نياشين الذل تجتمع في القاهرة تحت مسمى القوة الدنكشوتية

نياشين الذل تجتمع في القاهرة تحت مسمى القوة الدنكشوتية

تحليل وآراء

السبت، ٢٥ أبريل ٢٠١٥

كتداعي الأكلة على القصعة، تداعت أنظمة المناسف والدشاديش مع ملحقاتها الأعرابية في الجامعة العربية، وتحت عنوان اجتماع رؤساء أركان الجيوش العربية، كان اللقاء، أوسمة ونياشين غطت القاعة، تلك الأوسمة التي قُدر لها ألا تكون إلا للاستعراض وفي الاحتفالات، رتب عسكرية تراكم عليها غبار الخنوع اجتمعت حول مائدة الخسة، لم يكن لتلك الرتب والنياشين أي لمعان أو حضور عندما احترقت بغداد في 2003 ولا عندما اشتعلت بيروت في 2006 ولا عندما فُجرت ليبيا من الناتو، بل للمفارقة فإن كثيراً من تلك النياشين كان لها حضور في احتفالات الصالونات الاستخباراتية والعسكرية مع زملائهم في السلاح من الأمريكيين، لم تعرف تلك الرتب والنياشين حضوراً عسكرياً سوى في غرف العمليات السوداء التي تتآمر على بلدان عربية، وهي اليوم تجتمع للتباحث في تشكيل قوة عسكرية هدفها حماية أنظمة وعروش بعينها، تحت مسمى قوة عربية مشتركة، لم يستطع التاريخ العربي المعاصر أن يجمعها اللهم إلا في حرب تشرين وحتى في تلك الحقبة كان هناك جدل كبير.
سيجتمع هؤلاء لبحث كيفية تشكيل القوة العربية المشتركة والمهام التي ستوكل إليها وكيفية تمويلها، وبحث عقيدتها القتالية، فضلاً عن مهمات التدخل العسكري السريع وما يوكل إليها من مهمات أخرى لمواجهة الأخطار التي تهدد سيادة أي من الدول الأعضاء فيها بما في ذلك التهديدات الإرهابية، وذلك بناء على طلب الدولة المعنية.
فعلى ماذا يجتمع هؤلاء اليوم؟ وما هدف تلك القوة المشتركة، والعراق منشغل بحربه على الإرهاب تارةً وبفتن طائفية تارةً أخرى؟ ما جدوى تلك القوة الأعرابية وسورية منهكة بحربها على الشر وما تلاقيه من الإجرام والتآمر؟ وماذا سيقول جنرالات تلك القوة للفلسطينيين الذين لم يمدوهم بعون خلال عقود طويلة؟ هل ستتواجد تلك القوة على الساحة الليبية النازفة؟ وهل ستلعب دوراً في إعادة توحيد السودان؟ ماذا بالنسبة لليمن؟ هل كان الحوثيون وخطرهم أرعب الرياض؟ هل ستكون تلك القوة أساس تدخل عسكري بري بغطاء عربي على الساحة اليمنية لاحقاً؟ إن اجتماع تلك النياشين والرتب للتباحث في تشكيل القوة المذكورة، لا يعدو كونه اجتماع أشباه ذكوري مخصية لتشكيل قوةً وهمية دونكشوتية لا تغني ولا تسمن من جوع.