كائنات حي الميسات.. بقلم: محمد عبد العزيز

كائنات حي الميسات.. بقلم: محمد عبد العزيز

تحليل وآراء

الأحد، ١٩ أبريل ٢٠١٥

برفقة صديق ثري ذهبت إلى عزاء شاب رحل مبكراً بحادث أليم.
القارىء الشيخ عبثاً كان يحاول استجرار الشفقة في انتقالاته غير الموفقة لقراءة قصار السور.
على الأرض كانت ثمة ذبابة بجناح ونصف مقلوبة على ظهرها تدور حول نفسها محاولة الخروج
من وضعيتها المتعبة.
الصديق الثري كان منهمكاً في دردشة على هاتفه الآيفون سيكس بلوس.
 عند سورة النجم ومع ارتداد صدى ما ضل صاحبكم وما غوى
مددت يدي وبطرف إصبعي ساعدت الذبابة على الاعتدال
حكت جناحيها بقدميها الخلفيتين تعثرت مرتين وربما ثلاثاً
 ثم طارت مبتعدة بجناح ونصف واختفت في الأرجاء
خرجت إلى الشارع في حي الميسات، صوت المدفعية الثقيلة
الصفير الكتيم للقذيفة وهسيس الارتطام
أسفل السيارة من جهة المقدمة ثمة قطة كانت نائمة بعمق
سائق الثري أراد توصيلي فأومأت بعلامة النفي
عدت سيراً على الأقدام
بجناحين أو بجناح ونصف الجناح
ذاك اليوم عدت إلى المنزل سعيداً من صالة العزاء.