الأردن ، و مع ذلك لا يتحرك الشعب

الأردن ، و مع ذلك لا يتحرك الشعب

تحليل وآراء

الخميس، ٧ مايو ٢٠١٥

أحمد الحباسى

نجح صالح القلاب و ذووه في التعتيم تماما على ما يحدث في الأردن من فساد “ملكي ” و من فساد البطانة ، فرض التطبيع الصهيوني على الشعب الأردني بحيث أصبحت السفارة في العمارة شيئا مألوفا خاصة بعدما تم تخويف و ترهيب كل “سليمان خاطر ” أردني يفكر مجرد التفكير في المس بالعلم الصهيوني ، الموساد الصهيوني يتقاسم البيت مع المخابرات الأردنية للتنكيل بكل معارض ، رائحة الفساد “الصغير” في الإدارات و المؤسسات لم تعد خافية على احد ، ثروة الملك و عائلته كان بالإمكان أن تغنى الشعب الأردني عن السلفة و الاستذلال لحكام السعودية ، نجح كتاب البطانة في تخدير العقل الأردني و بالذات العقل الشبابي فلا حديث اليوم عن مظاهرات شعبية و لا عن انتفاضة و لا عن حراك اجتماعي ، الكل تم تنويمه إعلاميا بشكل تام ، و الشعب الأردني في الإنعاش ، و يمكن آن يكون قد مات سريريا .

قدرت منظمة العمل الدولية في آخر إحصائية ارتفاع معدل البطالة في الأردن إلى 40 في المائة مع نهاية العام الفائت نسبة إلى عدد السكان ، يضيف تقرير المنظمة المذكورة إلى أن معدل البطالة في الأردن هو الأعلى في المنطقة ، من هذه النسبة نستطيع أن نعرف خطوط الفقر و عدد جيوبه و نقيس عليها لنفهم حقيقة الوضع الكارثة في الأردن ، طبعا ، هذا مهم لفهم مستقبل شباب الأردن ، و هذا يجرنا إلى الحديث عن وسائل الإعلام الأردنية التي لا تنقل الحقيقة عارية كما هي للمواطن ، هذا يجرنا أيضا إلى الانتباه و القول بأن الملك الهاشمي عاجز عن إدارة شؤون البلاد بالشكل المطلوب مستغلا صمت الشعب و خوفه من السوط و القمع و التعذيب البوليسي في أقبة و دهاليز البوليس السياسي ، لكن ما لا نفهمه ، لماذا لم ينتبه الشعب الشقيق أن كل التغييرات في رأس الحكومة و تعاقب الحكومات اليومي ما هو إلا خطة ذكية لربح الوقت و تدوير الزوايا و لماذا لا يخرج الشعب لإعلان العصيان المدني جملة و تفصيلا.

لا أمل من الشجر اليابس ، كذلك لا يؤمل من حكم الهاشميين إلا مزيد الخراب لدولة الهاشميين ، و هذه الفئة الدموية الحاكمة لا بد من العمل على إسقاطها ، و هي سهلة الإسقاط عكس ما يظن البعض ، و المخابرات الأمريكية الصهيونية ليست في وارد حماية أحد من أزلامها في المنطقة كما يظن البعض أيضا ، و بعد أن سقطت العراق ثم مصر و اليمن لم يعد يهم الإدارة الأمريكية من يسقط بل من يأتي ، والذين يشوشون الأذهان عبثا بأن النظام الهاشمي محمى أمريكيا و صهيونيا يفعلون ذلك لإخافة الشعب و ذر الرماد في العيون تماما كما فعلوا في عهد مبارك و غيره من الحكام العرب التالفين ، لكن مصيبة الأردن أن الإخوان يقفون في صف متعارض مع رغبات الشعب و طموحه في كسر النظام و فرض التغيير ، بهذا المعنى ، يجد الشعب نفسه بين كماشة النظام و مخاتلة و لؤم الإخوان .

لم تعد العنوسة حصرا على النساء فقط ، فالنظام الأردني نفسه أصبح عانسا و لا أحد يريده أو يتودد إليه ، و عنوسة النظام دفعته إلى البحث عن كثير من الزيجات الخطأ في الوقت الخطأ مع الشخص الخطأ ، دون أن يعطى أهمية إلى أن ما يفعله يشكل خرقا للقيم و المبادئ الأردنية ، و تجاوزا لكل الخطوط الحمراء ، فالزواج الآثم مع الصهيونية لئن جنب هذا النظام العانس هزات عرشه لمدة معينة فهو معرض اليوم إلى هزات عنيفة بعد أن كشفت الأرقام و التصريحات أن تلك الزيجة الملكية الفاجرة لم تأت بالنماء و الخير للشعب بل بكابوس من الذل أمام بقية الشعوب العربية التي رفضت زواج العانسين و التطبيع مع القتلة ، و إذا كانت المحاكم الشرعية قادرة على فصل المتزوجين العانسين ، فان النظام العانس في الأردن لن تفكه من زواج العنوسة مع نظام الميز العنصري الصهيوني سوى لحظات الموت و السقوط القادمة لو تحركت همة هذا الشعب .

النظام الفاسد يحاول بكل الطرق أن يجعل شعبه يعيش الوهم و الابتعاد عن الواقع المر لتمرير ما يمكن تمريره من الفساد ، و يظن المتابعون آن النظام قد أفلح في جعل الشعب الأردني الشقيق أسيرا لهذا الكهف و لهذا الضياع في البوصلة لفترة طويلة ، الصمت هو أشد أنواع الكفر ، و الأكثرية الشعبية هذه الأيام صامتة ، بلا حراك ، منقطعة النفس ، لذلك هناك أسئلة كثيرة في الشارع العربي ، من سيخرج من الأردن لتصحيح المسار ؟ و متى سيخرج ؟ و كيف سيخرج ؟ و مع من سيخرج ؟ هذه هي الأسئلة المطروحة في وجدان الشارع العربي ، لا نتمنى ثورة على شاكلة ” الثورة “السورية القذرة و لا على نظيرتها الليبية طبعا ، نريدها ثورة أردنية ، أردنية تعيد الأردن إلى الأردن ، أردنية تعيد الأردن للعروبة …فهل هذا عزيز عليكم يا شعب الأردن ؟ .