغ الرعشة المنتظرة هكذا قلبي .. وقد سال عليه … ما تبقى من دماء المحبرة/.

وبعيدا عن الأعمال الكاملة نشرت الهيئة عددا من المجموعات الشعرية لأسماء تنتمي لتجارب ولأجيال مختلفة ومنها مجموعة رحيق احتضار للشاعر غسان ونوس التي جاءت قصائدها ضمن قالب حدثوي غلب عليه الرمز الشعري الذي امتلك دلالات وطنية وانسانية وخبرة عالية في توظيف الايحاءات التي استخدمها الشاعر في معظم قصائده فقال في قصيدة /صباح/.. /سأشهد هذا الصباح ..سأنشج حتى الصباح ..وأشكو إليك الذي لا ينام ولا يرتجى .. والقي إلى غيمتي في الجهات .. وكل المواعيد في عتمة الداليات/.

أما الشاعر الفلسطيني خالد أبو خالد فانتقت الهيئة مختارات من العوديسا الفلسطينية التي كتبها وطبعتها في مجموعة بعنوان مختارات من العوديسا الفلسطينية والتي تدل على قناعة الشاعر الكامل بأن الشعب الفلسطيني سينتصر وسيعود إلى وطنه واستخدم الشاعر في ما ذهب إليه الموسيقا الشعرية الداخلية التي تتجلى بمزج أكثر من تفعيلة في النص الشعري مع مراعاة الحالة الفنية التي جاءت بألقها ومعانيها المتجددة كقوله في نص /أغنية حب عربية إلى هانوي/.. /عندما يسقط الاصدقاء الذين اعترفنا لهم بالمحبة .. في مطلع الصيف .. قبل الخريف بفصل .. يموتون عند حدود يديك المقيدتين بعيدا .. يا بلادي تموتين .. أم موسم النوم أطول .. أكثر طولا من الموت .. لا أفهم الآن/.

وقال وزير الثقافة عصام خليل بخصوص الإصدارات الشعرية لهيئة الكتاب نحاول استقطاب المواهب الشعرية الموجودة على الساحة الثقافية اضافة الى الأسماء التي غادرت عالمنا والتي من حقها أن يكون لها حضورا تاريخيا نظرا لامتلاكها الأسس والمقومات وإننا نسعى كي يأخذ كل شاعر حقه وفق ما يستحقه وما يمتلكه من قدرات وثقافات حتى نضيف إلى مكتبتنا وإلى رصيد الشعراء الكبار ورصيد الشعراء الجدد.

وأضاف وزير الثقافة //نعتبر كل شاعر قادر على الكتابة صاحب حق مثل غيره ولا تفرق الوزارة بين شاعر وآخر وإن تميزت بعض منشورات الشعراء فهذا ليس غريبا عن وطن اعتاد أن يكون عريقا وحضاريا ومتنوعا//.

وأشار الدكتور جهاد بكفلوني المدير العام للهيئة العامة السورية للكتاب إلى أن الهيئة تتابع مسيرة الإبداع الشعرية في سورية لكواكب تظهر بمواسم جديدة ومتبدلة وتقدم أطيابا متنوعة من القصيدة العمودية إلى التفعيلة إلى النثر إضافة إلى أن الهيئة تشد على أيدي المبدعين الذين تمكنوا من العزف على الأنغام الجميلة من أجل أدب وشعر يتضمن القضايا الوطنية والإنسانية والاجتماعية.

أما الكاتبة نبوغ أسعد لفتت إلى أن الكتب الصادرة عن الهيئة في وزارة الثقافة تضمنت أسماء عدد من الشعراء السوريين والفلسطينيين وجاءت في مطبوعاتها الأخيرة نماذج تدل على مقدرة شعرائنا وإمكانية حضورهم المستمر وإحاطتهم بقضايانا المصيرية ما يسجل لهيئة الكتاب إنجازا ثقافيا مهما في هذه المرحلة الصعبة.

لقد أعادت وزارة الثقافة للشعر دورته الحقيقية فتصدر الشعر الحقيقي مكانته في الساحة لتعبر عن وجود مواهب شعرية كامنة رصدت بشكل ناجح وقدمت بمجموعات وكتب متنوعة بعد أن عانى الشعر الموزون والأصيل من تغييب كامل بسبب ضعف الخبرات القارئة ما سمح لمختلف المواهب الشعرية وأنواعها دون تمييز أن تصل للقارئ.