خوفاً من تحرير إدلب.. الخصوم يحركون ورقة غاز الكلور من دون حجج

خوفاً من تحرير إدلب.. الخصوم يحركون ورقة غاز الكلور من دون حجج

تحليل وآراء

السبت، ٢٥ أبريل ٢٠١٥

بالتزامن مع كل عملية عسكرية يطلقها الجيش العربي السوري، ترتفع أصوات النحيب والاستنجاد، وتتداعى المؤتمرات وجلسات الاستماع والتحقيق، ويظهر الشهود بالجملة، من أكثر من الملف الكيماوي جاذبيةً ومناسبةً ليكون ذريعةً لإنقاذ الإرهابيين في منطقة باتت قاب قوسين من التحرير على يد جنود الجيش السوري؟!
ضمن هذا المشهد عقد أعضاء مجلس الأمن الدولي الخميس اجتماعاً مغلقاً مع أطباء سوريين قدموا شهادات قالوا إنها معلومات حول استخدام غاز الكلور في مناطق النزاع بسورية، وجرى هذا اللقاء بمبادرة من واشنطن وفقاً لقاعدة تسمح للدبلوماسيين بإجراء اجتماعات غير رسمية مع ممثلين عن المجتمع المدني.
طبعاً من هؤلاء الممثلين عن ذلك المجتمع المدني لا أحد يعلم، وما ذلك المجتمع المدني الذي يمكن أن يعيش في بيئة تسيطر عليها جماعات راديكالية مسلحة متشددة أيضاً لا نعلم، كل ما بات معروفاً هو أن عبارة نشطاء المجتمع المدني باتت مظلة تحمي الكثيرين من أصحاب اللحى والكرافات، كلما استدعت الحاجة لهم تم تسليط الضوء عليهم إعلامياً عبر شهادات ما أنزل الله بها من سلطان.
بدأ الجيش العربي السوري عمليته لاستعادة مدينة إدلب، فارتفع الصراخ بذريعة الكيماوي، علماً بأن المسلحين ومنذ سنتين كانوا قد سيطروا وما زالوا يسيطرون على معمل الكلور الواقع شمال البلاد وتحديداً في منطقة تابعة لمحافظة حلب، لم يتم الحديث عن ذلك في أروقة مجلس الأمن ولا محكمة الجنايات الدولية، بل كل ما يتم تسويقه الآن هو عبارات منسوجة عن استخدام الجيش السوري لغاز الكلور ضد المسلحين في إدلب التي تسيطر عليها جبهة النصرة؟! من بقي من سكان إدلب؟ وما نسبتهم مقارنةً بالمقاتلين المتشددين الموجودين هناك؟ ثم إن الجيش السوري يمتلك أسلحةً فتاكة أكثر من غاز الكلور، وبصواريخ تقليدية يمكن أن يحقق ما يريده، فلم إذاً سيلجأ إلى ورقة الغاز السام، في وقت تعاونت فيه الحكومة السورية مع المجتمع الدولي فيما يخص ملفها الكيماوي إلى أبعد الحدود.