الأزمنة تتغير والمشهد يعيد إنتاج نفسه!!.. بقلم: ميساء نعامة

الأزمنة تتغير والمشهد يعيد إنتاج نفسه!!.. بقلم: ميساء نعامة

تحليل وآراء

السبت، ١٦ مايو ٢٠١٥

التاريخ يعيد إنتاج نفسه، مقولة تم تداولها عبر الأزمنة، وبين مؤيد للنظرية ومشكك بها تبرز الوقائع حقيقة ماثلة.
كما يقال بأن العلوم الإنسانية أضعف من العلوم الطبيعية، لأن الأولى يتدخل فيها العامل الإنساني بينما الثانية تدعمها التجارب والثوابت العلمية التي تتطور مع تطور الحياة وفق نظريات قابلة للتطبيق العملي.
لكن الوثائق المثبتة بصور وحقائق وآثار محفوظة تثبت أن التاريخ يعيد إنتاج نفسه بأدوات جديدة وشخوصاً جديدة تحمل فكراً قديماً بائداً.
الحديث طبعاً عن السفاح أردوغان الذي راوده الحلم العثماني القديم، فأراد أن يعيد أمجاد الإمبراطورية العثمانية التي حكمت بالدم وقطع الرؤوس وغيرها من الأساليب المقززة التي تفردت بها تركيا العثمانية التي حكمت أربعمئة عام وخلفت وراءها إرثاً من التخلف والجهل وعتّمت على الحضارة العربية كما عملت بأقسى طاقتها الإجرامية على إخفاء معالم الحضارة الإسلامية الأصيلة عبر جسر من الظلام الدامس فصّل بين عالمنا العربي والعالم المتطور.
من السفاح جمال إلى السفاح أردوغان فواصل زمنية وسنوات طويلة، لكن المشهد الدموي للسفاحين يعيد إنتاج نفسه.
 ثمة فارق جوهري بين السفاحين، الأول كان الحاكم بأمره في ظل الإمبراطورية العثمانية التي أطبقت على قلب وطننا العربي لأربعمئة سنة وعممت الجهل وأساليب القتل المروعة، أما السفاح أردوغان فهو الحالم باستعادة أمجاد الإمبراطورية العثمانية، لكنه يستند في حلمه على دعم الصهيونية العالمية التي تعتبر الشر المتربص بالبشرية جمعاء.
 من هنا يتكشف المتابع غباء أردوغان لأن الصهيونية العالمية تستخدمه كأحد الأدوات القذرة التي تستغني عنها بمجرد انتهاء مهامها.
 اليوم... الأدوات الإجرامية ذاتها الذبح وتقطيع الرؤوس والتنكيل بالجثث، لكن الحلم العثماني ليس وحيداً والمطامع الاستعمارية للاستيلاء على وطننا العربي متعددة الأوجه، فالصهيونية العالمية ومن ضمنها الصهيونية العربية المتمثلة بآل سعود ومن لف لفهم، لا تبخل على الإرهابيين بما يفيدهم من تفتيت سورية عبر مدهم بالمال والسلاح والمعلومات والخرائط والأجهزة الالكترونية الأكثر تطوراً في العالم.
الأحلام الاستعمارية متعددة ومتنوعة، إلا أن الحقيقة الساطعة اليوم رغم حرب الإشاعات وحرب الإرهاب التي تشنها الدول المتآمرة على الشعب السوري، هي وجود قائد شامخ صامد شجاع يتحدى العالم، سلاحه الحق ورؤيته للحقيقة واضحة وتحالفه مع الأصدقاء استراتيجي لا تفككه إشاعة هنا وفقاعات كلامية هناك.
 والجيش العربي السوري بقيادة الرئيس الأسد سيغير مجريات التاريخ وسيحسم الحرب بالانتصار الكبير... والواقع الذي ستفرضه سورية سيغير وجه المنطقة مثلما استطاع تغيير العالم من عالم الهيمنة والأحادية القطبية إلى عالم متعدد الأقطاب.