على مبدأ اجمعوا من كل قبيلةٍ رجلاً ليتفرق دمه.. الرياض تنتقم من اليمن

على مبدأ اجمعوا من كل قبيلةٍ رجلاً ليتفرق دمه.. الرياض تنتقم من اليمن

تحليل وآراء

السبت، ١٨ أبريل ٢٠١٥

ترتفع أهازيج البداوة الغوغائية في أروقة صنع القرار الدولي، تتراقص الدشاديش انتشاءً بوضع اليمن تحت الفصل السابع، قرار جهد أباطرة النفط والمال الخليجي على تخريجه دولياً، وفعلوا.
الآن يحاول السعوديون وبزهو كبير أن يروجوا الفكرة التالية، أن مملكة الرمال تمر في عصرها الذهبي وهي الآن أقوى مما كانت عليه في عقود خلت، نصر سياسي معنوي من خلال إقرار مجلس اليمن للبندج السابع بناءً على طلب سعودي، ونصر عسكري وهمي يتمثل في استعراض جيش الدشاديش لعضلاته من خلال قصف بيوت الآمنين في اليمن.
لماذا ذلك الإصرار السعودي على  قرار أممي كهذا طالما أن واشنطن أعطت ضوءاً أخضر للرياض من أجل أن تشن عدوانها على اليمن؟
السبب الوحيد لذلك هو تخوف آل سعود من أن تقوم إيران بدعم الحوثيين عسكرياً وتمدهم بالسلاح، فرأت أنه من الضروري استباق ذلك المشهد المخيف باستصدار قرار أممي يقطع الطريق على أي محاولة قد تقوم بها طهران تجاه الحوثيين، الروس امتنعوا عن التصويت لأنهم أدركوا الغاية السعودية من ذلك،
كما طالب القرار أيضاً الدول المجاورة بتفتيش الشحنات المتجهة إلى اليمن في حال ورود اشتباه بوجود أسلحة فيها.
وطالب القرار الحوثيين بوقف القتال وسحب قواتهم من المناطق التي فرضوا سيطرتهم عليها بما في ذلك صنعاء. إضافةً لتأكيد القرار على شرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي.
والغريب هنا أننا لم نرَ قراراً أممياً يدعم شرعية أي رئيس آخر في الدول التي شهدت سموم الرياح التي سمُيت "ربيعاً عربياً"، لكن عندما يتعلق الأمر بحليف الرياض وصبيها المدلل، فإن الواقع يتغير وتنقلب الموازين، ليصبح عبد ربه شرعياً، بل وللمفارقة أيضاً فالمذكور يحكم اليمن من داخل السعودية، ويصدر فرماناته من مقر إقامته بالرياض بعد هربه من بلاده!.
القرار الذي حظر السلاح على الحوثيين وطالبهم بالانسحاب من مناطقهم، قد يؤيد أيضاً إلى تدخل بري عسكري، وآل سعود أجبن من أن يتورطوا وحدهم في ذلك الأمر، والدليل أنهم عملوا جهدهم لإشراك ما أمكن من الدول الأعرابية في ذلك، على مبدأ اجمعوا من كل قبيلةٍ رجلاً ليتفرق دمه، وهذا ما تفعله الرياض اليوم مع اليمن الجريح.